السيمر / الأربعاء 26 . 10 . 2016
•رواء الجصاني
بعد عام تقريباً على توزيع كتاب “وصفي طاهر .. رجل من العراق” بطبعتيه، في براغ وبغداد، ثمة العديد من الملاحظات والتقييمات والخلاصات التي وصلتنا، أو اطلعنا عليها، كتبها متابعون وقراء شمل بعضها أنطباعات وذكريات حول وصفي طاهر، شخصياً، أو بشأن الأحداث التي جاءت في الكتاب ذي الصلة، وبخاصة حول التهيئة لثورة- حركة الرابع عشر من تموز 1958 وقيامها، واغتيالها في الانقلاب المشؤوم عام 1963…
وكانت النية، ومازالت، بجمع ما توفر – وسيتوفر – من اضافات وملاحظات عن الكتاب، وبشأنه، ولاسيـّما من المعنيين والمؤرخين وشهود العيان، وغيرهم، وذلك في طبعة ثانية، بهدف المزيد من التأرخة والتوثيق لحدث الرابع عشر من تموز 1958 ورجاله وظروفه، ومن بينهم – بل وفي المقدمة منهم : وصفي طاهر، الذي وثـّق الكتاب الذي نعني تفاصيل وفيرة، وشهادات حول دوره المميز في التحضير لثورة تموز، من خلال حركة الضباط الأحرار التي كان “لولبها” كما يسجل التاريخ وتتحدث الوقائع، وكذلك عن مهامه بعد نجاحها في الرابع عشر من تموز 1958 وحتى استشهاده في التاسع من شباط، الأسود، عام 1963…
ووفق ما تقدم، وحتى اتمام الطبعة الثانية، المنقحة والمزيدة من الكتاب، ارتأينا التوقف ولو سريعاً عند بعض الذي كُتب، وسجل من ملاحظات واضافات وتقييمات توفرت لدينا، وعلى ان تنشر نصوصها الكاملة، او مقتطفات وافية عنها في تلكم الطبعة الموعودة… وقبل ان نوجز، ونشير الى المتوفر ذي الصلة، ننوه أولاً الى ان الترتيب الذي سنعتمده في الايجاز / التلخيص، هو تسلسل حروف الأبجدية العربية، مع حفظ الألقاب والمكانات طبعاً، لكل الذوات الذين نشروا أو كتبوا، ممن ستأتي أسماؤهم في الفقرات والسطور التاليات.
1ـ ينشر الكاتب الفلسطيني “الياس نصر الله” في موقع “الجبهة” الاعلامي استعراضاً وافياً للكتاب، ويركز من وجهة نظره على أولويات وأحداث رأى بأنها الأكثر من غيرها حظوة، مبرزاً بشكل خاص محطات من حياة وصفي طاهر الشخصية، ومواقفه الوطنية، والعامة…
2ـ تحت عنوان “قراءة في كتاب” ينشر الشخصية السياسية العراقية “باقر ابراهيم” متابعة حول الكتاب، وذلك في عدد من المواقع الاعلامية على شبكة الانترنيت، مقيماً الكتاب وأهميته، وومنهياً قراءته بالقول: “حين يطلع القارىء على موقف الشهيد وصفي طاهر في يومه الأخير، يرى أنه تجاوز قناعاته الخاصة، وتحلى بالصبر الجميل، والتصميم على مقاومة الأنقلاب الغادر، حتى ساعة أستشهاده”.
3ـ وعلى مواقع اعلامية أيضاً، ينشر الكاتب “حسين كركوش” متابعة مفصلة حول الكتاب عنونها: “من يتذكر (رجل من العراق) اسمه وصفي طاهر؟” مشيراً الى انه تقصد في ان تكون تلك العنونة على شكل تساؤل، لاثارة المتابعين وخاصة من الأجيال الشابة، وبهدف الاقتداء بالخصال التي تميز بها ذلكم الرجل. وأضاف في المتابعة “ان عنوان الكتاب، كما يجد القارئ، بسيط ومتواضع ولا يضفي توصيفات بطولية خارقة أو استثنائية على وصفي طاهر، (رجل من العراق) أو شخص من أشخاص، أو مواطن عراقي من ملايين المواطنين العراقيين… ويبدو أن مُعدي الكتاب أرادا، باختيارهما هذه الصيغة اللغوية للعنوان، أن يحققا غرضين. أولهما أن يكون الكتاب ترجمة أمينة لحياة وصفي طاهر كما عاشها، ببساطة وبتواضع وبزهد، وبنكران ذات، بعيدا عن الأضواء و بعيدا عن أي أبهة أو بهرجات. والغرض الثاني هو ان الكتاب لم يسعَ لتقديم (اراء واستنتاجات وتقيمات) لوصفي طاهر، وعنه، كما جاء في المقدمة.
4ـ في رسالة خاصة تكتب الباحثة اللبنانية “دلال البزري” مقيمة الكتاب، رائية أهمية ما جاء فيه من سرد لوقائع دقيقة ذات “فائدة لمن يهتم بتاريخ منطقتنا، وتشعب قضاياها، وتداخلها”.
5ـ بعد قراءة متكررة للكتاب، يبعث السياسي والفنان العراقي “صباح المندلاوي” ملاحظات وخلاصات عديدة، ومما جاء فيها : “ان عنوان الكتاب “وصفي طاهر .. رجل من العراق” ربما لم يكن يرتقي الى مكانة ومنزلة الرجل، والادوار المهمة التي لعبها سواء قبل الثورة أو بعدها، فليس بخافٍ انه بمثابة امين سر الثورة، او “الداينمو” الفاعل من اجل انضاج الظروف الملائمة لانجاحها والسير بها قدماً الى الامام”. ورأى – المندلاوي – بان من الأفضل لو حمل الكتاب عنواناً أكثر واقعية وهو “وصفي طاهر.. خفايا وأسرار وايثار”.
