السيمر / الخميس 23 . 06 . 2016
محمد الحنفي / المغرب
إلــــــــــــــى:
ـ الطبقة العاملة في عيدها الأممي: فاتح ماي 2016.
ـ النقابات المناضلة التي تستحضر أهمية انتزاع المزيد من المكاسب لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ـ أحزاب الطبقة العاملة، الحريصة على توعيتها بأوضاعها المادية، والمعنوية، وبدورها التاريخي لصالح البشرية، وقلب موازين القوة لصالح الكادحين عبر العالم.
ـ الأوفياء إلى الطبقة العاملة، وإلى فكرها، وإلى أيديولوجيتها، والعاملين على بناء حزبها الثوري.
ـ شهيد الطبقة العاملة المغربية: الشهيد عمر بنجلون.
ـ فقيد الطبقة العاملة المغربية: الفقيد أحمد بنجلون.
ـ من أجل:
§ ـ التفكير في بناء الحزب الثوري: حزب الطبقة العاملة.
§ـ التمسك بأيديولوجية الطبقة العاملة، القائمة على أساس الاقتناع بأيديولوجية الاشتراكية العلمية.
§ ـ التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
ضرورة اتحاد الأحزاب العمالية واليسارية:
وبعد وقوفنا على أن سلاح الإضراب، والاعتصام، لم يعودا مفيدين في الصراع الذي تخوضه الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ضد الرأسمالية، والرأسماليين، وضد كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، مما يدعو إلى التفكير في ضرورة إبداع أساليب نضالية جديدة، ومؤثرة على الاستغلال في أبعاده المختلفة، وعلى المستغلين، من أجل جعل الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعون أهمية أساليب نضالية جديدة، ومؤثرة، وبعد الوقوف على تأثير الحزب السياسي، وحزب الطبقة العاملة، بالخصوص، وكيف يقوم الحزب الثوري (حزب الطبقة العاملة) بتحقيق مطالبها بالتغيير الجذري، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نقف على الضرورة التاريخية، التي يتم في إطارها اتحاد الأحزاب العمالية، واليسارية، حول برنامج، ووسيلة واضحة لما تعيشه البشرية، في ظل النظام الرأسمالي، لتغيير وضع الطبقة العاملة، والمجتمع بأكمله.
فاتحاد الأحزاب العمالية، واليسارية، ليس نتيجة لرغبة هذه الأحزاب الذاتية؛ لأنه سوف لن ينتهي إلى نتيجة محددة، ولا إلى الاتفاق على برنامج محدد، ولا يمكن أن يسعى إلى تحقيق الوحدة الاندماجية بين الأحزاب العمالية، أو التي تدعي ذلك، أو بين الأحزاب اليسارية، أو التي تدعي ذلك، أو بين الأحزاب العمالية، والأحزاب اليسارية، لإقامة حزب يساري كبير، أو حزب عمالي كبير، أو على الأقل حزب اشتراكي كبير، بالمفهوم الواسع، والمتعدد للاشتراكية، بقدر ما يأتي نتيجة لضرورة تاريخية.
فبعد هذا التشرذم، والتفتيت، الذي عرفته الأحزاب اليسارية، والأحزاب العمالية، في ظل عولمة اقتصاد السوق، وفي ظل استئساد الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، وفي ظل استفحال أمر الاستغلال الهمجي، مما أدى، بالضرورة، إلى الضعف، والتشرذم، والتفتيت، الذي عرفته، وتعرفه الأحزاب اليسارية، والعمالية، وقفت هذه الأحزاب على ضرورة التنسيق فيما بينها، ثم على ضرورة إقامة تحالفات معينة، وصولا على إقامة فيدراليات، على أساس برنامج محدد، يعمل على استنهاض العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين، سعيا إلى تحقيق العمل المشترك في صفوفهم، وسعيا إلى جعلهم يرتبطون بالأحزاب العمالية، وباليسار الساعي إلى تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والعمل المشترك بين الأحزاب العمالية، واليسارية، يتخذ عدة مستويات:
المستوى الأول: التنسيق الآني، من أجل القيام بنضال مشترك، في قضايا محددة، من أجل فرض تحقيقها، لينتهي التنسيق، ويذهب كل حزب إلى حال سبيله، بعد تحقيق الهدف من التنسيق، مما لا يمكن قبوله إلا في مرحلة التنسيق الظرفي، لتعود الأمور إلى ما كانت عليه من ضعف، وتشرذم، وتفتيت، من قبل كل طرف عمالي، أو يساري، ضد باقي الأطراف الأخرى.
