السيمر / السبت 20 . 08 . 2016
جمال حسين مسلم
الدولة الكردية الحليف الاقوى للغرب ودولة اسرائيل تتمددُ بين شمال العراق وسوريا و جنوب تركيا , دولة قادمة تكاد ترى بالعين المجردة لكل متتبعي الاحداث في منطقة الشرق عموما والشرق الاوسط خصوصا , سطور متواضعة تفترض بعيد فترة من الزمن القادم إعلان قيام دولة كردية مقتطعة من دول تركيا وسوريا والعراق ,تكون الحليف الأوّل والبديل الأفضل للغرب واسرائيل بعد حذف قائمة دول الخليج العربي وتركيا من التحالف الاستراتيجي الغربي في المنطقة..هذه هي المحصلة الطبيعية لمقدمة من الأحداث غير الطبيعية جرتْ وتجري كل يوم في الساحة العربية ومحيطها الأقليمي , فلا أحد عرف قبيل 5 سنوات من أحداث الربيع العربي الدامي موقف الولايات المتحدة الامركية والغرب الاوربي من تصاعد موجة الفوضى والعنف الدامي في دول معينة من المنطقة العربية دون غيرها , ذلك الموقف الذي تباين بين نصرة الحركات الاسلامية المتطرفة في صعودها لإستلام زمام الحكم في المنطقة العربية وبين ترك المنطقة تموج في صراعات وتدخلات اجنبية دولية وأقليمية ؛نتج عنها فعليا دول منشطرة على نفسها تذكرنا بفترة الممالك العربية الضعيفة …واستثني من الأمر ممالك الخليج العربي لكونها من أهم مصادر الطاقة المجانية للغرب الاوربي وأمريكا نفسها..وهذه العواصف الرملية التي عصفت ببلدان العرب حققت عديد الاهداف الذهبية في زمن قياسي لمصلحة دول التحالف الغربي ,فقد تخطت مرحلة القلق الاستراتيجي من عدو مفترض للغرب وكيانها اللاشرعي , بعد أنْ تهاوتْ صروحُ هذا العدو بأيدي مواطنيه !!!وصار مصدر قلق لدول الجوار التي اكتوت بناره او تكاد تنكوي بها..مما فرض على جميع دول المنطقة استنزاف ثرواتها المادية والبشرية في آن واحد ودون حصاد يذكر..وهذه العدوى فرضت على دول اقليمية كبرى أخرى سرعة التدخل قبل أن تشعل النيران على أبوابها ؛فسارعت روسيا لانقاذ ماتبقى من سورية العربية وتحصين وجودها في ايران ومياه الخليج ,قبل أن تطرق الفوضى أبواب موسكو نفسها…وانزلقت قدم الاتراك في امور غير مستحبة ,فقد بقيت تركيا ولعمر ليس بالقصير ساحة تدريب وإعداد لكل من هب ودب , نفرة عن الدين المشؤوم وتطبيقا لاحلام العودة العثمانية ..ولكن الاحداث الداخلية الامنية التركية المتدحرجة نحو المجهول ؛ دعت الاتراك إلى تغيير بوصلتهم بأقصى حدود السرعة ؛ لعلهم يحصلون على فرصة جديدة ؛لاعادة الامور إلى نصابها ..وهم فقط في مجال (لعل ) ,كما ان استثناء دولة اسرائيل من فوضى المنطقة أمر لامفر منه ,فقد اتفق الاعراب الداعمين لهذه الفوضى مع اذرعهم الممتدة إلى داخل احشاء الوطن العربي الممزق ,ان الكيان آمن ولايجوز غير ذلك..ومما يلفت النظر أيضا الامن الذي هيمن على مناخ كردستان العراق وكأنه غير معني بفوضى التفجيرات في العراق وكذلك تمدد الاقليم على مناطق الثروات النفطية المهمة في شمال العراق من خلال مسرحية سقوط الموصل المتفق عليها مسبقا,,وبعيد ذلك ظهرت لنا انتصارات قوات سوريا الديمقراطية الكردية , وهي انتصارات سلسة إلى حد ما على الدواعش وغيرهم ,كلها هذه الظروف مجتمعة , اسست لاقليم واضح المعالم . فما تبقى هو الرهان الاكبر على تفتيت اقوى قوة اقتصادية وبشرية في المنطقة من خلال الوضع الداخلي في تركيا ,والامور تسير باطراد يرضي الغرب وأذرعه في المنطقة العربية ,أما اكراد ايران فان لم يستطيعوا أن يلتحقوا بهذا الكيان الجديد ,فهم ورقة حسنة ومفيدة بيد الغرب للتلاعب بالشأن الداخلي الايراني المحاط اصلا بعديد الازمات على الحدود..فايران التي لم تصنع عراقا قويا وارتضت بضعفه ؛ ستدفع ثمن هذا الفارق عاجلا أم آجلا..وجهة نظر متواضعة ترى ان حليفا كرديا عسكريا واقليما سيكون هو الافضل لاوربا الغربية المتوجسة من النمو الاقتصادي المتصاعد في تركيا ,وسيكون هو الامثل لاشغال المنطقة وافراغها من اهدافها الاساسية ,ولم يبق من حظوظ افشال هذا الاحتمال إلا اصطفاف عسكري لروسيا والمتحالفين معها بوجه هذا المخطط أو الشعب الكردي نفسه (ربما ) وهذا اضعف الاحتمالات, وغير ذلك فان نجم قيام هذه الدويلة قد بزغ في سماء المنطقة كلها..