6ـ وعلى صفحات “طريق الشعب” ينشر الشخصية السياسية العراقية “عبد الرزاق الصافي” استعراضاً ضافياً عن الكتاب، وفصوله الأربعة عشر، مبرزاً فقرات مختارة من كل فصل.. متوقفاً بشكل خاص عند الفصل الثامن الذي أورد منه استشهاداً طويلاً نسبياً قائلاً: “لقد اوردت هذا الاستشهاد الطويل نسبياً لإثبات المسؤولية الكبيرة التي تقع على الشهيد عبد الكريم قاسم في اغتيال الجمهورية، برفضه اتخاذ أي إجراء يجرد المتآمرين من إمكانية إستخدام القوات التي تركها عبد الكريم قاسم تحت امرتهم لإسقاط الحكومة والانتقام من الشعب”. وأضاف – الصافي: “من المعروف ان الحزب الشيوعي فضح نوايا المتآمرين واورد اسماءهم ومراكزهم. غير ان غرور قاسم جعله يمتنع عن إتخاذ اي إجراء ضدهم. وما ذكره الشهيد وصفي للزعيم بهذا الخصوص، اورده – بالاضافة الى الحزب الشيوعي – السياسي العراقي محمد حديد، إذ يوثق هو ايضاً في مذكراته إنه حذر الزعيم مما يحاك ضد الجمهورية والقوى الديمقراطية، غير أن جواب الزعيم كان نفس ما قاله لوصفي. أي الانتظار حتى تحرك المتآمرين !”.
7ـ يستعرض الكاتب “د. مزاحم مبارك مال الله” مؤَلف “وصفي طاهر.. رجل من العراق” في عدد من وسائل الاعلام ويتوقف عند غالبية فصوله، مختاراً منها ما رآه أكثر أهمية في التوثيق والتأرخة لأحداث ثورة الرابع عشر من تموز، والتهيئة لها، واغتيالها… ويختتم استعراضه قائلاً: “وصفي طاهر.. شخصية فذّة من شخصيات تأريخ العراق المعاصر، وأحد أركان جمهوريتنا الأولى، عفيف اليد، نقي القلب ، طاهر السريرة ولم يبخل على شعبه ووطنه حتى بحياته”.
8ـ وفي رسالة خاصة، يسجل الصحفي والرياضي “منعم جابر” انطباعاته عن الكتاب، رائياً بان ما ذكر من تفاصيل كان قليلاً، خاصة وان الحدث، والرجل، المعنيين بالكتاب يستحقان المزيد من التفصيل.. كما ارتأى ان يُعنى بما احتواه الكتاب “روائي قدير ليسرد الوقائع والأحداث التي جاءت فيه بشكل أكثر تشويقاً للقاريء والمتلقي”.
9ـ وتحت عنوان “وصفي طاهر .. رجل من العراق، وأي رجل!” يكتب السياسي والاقتصادي العراقي ” موفق فتوحي” ملاحظاته وانطباعاته عن الكتاب مثمناً ما جاء فيه من تأرخة وتوثيق، رآهما “سجلاً سوف يكون مصدراً من المصادر المهمة التي ارخت لهذه الثورة المظلومة والمغدور بها ليس من اعدائها فقط، ولكن من قياداتها المتمثلة بالزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم”.
10ـ وفي وقفات مسهبة، يدرج السياسي العراقي “هادي رجب”، ملاحظات وانطباعات عن الكتاب، موثقاً “بأن ما كان للشهيد وصفي من مهام كُلف بتنفيذها، والمناصب التي تقلدها، في داخل وخارج العراق، تؤشر على صفاء وسيرة عامة قل مثيلها في شخصيات وطنية عراقية”.
كما يوثق الكاتب- رجب، بعض شهاداته ومشاركاته في الأحداث التي توقف عندها الكتاب، ومن بينها المحاولات التي كان مخططاً لها، ولم تنفذ، قبل الرابع عشر من تموز 1958 للاطاحة بالحكم الملكي.. اضافة لذكريات أخرى ذات صلة.
* * *
أخيراً… دعوني اعتذر ثانية لعدم الاشارة او الاسهاب، عن مقامات وألقاب الذوات الذي تمت الاشارة الى ملاحظاتهم وتقييماتهم وانطباعاتهم أعلاه، مجددا بالغ الاحترام والتقدير لهم جميعاً على ما تكرموا به حول “وصفي طاهر.. رجل من العراق” ولاشك فان كل ما كتب – وسيكتب – بشأن الموضوع، سيوفر ، كما سبق وأسلفت، المزيد من التوثيق لحدث أبرز في تاريخ العراق الحديث، ولرجل كان في محوره، مناضلاً من الطراز النادر في عالم اليوم، بعيداً عن الأضواء التي كم يريدونها آخرون… وآمل ان تكون السطور اعلاه مشجعاً لأن نتسلم المزيد من الآراء والتقييمات وااتقويمات لكي تُضاف الى الطبعة الثانية، المؤملة، من الكتاب…
———————————
* مؤلف: “وصفي طاهر.. رجل من العراق” كتابة وتوثيق: رواء الجصاني، ونضال وصفي طاهر، بمئة وستين صفحة، مع نحو مئة صورة ووثيقة. صدر عام 2015 في براغ عن دار “بابيلون” للأعلام، وفي بغداد عن دار “الرواد المزدهرة” للطباعة والنشر، وكان بتمويل من البنات الأربع للمؤرَخ له، وعنه.