والمستوى الثاني: إقامة تحالف مرحلي بين الأحزاب العمالية، واليسارية، على أساس برنامج مشترك: مرحلي، يمكن أن يصب في أفق تحقيق استراتيجية أي حزب عمالي، أو يساري، ويمكن أن يكون كذلك؛ لأنه يتعلق بالعمل المشترك، خلال مرحلة معينة، ليذهب كل حزب إلى حال سبيله، باحثا عن سبل العمل المرحلي، الذي يصب في اتجاه تحقيق استراتيجيته.
والمستوى الثالث: التحالف المرحلي الإستراتيجي، الذي يتم من خلاله الاتفاق على برنامج محدد، يسعى إلى تحقيق الأهداف المرحلية، التي تصب في أفق تحقيق الأهداف الاستراتيجية، لكل حزب من الأحزاب العمالية، واليسارية. وهذا التحالف، يختلف عن التنسيق، وعن التحالف المرحلي، لضمانه الاستمرار في العمل المشترك، حتى تحقيق الأهداف الاستراتيجية، حتى يذهب كل حزب إلى حال سبيله، ليستمر بسبب ذلك الضعف، والتشرذم، والتفتيت، الذي قد يعود بها إلى الوراء.
والمستوى الرابع: هو مستوى الانتقال بالتحالف المرحلي / الإستراتيجي، على مستوى الفيدرالية، التي يمكنها ضمان الاستمرار في العمل المشترك، بناء على أسس تنظيمية، وسياسية، واستراتيجية، في أفق الاندماج، مع تحديد البرنامج الخاص، الذي لا يجوز لأي حزب الخوض فيه، من أجل التقرير بمفرده، لإيجاد مبرر تفعيل الفيدرالية على المستوى التنظيمي، وعلى المستوى السياسي، وعلى المستوى الإستراتيجي؛ ولكن فيدرالية اليسار التي يمكن تسميتها بفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن تحقق الاندماج بين أحزاب اليسار، والأحزاب العمالية، إلا إذا عملت على إنضاج الشروط المناسبة للاندماج من خلال:
1) فتح ورش أيديولوجي، تعمل أحزاب اليسار، والأحزاب العمالية، على البحث في مختلف الأيديولوجيات المنبنية على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، من أجل الوصول إلى إيجاد القواسم الأيديولوجية المشتركة، التي تسعى إلى إيجاد وحدة أيديولوجية بين الأحزاب اليسارية، والأحزاب العمالية، لتصير منطلقة من أجل العمل على وضع الترتيبات الأيديولوجية الضرورية، لتحقيق الاندماج الأيديولوجي، الذي يعتبر شرطا لباقي مستويات الاندماج الأخرى.
2) فتح ورش تنظيمي، تكون مهمته البحث في التصورات التنظيمية المختلفة لأحزاب اليسار، والأحزاب العمالية، من أجل الوصول إلى إيجاد قواسم مشتركة، يمكن اعتمادها في وضع تصور تنظيمي مشترك، يصير منطلقا لصياغة القوانين التنظيمية: الأساسية، والداخلية للحزب اليساري أو العمالي الكبير.
3) فتح الورش الذي يقوم بالبحث في التصورات السياسية المختلفة، من أجل استخراج القواسم المشتركة من تصورات مختلف الأحزاب اليسارية، والعمالية، تعتمد في صياغة التصور السياسي المشترك، الذي يعتمد في التعبير السياسي عن الحزب اليساري، أو العمالي الكبير.
وفتح الأوراش الثلاثة، في إطار فيدرالية أحزاب اليسار، والأحزاب العمالية، يعتبر مسالة أساسية، من أجل العمل على الانتقال إلى المستوى الموالي، الذي لا يمكن أن يكون إلا في خدمة العاملات والعمال، وباقي الأجيرات والأجراء، وسائر الكادحات والكادحين، باعبارهن، وباعتبارهم مكونات الشعب الكادح.
