الرئيسية / مقالات / تأملات وتساؤلات في بعض حالنا اليوم – القسم الثاني عشر

تأملات وتساؤلات في بعض حالنا اليوم – القسم الثاني عشر

السيمر / السبت 15 . 10 . 2016

•رواء الجصاني

63- هل الحكام فقط من دمّر العراق؟ّ!

مناضل متميز- والتميز هنا لأنه في بغداد، موقع الحدث كما يُقال، وليس في ربوع المغتربات والمنافي- .. كتب ذلك المناضل قبل ايام عن دور الحكام في تدمير العراق.. وكم تمنيّت لو كان أكثر دقة وتفصيلاً فأضاف: وقد ساهم في التدمير ايضاً وأيضاً، العديد من الشخصيات السياسية، والقوى والأطر “الوطنية!!”.. وأستدراكاَ أقول “المحسوبة على الوطن المبتلى” … بتعبير أكثر دقة.

64- يتذكرون ويؤرخون بلا وازع من ضمير
كتابة المذكرات مسؤولية شخصية وألتزام أخلاقي ومعنوي، وبينهما الكثير الكثير من السمات المشابهة، لمن يدركها، فيتبناها طبعاً … نكتب عن ذلك وأمامنا “غزير” من الذكريات والمذكرات، والمحطات التاريخية، العامة والخاصة، يعج بها الاعلام المقروء والمسموع والمرأي، وفي متون العديد منها ما يسئ للكاتب والمتذكر، أو “المؤرخ” نفسه قبل غيره، فضلاً عن البلاد، والعباد المعنيين.. نشير لذلك ولا نبخس في ذات الآن العديد من تلك الكتابات التي نقصد: رشاقة الريشة وموهبةالاسلوب.. وكذلك عسل الكلام، ولكن الذي تُداف فيه السموم والعقد والاحقاد..

65- العراقيون بين الشحة والاسراف
القضاء في بلادنا، عادل عادل، وبدون مدى، حين يحكم لصالح ما يتطابق مع آرائنا وقناعاتنا… ونفس ذلك القضاء، فاسد فاسد، ودون مدى ايضاً، عندما يُصدر ما يقتنع به، ويأتي مخالفاً لتصوراتنا، وما نبتغيه.. وهكذا تكررت الحال قبل أيام، حين ابطل القضاء العراقي قرار، أو اجراء الغاء مناصب نواب رئيس البلاد … ترى السنا اصحاب عجائب حقاً،لا ادعاءا؟ّ .. أو ليس هكذا نحن العراقيين “نسرف في شحنا والعطا” بحسب الجواهري الخالد..

66- عن هذه التأملات والتساؤلات
من مدح ذاته أو أمره، ذمّه، كما يقول المثل الشائع.. وها نحن نخرج عن المألوف هنا لنمتدح هذه “التأملات” و”التساؤلات” التي تقرأون، لأن بعضاً وصفها بـ”اللاوطنية” واخرين قالوا عنها “طائفية الهوى”، وثمة من رآها “قومية يمينية” ونظراء لهم قالوا بانها “يسارية متشددة”.. كما أعجب بها عديد لأنها تلامس الحقيقة والواقع دون أقنعة، بحسب ما قرأوا… وهكذا أزعم بانها – اي التساؤلات والتأملات المقصودة – قد حققت ماهو مرجو منها – وتحققه- من خلال الاختلاف حولها، والتقييم بشأنها، وهذا ما يشجع للأستمرار بكتابتها..

67- قومي رؤوس كلهم..
أظن – وبعض الظن ليس أثماً- بأن جهدا جهوداُ سيتحمله من يريد أن يحصي عدد الاحزاب “الوطنية” والمنظمات “المدنية” والروابط “الثقافية” والتجمعات “الخيرية” في عراقنا الملئ بالعجب .. دعوا عنكم حشود “الأكاديميات” والأطر والأتحادات والمراكز العلمية، والمنابر”الفكرية” وسواهن كثير كثير ..

لن اتوقف هنا عند التمويل والممولين، ولا عن الدوافع والتوجهات الخيرة أو سواها للجهات التي تقف وراء مؤسساتـ” نـا” سابقة الذكر، ولكن لا أدري لمَ يذكرني هذا الواقع ببيت شعر كتبه الفقيه، والشاعرالنجفي، الشيخ علي الشرقي، قبل نحو مئة عام ونصه: “قومي رؤوسٌ كلهم، أرأيت مزرعة البصلْ”.. مع الأعتذار الواجب لمن يحترق أخضرَ، بسعر اليابس، في المقصود من هذه السطور…
———————————————— يتبع

اترك تعليقاً