الرئيسية / مقالات / السَّلامُ الدَّوليِّ مُهَدَّدٌ مَعَ وُجُودِ نِظامِ الْقَبيلَةِ الفاسِدِ*

السَّلامُ الدَّوليِّ مُهَدَّدٌ مَعَ وُجُودِ نِظامِ الْقَبيلَةِ الفاسِدِ*

السيمر / السبت 09 . 07 . 2016

نـــــــــــــزار حيدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

السَّلامُ عَلَيْكُم

وقفتُنا الحزينةُ الآن أَمام الْبَيْتِ الأبيض في العاصمةِ الاميركيّةِ واشنطُن، لنُعلنَ عن تضامُنَنا مع شعبِنا في العراق ومواساتِنا لأُسرِ ضحايا العمل الارهابي الجبان الذي طال الكرّادة في العاصمةِ الحبيبةِ بغداد والذي راحَ ضحيَّتهُ المئاتِ من الشهداءِ الابرياءِ والجرحى والمصابينَ وفيهمُ الأطفالُ الصّغارِ والشّبابِ اليافعِ والنساءِ المظلومات.
انّنا هنا الآن، لنُعزّي ونتحدّى ونبعثَ برسالةٍ؛ نعزّي شعبَنا الصّابر ولا نقولُ لهُ كما قالَ الفرزدقُ للحسينِ (ع) [انّ قلوبَهم معكَ وسيوفَهم عليك] إِنّما نقولُ له قلوبُنا وسيوفُنا وأقلامُنا وصرخاتُنا معك ايّها الشّعبُ العَظيمِ الصّابر والمضحّي والمُثابر في حربِك المقدّسةِ ضِدَّ الارهاب.
فارواحُنا مع أرواحِكم
وأجسادُنا مع أجسادِكم
ودماؤُنا مع دمائِكم
مازالَ فينا قلبٌ ينبضُ بالحياةِ.
نتحدّى الارهابَ وجرائمَهُ، فلن نتنازلَ عن شبرٍ من ارضِ العراق ولن نتنازلَ عن دينِنا وقيمِنا وحبّنا للوطن.
وسيظلُّ البنانُ على الزَّنادِ حتّى تطهيرَ كلِّ الْعِراقِ من رجسِ الارهابيّين التكفيريّين.
لن تُثني جرائمهُم عزيمتَنا ولن تُلثِمَ من صبرِنا ولن تنالَ من ايمانِنا قيد انمُلة.

امّا رسالتُنا فهي؛
ان على التّحالف الدولي الذي تقودهُ واشنطن في الحربِ على الارْهابِ ان يُثبتَ مصداقيةً اكبر
فلا تكفي الوعودُ ودماءُ العراقيّين تنزفُ يوميّاً.
لا تكفي الخطاباتُ والبيانات.
نريدُ فعلاً مؤثّراً يُساهمُ بشكلٍ فعّالٍ في القضاءِ على الارهابيّين بسرعة.
فالوقتُ ليسَ لصالحِنا جميعاً.
ليس لصالحِ العالِمِ والبشريّةِ التي يهدِّدُها الارْهابِ الأعمى ويعرّض الامنَ والسّلمَ الدَّولييّن للخطر.
وانتَ ايّها الرَّئيس اوباما؛
لا تتركِ الْبَيْتِ الأبيض قبل ان تُنهي مهمّتكَ في مساعدةِ العراقيّين في القضاءِ على الارْهابِ.
والا فستظلُّ اللعنةُ تُلاحقُك.
فادارتُكَ متّهمة.
وعليكَ ان تدافعَ عنها ليس بالكلامِ المعسولِ والبياناتِ والخطاباتِ الانشائيّةِ، وانّما بفعلٍ قويٍّ حقيقيٍّ يُنهي الارهابَ ويقضي على الارهابيّين في بلدي العراق، بلدُ الحضاراتِ الذي علَّمكَ وقومَكَ والعالم قيمَ الانسانيّةِ التي تتغنّى بها اليوم في خطاباتِكَ، عندما قال الامامُ عليّ (ع) {فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ} وعندما ضحّى الامامُ الحسين (ع) بكلّ شَيْءٍ في كربلاء في يَوْمِ عاشوراء من أجلِ الْحُرِّيَّةِ والكرامةِ الانسانيّةِ والعدلِ والانصاف.