المستوى الخامس: هو مستوى إعلان الاندماج بين الأحزاب اليسارية، والعمالية، بعد أن تستنفذ فيدرالية اليسار مهمتها الأساسية، وبعد إنضاج شروط الوحدة الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، كحق للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أن يكون لهم حزب يساري / عمالي كبير، يقود جماهير الكادحين إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
والعمل المشترك لا يتوقف عند حدود التنسيق، والتحالف بين الأحزاب اليسارية، والعمالية، أو عند حدود الفيدرالية، أو الاندماج فيما بينها، على أساس إنضاج الشروط الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، بل يتجاوز كل ذلك إلى إقامة إما:
أولا: جبهة يسارية تضم الحزب اليساري، أو العمالي الكبير، إلى جانب بقية الأحزاب والتوجهات اليسارية، التي لم تندمج في الحزب اليساري، أو العمالي المذكور. وهذه الجبهة اليسارية، التي تضم الأحزاب، والتوجهات اليسارية، يمكن أن تضم كذلك النقابات، والجمعيات، التي تلتقي مع الأحزاب اليسارية، في العمل على تحقيق نفس الأهداف، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، انطلاقا من برنامج حد أدنى يساري / نقابي / جمعوي.
ثانيا: جبهة وطنية عريضة، تضم كل الأحزاب، والتوجهات الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، بالإضافة إلى النقابات، والجمعيات التي تلتقي معها في نفس الأهداف، وفق برنامج حد أدنى، يناضل من أجل تحقيقه كل إطار حزبي، أو نقابي، أو جمعوي، منخرط في الجبهة المذكورة، إما بشكل جماعي، بحضور جميع الأحزاب، والنقابات، والجمعيات، وإما بشكل منفرد. والعمل الجبهوي لا يعرف التوقف، إلا بتحقيق الأهداف المسطرة، أي بتحقيق برنامج الحد الأدنى.
والجبهة سواء كانت يسارية، أو وطنية، لا يتم اللجوء إليها، إلا من أجل طرح القضايا الكبرى، التي تهم الأوطان، والشعوب، وتهم مستقبل الشعوب، ومستقبل الأوطان، سعيا إلى تحقيق تحرير الأرض، والإنسان، وتحقيق الديمقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفرض احترام الكرامة الإنسانية، باعتبارها أهدافا كبرى، لا يمكن أن يعمل على تحقيقها حزب واحد، أو نقابة واحدة، أو جمعية واحدة.
والأمر لا يقف عند بناء جبهة يسارية، أو وطنية واسعة، بل يتعداه إلى قيام الأحزاب اليسارية، والعمالية، بدعم قيام جبهة نقابية، تسعى إلى قيام جميع النقابات بالنضال المشترك، بناء على برنامج حد أدنى مشترك، لتحقيق أهداف نقابية مشتركة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أفق تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، كما يمكن للأحزاب اليسارية، والعمالية، أن تعمل على دعم الجبهة الحقوقية، التي تضم جميع التنظيمات الحقوقية، التي تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف، كما يمكن أن تدعم الأحزاب المذكورة الجبهة الثقافية، وغيرها من الجبهات التي تتكون من أجل النضال المشترك، في أفق تحقيق أهداف محددة.
فالقيام باتحاد معين، بين الأحزاب اليسارية، والعمالية، صارت تفرضه فداحة الاستغلال القائم في الواقع، بسبب عولمة اقتصاد السوق، ونظرا لطبيعة الاستغلال الهمجي الممارس، في هذا العصر الذي نعيش فيه، ونظرا للسعي إلى تحقيق الأهداف المتمثلة في إعادة الاعتبار إلى اليسار، ونظرا لطبيعة الضعف، والتشرذم، والتفتيت، التي أصبحت تسود في صفوف اليساريين، وصولا إلى جعل اليسار قادرا على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، وفرض احترام الكرامة الإنسانية، وبدون اتحاد اليسار، أو وحدته، فإنه سيبقى ضعيفا، ومتشرذما، لا يقوى على إحداث فعل ما في الواقع.