السيمر / الاثنين 26 . 12 . 2016
طوني حداد / لبنان
في كلمته أمام اللقاء الطالبي الجامعي وجّه سماحة السيد حسن نصرالله عشرات الرسائل على شكل عناوين وإشارات منها ماهو صريح وواضح ومباشر ومنها على طريقة: “إن اللبيب من الإشارة “, لكن بكل الأحوال يمكننا أن نضع عنواناً عريضاً وخلاصة حاسمة أعلنها سماحته أمس وهي :
تحرير حلب هو انتصار لجبهة المقاومة وحلفها وسقوط للمشروع الآخر مشروع الهيمنة والتقسيم والتفتيت واسقاط سوريه لابل المنطقة كلها وجرها الى حروب أهليه لاتبق ولاتذر.
خصص سماحته أمس احدى نقاط خطابه لعنوان عريض وهام هو “المسألة الانسانية” ووضع النقاط على حروفه .
يقول السيد حسن نصرالله واسمحوا لي أن استشهد بالفقرة كاملة :
“في المشهد الإنساني، أصبح لنا أسبوع كنا نشاهد المدنيين يخرجون من شرق حلب ويخرج أيضاً المسلحون وبسلاحهم الفردي، طبعاً ممكن أي أحد يقول يا سيد أنت ليس شغلك أن تدافع عن النظام في سوريا، الآن نحن في معركة واحدة، شغلتي أو ليس شغلتي لكن اسمحوا لي هنا أن أقول ما يلي: أريد أن أسألكم سؤالاً وأسأل العالم كله والناس كلها، اذكروا لي مدينة سيطرت عليها داعش أو حاصرتها داعش أو سيطرت عليها جبهة النصرة وهذه الجماعات التكفيرية المسلحة ودخلت إليها وسمحت أن يخرج المدنيون منها سالمين، أو سمحت للمقاتلين الذين كانوا يقاتلون فيها أن يخرجوا سالمين، ليس بسلاحهم الفردي، ولكن عزّل، اعطوني مثلاً واحداً. أتحدى العالم كله أن يعطيني مثلاً واحداً، في سوريا، في العراق، في اليمن، في ليبيا، في نيجيريا، في كل مكان يقاتل هؤلاء، أعطوني مثلاً، أنهم هم غالبون وهم مسيطرون والمعركة محسومة، ومع ذلك قبلوا أنهم يجروا اتفاقا ويفتحوا الطريق ويخرج المدنيون، والمقاتلون يخرجون بسلاحهم.
هؤلاء الذين تقول عنهم أميركا والغرب والسعودية وتركيا والكل جماعات المعارضة المعتدلة الديمقراطية التي تطالب بالديمقراطية في سوريا والعراق واليمن ولا أعرف أين. أما النظام السوري المتوحش، النظام السوري المتوحش، يقبل باتفاقية يخرج الناس فيها سالمين وبأمان، ليس فقط في حلب، هذا حصل في حمص، بالمدينة القديمة التي كانت محاصرة، في كل مدينة أو بلدة يقبل الناس والمسلحون أن يعملوا فيها تسوية في سوريا يعمل تسوية.
في خان الشيح قاتلوا حتى اليأس، آخر شيء قالوا نريد أن نعمل تسوية، كان يستطيع النظام أن يقول أنا لا أريد أن أعمل تسوية، أريد أن أدخل وأقتل وأدمر وأمسح وأحسم عسكرياً، لكن قبل أن يعمل تسوية، عدد كبير من المسلحين سلّم سلاحه وبقي والناس بقوا وأهل البلد بقوا، وهناك أناس ذهبوا إلى إدلب. ولمعلوماتكم بعض المسلحين الذي يرحلون إلى إدلب يعودون ويسوون أوضاعهم مع النظام”
انتهى الاقتباس من كلمة سماحة السيد حسن نصرالله واسمحوا لي استطراداً أن أبني على هذه النقطة الهامة مايلي :
ثمة مطب يقع فيه الكثيرون من “جماعتنا” ومن أصدقائنا بحسن نيه وذلك في سياق ردهم على الاتهامات الكاذبه حول أن الجيش السوري وحلفاءه يرتكبون المجازر, يقتلون ويذبحون ويغتصبون بالقول :
“ألا تتحرك انسانيتكم لأطفال اليمن ونسائها وأطفال فلسطين ونسائها ؟”
جواب على سبيل المثال..