ايّها الرئيس:
أنتَ مسؤولٌ عن كلِّ قطرةِ دمِ شهيدٍ في بلدي العراق، وعن كلِّ جُرحٍ يُصيبُ مواطناً بسبب الارهاب، وعن كل يتيمٍ وأَرملةٍ وثكلى.

السَّيّد الرئيس؛
انّ البدايةَ الحقيقيّةَ للحربِ على الارْهابِ تبدأُ من الرّياض، فهي كما تعرفُ جيداً منبعُ الارْهابِ وحاضنتَهُ الاساسيّة، وَلِذلِكَ يلزمُ تدميرُ نِظامُ الْقَبيلَةِ الفاسدِ الحاكمِ في الجزيرةِ العربيّةِ وحليفهُ التاريخي الحزبِ الوهابيِّ الذي يُشرعنُ كلَّ هذا القتلِ والعنفِ والارهابِ والذّبحِ بفتاوى التَّكْفيرِ والكراهيةِ والحقدِ ضِدَّ الحياةِ والإنسان.
على الولاياتِ المتّحدةِ ان تساعدَ ضحايا الارْهابِ في المَنْطَقَةِ والعالم على تدميرِ هذا النّظام القبليِّ الشّموليِّ المتخلّف.
لنعملَ معاً على تجفيفِ مَنابِعِ الارهاب هناك.
فلا أمنَ ولا سلامَ دولييّن مع استمرارِ نِظامِ الْقَبيلَةِ في السُّلْطَةِ!
أُضربوا رأسَ الأفعى في الرّياضِ وأسحقوهُ وحطّموهُ يسلمُ العالمُ من شرورها، فنظامُ الْقَبيلَةِ سرطانُ هذا العالَمِ.
انّ الشعبَ الأميركي ومصالحَهُ القوميّة في خطرٍ مازالَ نِظامُ الْقَبيلَةِ يحكمُ في الرّياض.
عليكَ ايّها الرئيس ان تتعاونَ مع الكونغرس لتمريرِ كلِّ التّشريعاتِ والقوانينَ التّي تساهم في تحطيمِ نِظامِ الْقَبيلَةِ.
انّهُ مجرمُ حربٍ ارتكبَ أَبشعِ الجرائمَ ضدّ الانسانيّة.

وها هي شعوب العراقُ وسوريا واليمنُ والبحرين وليبيا ومصر وفرنسا وبلجيكا وَكُلَّ دولِ العالِمِ شهودُ عيانٍ يوميّاً على جرائمهِ البشعَةِ ضدّ الانسانِ.
معاً في الحربِ على الارْهابِ.
الرّحمةُ والمغفرةُ وجنانُ الخُلدِ للشّهداءِ الأَبرارِ.
الشِّفاءُ العاجلِ للجرحى والمصابين.
الصَّبرُ الجميلُ والثَّناءُ الجزيلُ لأُسَرِ الضّحايا.
تحيَّةُ عزٍّ وحُبٍّ ووفاءٍ لقوّاتِنا المسلّحةِ الباسلةِ والمنتصرةِ باْذنِ اللَّهِ تعالى.
والخزيُ والعارُ للارهابيّين التكفيريّين القتلة.
والسَّلامُ عَلَيْكُم

*نَصُّ الكلمةِ التي ألقيتُها اليوم (الجمعة) في الوَقفةِ الحزينةِ التي نُظِّمَت أَمامَ الْبَيْتِ الأبيض في العاصمة الاميركيّة واشنطن تضامناً مع أُسر ضحايا الكرّادة في العاصمةِ الحبيبةِ بغداد.

اترك تعليقاً