منذ نشوء تنظيم (داعش) الإرهابي قبل عدة أعوام على يد المخابرات الامريكية والاسرائيلية وقيامه بتنفيذ عمليات إرهابية في العديد من دول المنطقة لاسيما في العراق وسوريا ولبنان وبدعم من دول إقليمية في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا والأردن برزت إلى العلن وبشكل واضح عدة حقائق مثيرة للانتباه من بينها النسبة العالية التي يشكلها الشباب السعودي في داخل هذا التنظيم الإرهابي.
فما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك؟
يعتقد الكثير من المراقبين ان هذه الأسباب تكمن فيما يلي:
١ – شيوع الفكر الوهابي وهو فكر سلفي تكفيري في اوساط الشعب السعودي لاسيما بين الشباب بسبب الفتاوى التي يطلقها رجال الدين السعوديين أمثال العريفي والتي تبيح سفك دماء كل من يخالف الفكر الوهابي وتستبيح عرضه وأمواله بزعم أن من لا يؤمن بهذا الفكر فهو كافر ويجوز قتله وانتهاك حرمته. فالعریفي وغيره من شيوخ الفتنة یثنون بشكل علني على تنظیم (داعش) وبقية الجماعات الإرهابية ويحضّون على تأييدهم من خلال إدارة حملات كبيرة للتبرع بالأموال في السعودیة وفي غيرها من البلدان لدعم هؤلاء الإرهابیین.
٢- الأموال الطائلة التي ينفقها الأمراء السعوديون وفي مقدمتهم ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان ورئيس المخابرات السعودية السابق بندر بن سلطان لتشجيع الشباب السعودي على الالتحاق بالجماعات الإرهابية لاسيما تنظيم (داعش) وتحريضهم على القتل واستباحة دماء كل من لايتفق مع مذهبهم الوهابي السلفي التكفيري.
٣- النظام القمعي الحاكم منذ عشرات السنين في السعودية الذي يدفع الشعب السعودي لاسيما الشباب إلى التفكير بإختيار نظام حكم آخر، وهو ما دعا هؤلاء الشباب إلى الالتحاق بـ (داعش) الذي يدعو قادته إلى اقامة ما يسمى “نظام الخلافة” في أراضي الدول التي يحتلها عناصر هذا التنظيم كسوريا والعراق.
٤ – المناهج والمواد الدراسية “الدينية” المعتمدة في المدارس السعودية التي تبث أفكاراً سلفية لـ “علماء” متطرفين معروفين كإبن تيمية وغيره في أوساط الطلبة والتي تحض أيضاً على تكفير وقتل كل من لايؤمن بالفكر السلفي.
٥ – وسائل الاعلام المغرضة وفي مقدمتها قناة “العربية” الممولة سعودياً التي تروج للقتل وانتهاك حقوق الانسان من خلال بث أخبار وتقارير مفبركة تدعو إلى استباحة دماء الشعوب التي لاتؤمن بالفكر الوهابي السلفي وتدعم محور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
وتشير الاحصائيات المتوفرة في هذا المجال إلى ان أكثر من ٤٤ بالمئة من عناصر (داعش) هم من الشباب السعوديين، وان أكثر من ٦٠ بالمئة من العناصر الإرهابية التي تنفذ عمليات انتحارية في هذا التنظيم هم من السعوديين أيضاً.
ويذكر الكاتب والمحلل السياسي السعودي (خلیل عبدالله خلیل) في هذا الخصوص أن نحو ٦٠ بالمئة من الشباب السعودي مستعد للالتحاق بـ (داعش) وباقي الجماعات الإرهابية بسبب الفتاوى التكفيرية التي يطلقها “رجال الدين” السعوديون والتي تحرض على قتل من لايؤمن بالوهابية خصوصاً شيعة العراق ولبنان والكويت والمناطق الشرقية من السعودية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تمكن النظام السعودي من تصدير الإرهاب إلى الدول الاخرى في المنطقة دون أن تصيبه نيران هذه المحرقة التي أنفق من أجلها مليارات الدولارات من أموال المسلمين التي جناها من عائدات النفط الهائلة التي تزخر بها أرض الحجاز؟ أم أنها ما لبثت أن وصلت إلى عقر داره وأخذت تحصد أرواح السعوديين أنفسهم جراء التفجيرات الوحشية التي ينفذها تنظيم (داعش) وغيره من الجماعات الإرهابية في مناطق مختلفة من السعودية بين الحين والآخر.
ورغم محاولات النظام السعودي للتنصل من تهمة دعم الإرهاب إلاّ أن جميع القرائن والشواهد والمعطيات المتوفرة تشير إلى تورط هذا النظام في هذا المجال، وهناك أدلة كثيرة كشفت عنها اجهزة مكافحة الإرهاب في العراق تثبت هذا الأمر ومن بينها الاعترافات التي أدلى بها عدد كبير من الإرهابيين المعتقلين في العراق والتي تؤكد جميعها تلقيهم الدعم المالي والتسليحي غير المحدود من النظام السعودي لتنفيذ عمليات إرهابية في هذا البلد وفي غيره من بلدان المنطقة لاسيما سوريا ولبنان.
وأخيراً لابد من التأكيد على أن آفة الإرهاب ستدور رحاها عاجلاً أم آجلاً لتطحن النظام السعودي وأعوانه لأن الجماعات الإرهابية لاتختلف عمّن أوجدها (امريكا والكيان الاسرائيلي) فالمهم عندها كيف تحقق أهدافها وتصل إلى مرادها والغاية عندها تبرر الوسيلة ولاشيء غير ذلك، والاحاديث الشريفة “بشر القاتل بالقتل” و “من أعان ظالماً إبتلى بظلمه” ليست خافية على أحد وهي واضحة الدلالة وما ربك بظلّام للعبيد .
الوقت