السيمر / السبت 27 . 08 . 2016
معمر حبار / الجزائر
قال تعالى: ” وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ “، الشعراء – الآية 214. ليست المسؤولية مكاسب ومناصب، بل هي نذر للمقربين، وأفراد العائلة هم أول الناس من يذوق علقم النذر، حتى يكونوا عبرة لغيرهم في تحمل المسؤولية، وأدائها على أحسن وجه.
الخلد في الدنيا .. قال تعالى : ” فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ” ، الأعراف – الآية 20.
من أوصى بالخلد فهو شيطان.
ومن تشبث بالخلد فهو شيطان.
ومن نازع غيره على الخلد فهو شيطان.
ومن رضي بالخلد فهو شيطان.
عظمة القائد في طلب المشورة.. بلقيس عليها السلام إستشارت قادتها ” قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ “، النمل – الآية 32.
وسيّدنا سليمان عليه السلام، إستشار من معه ” قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ “، النمل – الآية 38.
وكلاهما أصاب حين إستشار ونجح في الاستشارة، فكان عوض الرأي الواحد رأيين صائبين فاعلين، والثاني جنّب بلقيس الخسارة والدمار.
وبالنسبة لسيّدنا سليمان عليه السلام، فكان عوض الرأي الواحد رأيين فاعلين والثاني كان خارقا للعادة، حتّى أن سيّدنا سليمان عليه السلام إندهش حين رأى عرش بلقيس أمامه قبل أن يرتد إليه طرفه.
وعظمة المرأة والقائدة بلقيس في أنها إستشارت قادتها. وعظمة سيّدنا سليمان عليه السلام، وهو الذي يملك القوة الخارقة في أنه إستشار من معه، وهو القائد القوات المسلحة، الذي من حقه أن يأمر فيطاع.
معاملة رسمية.. سيّدنا سليمان عليه السلام، حين بعث برسالة لبلقيس عليها السلام، إبتدأها بقوله ” إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ “،النمل – الآية 30.
تعامل معها معاملة رسمية، أي رئيس دولة مع رئيسة دولة، وقائد القوات المسلحة مع قائدة القوات المسلحة، ولم يقل لها ..
إنّه من سليمان نبي الله . أو أنه قاهر الجن. أو أنه المتحكم في العفاريت. أو أنه من يتحكم في الرياح بإذن ربه. ولم يقل كيف تحكمين وأنت إمرأة.
الألقاب لا تبني حكما، ولا ترد عدوانا، ولا تعيد مظالم لأصحابها. والحاكم العادل القوي لاتهمه الألقاب إذا كان الضعيف عنده قويا حتى يرد مظلمته، والقوي عنده ضعيفا حتى يأخذ منه حق غيره. وكذا العالم والفقيه.