الرئيسية / مقالات / النخوة العربية

النخوة العربية

فيينا / الخميس 03. 10 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الخفاجي 

كنا نقرأ في مناهج التدريس في مدارس العراق وغيرها، عن صفات العربي، ويمثل الكرم والنخوة من أهم أركان صفات العرب، القى الشعراء بالجاهلية وبعد الاسلام، قصائد شعرية عن المروءة العربية، وهناك من اعتبر المروءة عند العرب، كصفة متلازمة مخلوقة في وجدان العربي،  الشاعر من أصل أفريقي الذي ضموه العرب إلى بني عبس أصل العرب بسبب شجاعته، وليس لنسبه، فهو لم يكن عربي، بل كان عبد يباع ويشترى، من طبائع الذين يعانون بنقص في النسب أو القومية، هؤلاء يشعرون بعقدة النسب، والقومية، وتراه يقاتل بشراسة لكي يرضي اسياده، ولازالت هذه الحالة لدى الكثير من أبناء العرب الذين يعانون من عقد معينة، يكونون ذيول لدى اسيادهم، يقول عنترة الافريقي( العبسي) في بيت شعر للحفاظ على عرض جاره فيقول( وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها

إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ     …        لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها).

شعر وشجاعة عنترة سرقوها منه العرب، لأنه من الناحية النسبية، عنترة افريقي اسود تم شرائه عبد، لكن رب العالمين أعطاه القوة في ساحات الحرب، لذلك بني عبس ضموه لهم، وأصبح عربي قح، اكيد النخوة لدى عنترة تعود لجذوره الإفريقية، وإلى كرم الافارقة، وليس لكرم العرب.

ذكرت كتب التاريخ وقوع حادثة قبل البعثة النبوية بعشرين سنة، شخص مسكين جاء إلى مكة، وابتاع بضاعة، والأخ ابن مكة الشهم العربي الأصيل غدر به ولم يعطه حقه، لنكون دقيقيين القصة كالتالي وكان سببه أن رجلاً من زبيد قدم مكة ببضاعة، فاشتراها منه العاص بن وائل، وكان ذا قدر بمكة وشرف، فحبس عنه حقه، بقي الزبيدي يضرب اخماس واسداس، ولايوجد ناصر له، جرب أن يأتي الكعبة ويلقي قصيدة يشرح بها مظلوميته أمام قبائل مكة، فلما رأى الزبيدي الشر وقف على جبل أبي قبيس، عند طلوع الشمس، وقريش في أنديتهم حول الكعبة، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعاً صوته فقام في ذلك الزبير بن عبدالمطلب، وقال: ما لهذا مترك، فاجتمعت هاشم، وزهرة، وتيم بن مرة في دار ابن جدعان، فصنع لهم طعاماً وتعاقدوا، على نصرة هذ المظلوم الزبيدي.

لو دققنا نجد أن من نهض هم بنو هاشم وهم بلا شك خيرة العرب، ولولا بني هاشم لما نتج تأسيس  ‌حلف ‌الفضول، والذي يعد أقدم وثيقة تاريخية في مجال احقاق الحق وإنصاف المظلوم، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته.

الفضل يعود لبني هاشم بشكل خاص وليس للعربان، هذه هي الحقيقة،  لننظر لما حدث ويحدث في غزة وجنوب لبنان، حماس نفذت غزوة بدون أن تعطي علم إلى من وقفوا معها اليوم، انا لست مدافعا عن منظمة حماس، اليوم السلطات العراقية أعادت مختطفة ايزيدية للعراق، عن طريق جهاز المخابرات العراقية، كانت موجودة في دولة عربية، اسألوا السلطات العراقية من أين جائوا بالمختطفة الايزيدية، بالتأكيد الإجابة تكون صادمة، بل ومؤلمة للأسف، تم تدمير التجمعات السكنية بحرب إبادة واضحة استهدفت شعب غزة العربي الفلسطيني السني، ولم يجدوا من يقف معهم سوى القوى العربية الشيعية والتي دفعت ثمنا باهضا لننظر ماحدث بالجنوب ومدن الشيعية ضاحية بيروت من قتل ودمار، هذا بسبب وقوف الشيعة العرب مع شعب غزة العربي السني، تم قتل أكثر من ٤١ ألف وجرح أكثر من ٩٧ ألف غالبيتهم أطفال ونساء، من أبناء غزة،  وجاء الدور الآن على شيعة لبنان خلال أيام تم قتل ألفين انسان وجرح أكثر من ثمانية آلاف مواطن مسكين مدنيين اخرين.

