الرئيسية / مقالات / اسهال شديد لدى العصابات الارهابية

اسهال شديد لدى العصابات الارهابية

السيمر / فيينا / الجمعة 06 . 01 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

تابعنا ردة أفعال العصابات الإرهابية  السورية إزاء إعادة العلاقات التركية السورية، رأينا بكاء المجرم قاطع رؤوس الأطفال والنساء الجولاني، ويدعوا العصابات الإرهابية التي قاتلها إلى التعاون والوحدة، لكن كلامه لاقيمة له، تم استغلال العصابات الوهابية لتدمير الشعب السوري، دول الغرب لديها صراع مع نظام الاسد بسبب بقاله خليفا إلى روسيا، وبسبب رفضه التطبيع والتوقف عن دعم قضية الشعب الفلسطيني من القوى الرافضة إلى اتفاق أوسلو.

الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا  في موسكو كان لجهود اجتماعات مابين بوتين واردوغان منذ عام ٢٠١٦، أردوغان يعي الحقيقة أن سوريا ضمن النفوذ الروسي لذلك بوتين لم ولن يسمح في إسقاط نظام الحكم في سوريا، أردوغان استفاد كثيرا من دعم المجاميع الوهابية التكفيرية في سوريا ماديا، حصل على عشرات مليارات الدولارات، استفاد من تفكيك المعامل والمصانع السورية العملاقة في حلب وبيعها إلى تركيا في أبخس الأثمان من قبل العصابات الارهابية، اشترى البترول السوري والقمح في أسعار رمزية، استفاد من العصابات الإرهابية في إرسالهم إلى ليبيا ومنعوا حفتر من السيطرة على طرابلس وأعلن نفسه رئيسا أوحد إلى ليبيا، ارسل مجاميع ارهابية سورية لقتال الأرمن في كاراباخ، خروج  مظاهرات إلى العصابات الإرهابية من السوريين المغرر بهم وللاسف تم خداعهم وافقدوهم انسانيهم بحيث تحولوا إلى وحوش ارتكبوا أقذر الجرائم الإرهابية الطائفية بحق إخوانهم السوريين من الشيعة والدروز والمسيح، مظاهرات وشعارات العصابات الإرهابية في مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غربي سوريا، ورفضهم المصالحة مع دمشق لاقيمة لها، الرئيس أردوغان  اليوم بالتأكيد على عقد اجتماع ثلاثي وشيك لوزراء خارجية بلاده وسورية وروسيا لأول مرة لتعزيز التواصل، أيضا  أوغلو اتصل  مساء الثلاثاء مع وزير خارجية الإمارات  قبل توجه  في زيارة دمشق، الزيارة لم تكن  مفاجئة بل هناك اتصالات اماراتية مع دمشق منذ سنتين، لربما تستضيف الإمارات مؤتمرا مصالحة يجمع زعماء سوريا وتركيا وروسيا، عندما يعلن أردوغان بنفسه عن قرب الاجتماع الثلاثي فهذا يعني أن المصالحة السورية التركية باتت أمر واقع وقريب جدا.

نعم لقد باتت أجواء مسار إعادة العلاقات  التركية مع دمشق واضحة، تقاطر الدول العربية لزيارة دمشق دليل على إعادة العلاقات مع سوريا، شاهدنا  وزير خارجية الإمارات ذهب بزيارة إلى دمشق واجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد، وتم عرض صور الاجتماع في محطات التلفزة، وسط ابتسامات الطرفين، الرغبة في عودة العلاقات التركية مع سوريا  تمت من خلال الرئيس الروسي بوتين، يعني دعم روسي، لذلك رؤوس المجاميع الإرهابية المسلحة خرجوا بخفي حنين، للأسف هؤلاء المجرمين الإرهابيين كان لهم دور كبير في حرمان المعارضة السورية الحقيقية من أن يكونون ممثلين للمعارضة السورية، نعم سوريا حالها حال العراق تعاني من صراع قومي ومذهبي يحتاج إلى حل جذري إلى إنهاء الصراع ليعم السلام، اهالي المناطق الشمالية والشرقية السورية في وضع معاشي مزري بسبب صراعات وقتال التنظيمات الارهابية المسلحة مع تنظيم هيئة تحرير الشام الوهابي، عودة مناطق الشمال والشرق السوري للدولة السورية ينهي وجود العصابات السورية، ويعم الامن والسلام وتعود الأمور إلى ماكانت عليه قبل فتنة الربيع، غالبية المواطنين السوريين الذين تم خداعهم من العصابات الإرهابية وبعد أكثر من ١١ سنة أصابهم اليأس والإحباط، بسبب جرائم العصابات الإرهابية في قتل المواطنين او في قتل بعضهم البعض الاخر، لذلك بات الأمر طبيعي عندما نشاهد إعادة العلاقات السورية التركية.

في نهاية المطاف أيضا أردوغان ربح في تدخله في سوريا في تصفية المجاميع المسلحة لحزب العمال الكوردستاني، سابقا سوريا لم ولن تقوم بطرد قيادات حزب العمال، نعم تم ابعاد المناضل عبدالله اوجلان بسبب إرسال تركيا إلى قوات عسكرية كبيرة لحدود سوريا الشمالية، بزمن كانت الغلبة إلى القطب الاوحد، وروسيا كانت شبه متهيكلة، أما الان الوضع مختلف، روسيا قوية ولولا روسيا لتم إسقاط نظام الأسد، هذه الحقيقة ينكرها إعلام دول الرجعية العربية، أردوغان يستطيع إقناع الأسد في السماح لبعض القوى السورية المعارضة بالمشاركة في الحياة السياسية السورية، ومن مصلحة أردوغان وجود علاقات تركية سورية جيدة، أردوغان الذي يهمه أن يكون إلى الشركات والبضائع التركية في السوق السورية، وايضا المشاركة في إعمار سوريا من خلال الشركات التركية، أيضا أردوغان لديه معركة انتخابية حامية الوطيس مع خصومه ويريد حرمانهم من الاستفادة من الوضع السوري وتدخل أردوغان ووجود ملايين السوريين ووجود بؤر ارهابية للقاعدة وداعش في سوريا من خلال العصابات الإرهابية السورية الموجودة في شمال سوريا ولديهم أنصار داخل تركيا وخارجها.

في الختام مهما كانت المظالم السياسية  التي حدثت في سوريا ولولا وجود  البيئة بسبب الصراعات القومية والمذهبية داخل الجسد السوري، ورفض النظام في سوريا التطبيع لما حدث ماحدث من قتل وذبح بمباركة من القوى العظمى، لو كانت الجبهة الوطنية الداخلية السورية متماسكة وقوية لما وقفت فئات سورية مع القوى العالمية إلى تدمير سوريا، لم تستطيع دول الناتو من دخول بعض أراضي سوريا لولا الصراعات الداخلية السورية، للاسف العصابات الإرهابية ارتكبت ابشع الجرائم ضد الإنسانية، المرتكبين لهذه الجرائم نفذها للأسف سوريين ومعهم أناس عرب مسلمون يتبعون الإسلام الوهابي المتطرف، يوم أمس مفخخات الوهابية طالت مدينة متهالكة في الصومال خلفت عشرات الضحايا، وارهابي وهابي في إقليم البنجاب الباكستاني قتل ضباط في الاستخبارات الباكستانية، جرائم إبادة حدثت في بوركينا فاسو ونيجيريا وفي مالي خلفت أعدادا من القتلى ومن نفذ تلك العمليات مجاميع وهابية ارهابية.

6/1/2023

اترك تعليقاً