هذا الجواب يعني باختصار و-بغباء- الموافقه على أن الجيش السوري وحلفاءه يقتلون ويرتكبون لكن المشكله بأنكم لاترون الا بعين واحده !
تقريباً متل العبارة اللبنانيه الشهيرة : “شو وقفت عليي؟ “..
انتبهوا لأجوبتكم يارفاق وبلا خفّة وغباء..
الجيش والمقاومه لم يرتكبوا مطلقاً ما يتهمون به زوراً وبهتاناً ..
ثمة امبراطوريات اعلامية عملاقة عملت وتعمل وصرفت المليارات لتلفيق هذه التهم لجنودنا ومقاتلينا وتحدث سماحة السيد بالأمس وبالتفصيل والأمثلة عن التضليل الاعلامي وصناعة الأكاذيب وكيف تمت فبركة مشاهد المجازرعلى أنها في حلب وهي في الحقيقه حصلت في أماكن أخرى وبيد قطعان الذئاب ذاتها التي يحاربها الجيش السوري وحزب الله وحلفاؤهما.
نعم شبابنا مقاتلون ويخوضون معركة وجود وبالتالي لايرمون الزهوروهدايا “بابا نويل” لكنهم بالتأكيد يلتزمون بأقصى مايستطيعون من قواعد الاشتباك على المستوى المدني والانساني ويراعون مااستطاعوا ضوابط الحروب ..
انعاشاً للذاكره -وهذه لم يذكرها سماحة السيد لرفعة أخلاقه وعفته وحتى “مايربّج حدا جميله- “:
شبابنا بحزب الله عندما حرروا مع الجيش السوري مدينة “القصير” هم من فتح ممراً آمناً لنساء وأطفال المسلحين وجرحاهم للتوجه الى لبنان لتلقي العلاج في مستشفياته..
أصلاً عصابات مسلحي القصير كانوا من الخسة والنذالة وقلة الشرف لدرجة أنهم تركوا نساءهم خلفهم وفروا بجلودهم غير آبهين بأعراضهم لكن شرفاء الحزب بوازع أخلاقي وانساني وشرعي لم يأسروهنّ, بل فتحوا لهنّ -لنساء المسلحين- ممرات آمنة ليلحقوا ب”البغال” رجالهم..
لم يدخل المقاومون بلدة وعاثوا فيها خراباً أو دمروا بيوتاً أو دنسوا مقدسات ..
لم يقتلوا أسيراً أو ينكلوا بجريح أو يعتدوا على الأعراض والحرمات كما فعلت عصابات الذئاب بالأسرى والجرحى والنساء الذين وقعوا في أياديهم الآثمه.
والشواهد تطول وتطول عن رفعة أخلاق ورجولة وشهامة مقاومينا الأبطال.
وهنا أذكّر أيضاً بأن قيادة حزب الله هي التي منعت الجماهير والأهالي الغاضبة من اقتحام مشفى “بعلبك” على اثر اعدام الجندي اللبناني الأسير لدى قطعان المسلحين “عباس مدلج” على أرضية “شيعيّة” شهيدنا الحبيب المظلوم “عباس” حيث كان في المشفى مجموعة من جرحى المجرمين الذبن نفذوا هذا الاعدام الجبان ..
حزب الله منع الأهالي من الثأر والانتقام من القتلة لأنهم جرحى ولايجوز في أخلاق حزب “الغالبون” الرفيعة -أخلاق آل البيت سلام الله عليهم- النيل من جريح .
بالنهاية وباختصار :
الجيش العربي السوري وحزب الله وحلفاؤهما لهم في رسول الله أسوة حسنة فهم يتمثلون قولاً وفعلاً قول النبي الكريم صلوات الله عليه وآله :
“إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور” ..
بانوراما الشرق الاوسط