لأول مرة بالتاريخ يتعمد نتنياهو في هذه الحرب المدمرة  قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد، وغايته التأثير على البيئة الحاضنة، وهم لا ذنب لهم سواء أنهم وُلدوا في أرض غزة أو جنوب لبنان أو ضاحية بيروت ذات الغالبية الشيعية اللبنانية، وللأسف دول العالم الكبرى لم يحركوا ساكنا لوقف الحرب والعودة للتفاوض.

كل ماكنا نسمعه ونقرأه عن المروءة العربية ثبت انها كذبة كبرى، بل بات بشكل واضح وقوف غالبية الدول العربية وشعوبهم مع نتنياهو على إبادة شعب غزة وشعب جنوب لبنان، لذلك توجد اشياء كثيرة  بالقاموس بحياتنا العربية   بدون أي فائدة، مثل المروءة العربية، والكرم العربي، والحمية، شر البلية مايضحك توجد لدى الدول العربية جيوش كبيرة مثل الجيش المصري والمغربي والأردني والسعودي…..إلخ، لكن بدون فائدة.

الذي يقرأ القرآن يجده يحتوي على عشرات الايات تتحدث عن ‏‎المنافقين، بل حتى نزلت سورة كاملة بالقرآن اسمها المنافقون، فما نراه اليوم هو امتداد لعصر الجاهلية وعصر صدر الاسلام، حيث لعب المنافقون ممن عاصروا رسول الله ص أدوار سلبية، لكن العجيب حال وفاة رسول الله ص أصبح كل الصحابة مقدسون، طيب أين اختفت هذه الآيات والسور القرآنية التي تتحدث عن المنافقين والمنافقات.

احد رؤوس النفاق في الإعلام العربي كتب منشور يقول به( عجيب، ان النظام السوري هو الذي أدخل الايرانيين وبقية الميليشيات الايرانية وغير الايرانية الى سوريا، واستضافهم ووفر لهم كل وسائل العيش والراحة، لكن اسرائيل لم تعاقب النظام على تحويل سوريا الى مرتع للميليشيات التي تزعم انها تعادي اسرائيل، بل ان اسرائيل تغتال فقط القادة الايرانيين والفلسطينيين واللبنانيين في سوريا ولم تتعرض او تعاقب النظام السوري مطلقاً. فما هو السبب يا ترى؟).

شر البلية مايضحك، انظروا كيف هذا العتل الزنيم مهتوك وفي اسفل السافلين، في الختام مايحدث بالشرق الاوسط من حروب مدمرة سببها صراع الدول العظمى للهيمنة على المنطقة، ولا أظن الحرب بغزة ولبنان تنتهي بظل دعم غالبية الأنظمة العربية وشعوبها إلى نتنياهو في إبادة غزة وجنوب لبنان، وللاسف يظن هؤلاء العربان أن نتنياهو يرحمهم بعد أن يقضي على القوى المقاومة في غزة ولبنان، بكل الاحوال الأمة العربية التي قبلت بقتل مئات آلاف المواطنين المسلمين الشيعة بالعراق، والقبول في الحصول على سبايا ايزيديات تستحق الذل والهوان والعار، مع خالص التحية والتقدير.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

3/10/2024 

اترك تعليقاً