فيينا / الأثنين 16 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ان المجاهد مثل أفراد الحشد الشعبي عليه أخذ العبرة من الآيات القرآنية ولما لا فعقيدتهم قرآنية التعليم، فالإنسان خلقة رب العالمين على مراحل كما تشر الآية الكريمة من ضعف الى قوة ثم ضعفا. وهذا يتطلب الأهتمام بالمراحل العمرية، والتغلب على الضعف وجعل الجسم نشطا وفي تمام الصحة، ويتطلب من الدولة توفير الغذاء المناسب والرعاية الصحية والطبية ليكون جيش المرجعية في أتم الاستعداد لمجابهة الأعداء والقيام بالخدمات والبناء عند الحاجة. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل جلاله “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ” ﴿الروم 54﴾ الضعف والقوة متقابلان، و”من” في قوله: (من ضعف للابتداء أي ابتداء خلقكم من ضعف أي ابتدأكم ضعفاء، ومصداقه على ما تفيده المقابلة أول الطفولية وإن أمكن صدقه على النطفة. والمراد بالقوة بعد الضعف بلوغ الأشد وبالضعف بعد القوة الشيخوخة ولذا عطف عليه “شيبة” عطف تفسير، وتنكير “ضعف” و”قوة” للدلالة على الإبهام وعدم تعيين المقدار لاختلاف الأفراد في ذلك. وقوله: “يخلق ما يشاء” أي كما شاء الضعف فخلقه ثم القوة بعده فخلقها ثم الضعف بعدها فخلقه وفي ذلك أتم الإشارة إلى أن تتالي هذه الأحوال من الخلق وإذ كان هذا النقل من حال إلى حال في عين أنه تدبير خلقا فهو لله الخالق للأشياء فليس لقائل منهم أن يقول: إن ذلك من التدبير الراجع إلى إله الإنسان، مثلا كما يقوله الوثنية. ثم تمم الكلام بالعلم والقدرة فقال: “وهو العليم القدير”.
جاء في تفسير الميسر: قوله جل جلاله “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ” ﴿الروم 54﴾ قوة اسم، الله تعالى هو الذي خلقكم من ماء ضعيف مهين، وهو النطفة، ثم جعل من بعد ضعف الطفولة قوة الرجولة، ثم جعل من بعد هذه القوة ضعف الكبر والهرم، يخلق الله ما يشاء من الضعف والقوة، وهو العليم بخلقه، القادر على كل شيء.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ” ﴿الروم 54﴾ كنتم في البداية ضعافاً إلى درجة أنّكم لم تكن لكم القدرة على طرد الذباب عنكم، أو أن تحافظوا على لعاب أفواهكم أن يسيل، هذا من الناحية الجسمية، أمّا من الناحية الفكرية فمصداقة قوله تعالى: “لاتعلمون شيئاً” بحيث لم تعرفوا حتى أبويكم المشفقين عليكم. لكن قليلا قليلا صرتم ذوي رشد وقوّة، وصار لكم جسم قوي، وفكر جيد، وعقل مقتدر إدراك واسع. ومع هذه الحال لم تستطيعوا أن تحافظوا على هذه القوّة، فمثلكم كمن يصعد من طرف الجبل إلى قمته، ثمّ يبدأ بالإنحدار من القمة إلى قعر الوادي، الذي يمثل (مرحلة ضعف الجسم والروح). هذا التغير والصعود والنّزول خير دليل لهذه الحقيقة، وهي أنّه لم تكن القوّة من عندكم ولا الضعف، فكل منهما كان من جهة أُخرى، وهذا بنفسه دليل على أن وراءكم من يدبّر اُموركم ويسيّر حياتكم وما عندكم فهو أمر عارض. وهذا هوما أشار إليه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في كلامه النيّر إذ قال: (عرفت الله بفسخ العزائم وحل العقود ونقض الهمم). لقد عرفت من هذا الإختلاف والتغير أن القوة الأصلية ليست بأيدينا، فهي بيد الله، وليس لدينا بنحو مستقل أي شيء سوى ما وهبنا إيّاه. ومن الطريف أنّ القرآن يضيف عند بيان الضعف الثّاني للإنسان كلمة (وشيبة) غير أنّه لم يذكر (الطفولة) في الضعف الأول. وهذا التعبير ربّما كان إشارة إلى أن ضعف الشيخوخة والشيب أشدّ ألماً، لأنّه على العكس من ضعف الطفولة، إذ يتجه نحو الفناء والموت. هذا أوّلا. وثانياً فإن ما يتوقع من الشيبة والمسنين مع ما لهم تجارب ليس كما يتوقع من الأطفال، على حين أن ضعف كل منهما مشابه للآخر، وهذا الموضوع يدعوا إلى الإعتبار كثيراً. فهذه المرحلة هي التي تدفع الأقوياء والطغاة إلى الانحناء، وتجرهم إلى الضعف والذلة. أمّا آخر جملة في الآية فهي إشارة إلى علم الله الواسع وقدرته المطلقة: “يخلق ما يشاء وهو العليم القدير” وهي بشارة وإنذار في الوقت ذاته، أي إن الله مطلع على جميع نيّاتكم، وهو قدير على مجازاتكم وثوابكم.
جاء في الموسوعة الحرة عن سرايا السلام: ديالى: بعد سيطرة تنظيم داعش على عدد من مناطق محافظة ديالى شمال شرق العراق خاض لواء سرايا السلام في المحافظة بمعية القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي معارك شرسة ضد التنظيم الاجرامي في عدة مناطق وقرى أسفرت عن مقتل أكثر من 100 من عناصر السرايا في المحافظة. جزيرة سامراء: بعد سيطرة داعش على كامل جزيرة سامراء التي تقع غرب مدينة سامراء والتي تعتبر مدينة مقدسة بالنسبة للشيعة وتعد حلقة وصل بين محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى وتمتد لمساحات شاسعة تضم تضاريس مختلفة ومتنوعة وأصبحت ملاذ آمن لمسلحي تنظيم القاعدة وبعد ذلك مسلحي داعش أعلنت سرايا السلام بتاريخ 1 آذار 2016 انطلاق عمليات كبرى مشتركة بين الجيش العراقي و الشرطة الاتحادية ومقاتلي سرايا السلام والحشد الشعبي لتحرير هذه الجزيرة واستمرت المعركة لثلاث أيام تمكّنت خلالها القوات المشتركة من الوصول إلى بحيرة الثرثار بعد أن انطلقت القوات من منطقة خط اللاين وبمساحة محررة تبلغ ما يقرب 42 كليو متر.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات