فيينا / الجمعة 22 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
الذين يجابهون عدوا غاشما ويتحملون أذاه كما هو حال المقاومة العراقية أمام قوة عالمية ضخمة جدا وكما كان في أوائل الدعوة الاسلامية بمكة أمام أبو سفيان وأبو جهل وجل قريش، ولكنّهم لا يصبرون تحت ضغط ما يلاقوه من أعداء الإِسلام في الماضي وكما هو حاصل اليوم أمام القوى العظمى، فيعلنون براءتهم من الإِسلام وولائهم للكفر في بداية الدعوة الإسلامية وكما هو حاصل الآن المقاومة العراقية أمام الكفر، على أنّ ما يعلنوه لا يتعدى حركة اللسان، وأمّا قلوبهم فتبقى ممتلئة بالإِيمان كما هم أفراد المقاومة العراقية. فهذا النوع يكون مشمولا بالعفو الإِلهي بلا ريب، بل لم يصدر منهم ذنب، لأنّهم قد مارسوا التقية التي أحلها الإِسلام لحفظ النفس وحفظ الطاقات للإِستفادة منها في طريق خدمة دين اللّه عزَّ وجلّ. وهذا هو المطلوب من المقاومة العراقية أن تحفظ النفس والبنى التحتية العراقية. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “الا من اُكره وقلبه مطمئنّ بالإِيمان” (النحل 106) “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ” اختلف في تقديره فقيل إن تقديره وتلخيص معناه من كفر بالله بأن يرتد عن الإسلام وشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم “إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ” فتكلم بكلمة الكفر على وجه التقية مكرها “وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ” أي: ساكن “بالإيمان” ثابت عليه فلا حرج عليه في ذلك وقيل إنه يتصل بما تقدم فمعناه إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه ثم استثني من ذلك من أكره على ذلك وكان مطمئن القلب إلى الإيمان في باطنه فإنه بخلافه. “وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا” أي: من اتسع قلبه للكفر وطابت نفسه به ” فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” وله العذاب في الآخرة.
جاء في وكالة أنباء براثا عن القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (الصحابة) (ح 6) وعن عمار بن ياسر يقول السيد مرتضى العسكري في كتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة: هو أبو اليقظان بن ياسر بن عامر، وكان ياسر والد عمار عربيا قحطانيا مذحجيا من عنس قدم من اليمن إلى مكة وحالف أبا حذيفة ابن المغيرة المخزومي وتزوج أمته سمية بن خباط فولدت عمارا فاعتقه أبو حذيفة، فمن هنا صار عمار مولى لبني مخزوم. كان هو وأبواه وأخوه عبد الله من السابقين إلى الاسلام، و جاهروا باسلامهم فعذبوا عليه أشد العذاب. ألبسوا أدراع الحديد، ثم صهروا في الشمس على أن يتركوا الإسلام وهم يأبون ذلك، وكان رسول الله يمر عليهم بالأبطح وهم يعذبون في رمضاء مكة فيقول: (صبرا آل ياسر موعدكم الجنة) وكانت سمية أول شهيد في الاسلام طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فماتت من ذلك. وقتل بعدها ياسر. أما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فأخبر النبي بأن عمارا كفر فقال: كلا، إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، واختلط الايمان بلحمه ودمه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبكي فجعل رسول الله يمسح عينيه، وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت، فأنزل الله تعالى فيه: “من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان” (النحل 106). هاجر عمار إلى المدينة وشهد بدرا وما بعدها، ولما قدم النبي إلى المدينة جمع أحجارا وبنى له مسجد قبا فهو أول من بنى مسجد في الإسلام. واشترك في بناء المسجد النبي صلى الله عليه وآله. قال ابن هشام عند ذكره بناء رسول الله مسجده في المدينة: فدخل عمار وقد أثقلوه باللبن، فقال: يا رسول الله قتلوني يحملون علي ما لا يحملون. وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله في مواطن كثيرة منها قوله فيه لما رأى خالدا يغلظ له القول: (من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله) شهد مع علي الجمل وصفين، وكان في صفين لا يأخذ في ناحية ولا واد إلا وتبعه أصحاب النبي كأنه علم لهم، وكان يرتجز ويقول: اليوم ألقى الأحبة * محمدا وحزبه. ولما قتل اختصم في قتله اثنان فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار، والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. هذا هو عمار بن ياسر، وأما قصته مع الخليفة عثمان فإنه غضب عليه في عدة موارد: منها في قصة ترحمه من كل قلبه على أبي ذر في ما روى البلاذري وقال: إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله. فقال عمار بن ياسر: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا، فقال عثمان: يا عاض أير أبيه.
جاء في كتاب الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني للمؤلف عدي جواد علي الحجار: من الأسس الضابطة لتوظيف المنقول في تفسير النص القرآني استجلاء الوقائع الخفية التي يمكن أن تكتنف الحديث الشريف إذ قد يروى الحديث بألفاظ معينة أو بيان معين لا تظهر منها بعض الدلالات إلا بالتأمل في ظروفه مثل التفريق بين المكي منها والمدني أو ما كان في الغزوات أو غيرها، كظروف حديث (لا ضرر ولا ضرار) وما تعطيه من دلالات يمكن أن توظف في فهم المراد في الآيات التي وردت فيها مادة (ضر) إذ لو لا ملاحظة ما اكتنف الحديث من وقائع خفية تستجلى من خلال ملاحظة من قيل بحقه، وكيفية تعامله وما إلى ذلك لما أفاد تلك التوظيفات التي وظفها المفسرون في الأداء التفسيري كما قد يشتمل الكتمان، بالتورية أو بالتعريض إذ قد يستدعي ظرف الحديث الإجمال وعدم التصريح وذلك أن ظروف بداية الدعوة اقتضت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجمل من أجل تدرج الأحكام أو مداراة بعض المنافقين. روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، في تفسير قوله تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” (البقرة 83) أنه قال: (وقولوا للناس كلهم، حسناً، مؤمنهم ومخالفهم: أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه وبشره. وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن ييأس من ذلك يكف شرورهم عن نفسه، وعن إخوانه المؤمنين). وكذا دواعي التقية إذا كان الحديث (مع الكفار أو بين أظهرهم، فيتقيهم بلسانه، ولا مودة لهم في قلبه) وتختلف طرق الكتمان فمنها السكوت والتورية بقسميها البديعية والعرفية، والتورية العرفية على أنواع أيضاً، فمنها: العدول عن سؤال السائل إلى بيان مطلب آخر، ومنها: الإجابة بالمجمل.
جاء في موقع الحرة: شينكر: الأولوية الآن إبعاد العراق عن الصراع في المنطقة بتأريخ 12 نوفمبر 2024: قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن “الأولوية الآن إبعاد العراق عن الصراع بالمنطقة”، في سياق تصاعد التوتر. وأفاد شينكر، في مقابلة مع قناة “الحرة”، بأن “العراق يجدد التأكيد على موقفه الثابت برفض استخدام أراضيه وأجوائه للاعتداء على دول الجوار والمنطقة”، كاشفا في المقابل أن طلب العراق، عبر رئيس الوزراء محمد السوداني، من واشنطن التدخل لإقناع إسرائيل بعدم استخدام الأجواء العراقية في عملياتها العسكرية الجوية ضد إيران لن يحظى باستجابة من الولايات المتحدة. وكشف المتحدث أن واشنطن حذرت بغداد في حال استخدمت أراضيها لتنفيذ هجوم ضد إسرائيل، داعيا إلى “ضبط الحدود العراقية ومنع عمليات التهريب”.
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك