طوني حداد / لبنان
عندما يبدأ الروس عملياتهم الجوية ضد من تعتبرهم اميركا وصبيانها معارضة “معتدلة” لايجوز استهدافها وتكون الطلقة الأولى على رؤوسهم قبل رأس “راجح” أي “داعش” فهذا يعني مايلي :
أولاً :روسيا بالتنسيق مع القيادة السورية وجيشها هي من يحدد “بنك” الأهداف وليس التحالف الدولي الخلّبي بقيادة العم سام الذي يضرب “داعش” اعلامياً بيد ويدعمها وبشكل حقيقي وملموس بالأخرى..
ثانياً :روسيا تعتبر كل من يحارب الدولة السورية بغية اسقاطها وتدمير مؤسساتها وجيشها ارهابياً وبالتالي هو هدف حيوي لها تحت أي راية انضوى: “جيش حر , نصرة , احرار الشام, جيش الفتح , جيش الاسلام , عاصفة الشمال , جبهة ثوار سورية .. الى آخر مسميات هذه العصابات المستنسخة عن “القاعدة” ..
بمعنى آخر:
كل من يحمل سلاح ضد الدولة السورية هو “داعش”..
تعددت الأسماء والارهاب واحد..
مامن شكّ بأن فرص نجاح العملية الروسية كبيرة جداً ولسبب أصبح من البديهيات العسكرية :
لايمكن تحقيق أي انتصار عسكري من الجو فقط وبالضربات الجوية مهما كان تركيزها وفاعليتها حتى لو استمرت الغارات سنوات “العدوان السعودي على اليمن مثالاً” , مايحقق الانتصار هو المواكبة البريّة على الأرض للقصف الجوي الهام , “فالضربات الجوية التي قام بها التحالف الدولي ضد “داعش” في سورية لم تحقق أي نتيجة” كما قال الرئيس بوتين -ساخراً- من على منبر الجمعية العمومية والذي في الخطاب ذاته قال “بوتين” وبوضوح :
“من الخطأ التخلّي عن التنسيق مع الجيش السوري الذي يحارب الارهاب وحده على الأرض”..
وهذا هو بالضبط المعنى الذي قصده المتحدث باسم الرئاسة الروسية أمس بقوله :
“روسيا تنسّق الضربات الجويّة ضد الارهابيين مع الجيش السوري “..
حين أعلنت روسيا انخراطها عسكريا بمحاربة الارهاب في سورية وبموافقة مجلس الاتحاد الروسي وبطلب من القيادة السورية وبالتزامن تحركت قطع من الاسطول الصيني وبالتوازي أيضاً مع تصريحات ايرانية ايجابية وشجاعة باطار تشكيل تحالف جديد في مواجهة الارهاب التكفيري وبقدرة قادر بدأت المواقف الدولية تميل الى الهدوء والترقّب وخفض منسوب “الجعجعة” , وبدأت الأصوات تعلو بخصوص الحل السلمي بمشاركة الرئيس الأسد: “فرنسا , بريطانيا , تركيا” وقبل الجميع ألمانيا والولايات المتحدة ذاتها..
عرب ضريطان من آل شخبوط في مجلس “التعاهر” الخليجي ماحدا قاريهم ولاحدا ناطر رأيهن..هؤلاء بالصرماية بينفذوا فيما بعد مايتم الاتفاق عليه دولياً..بعد مايدفعوا فواتير الحرب طبعاً..هيك معودين أصلاً.. هم مجرد حفنة من الأذلاء العبيد..
الكل أصبح دعاة سلام ومع وحدة الأراضي السورية وبقاء مؤسسات الدولة..
الكل صاروا “أوادم” ..و”ذوق”..
لماذا؟
اسمعوا هالحكاية ياأوادم حتى نخفف من جو التحليل السياسي السئيل وسأختم بها حكاية “الناس اللي تخاف ماتختشيش” :
تقول القصة :انه تمكّن اسد وذئب وثعلب من اصطياد غزال. عندما سأل الاسد عن طريقة مقترحة لاقتسام الفريسة، اعطى الذئب رأيا لم يعجب الاسد. فركله الاسد ركلة رمته في الهواء، فصار معلَّقا على شجرة مقتولا. عندئذ قال الثعلب عن اقتراحه لاقتسام الفريسة: الرأس لفطورك، الفخذان لغذائك، والباقي لعشائك. عندئذ سأله الاسد مَن علّمه الذوق؟ فأجاب الثعلب:
“المعلَّق فوق”..!
باناروما الشرق الاوسط