السيمر / الخميس 23 . 02 . 2017
رواء الجصاني
حينما يروح الاستثناء قاعدة، والعكس صحيح، تصبح الغرابة هي القدر المشاع، والحال السائدة، وعندها لن يستغرب أو يتعجب المرء مما هو قائم، ويقوم من وقائع واحداث… وهذا ما نقوله ونزعم به عن كثيرٍ كثير في بلاد الرافدين، التى شـحّ رافداها من الخير، أو يكادان تحت ظلال الظلامية والعسف والغلو… ومما تشهد على ما ندعيه، خلاصات تاليات، علّها تعين على بعض تبصرٍ هنا، وبعض تنويرٍ هناك …
—————————————————
* لم يَعد المرءُ يعجبُ اليوم، في بلادنا، بأن تتعالى – وبدون، مشاعر أو مواقف حقة – اصوات بعض السياسيين، القدامى أو الجدد، في البكاء والنواح على شهداء التظاهرات، والتفجيرات الارهابية، الابـرار.. وان تتضاعف تلك المتاجرة، كلما اقتربت مواعيد الانتخابات المفترضة في البلاد العراقية، هذا العام …
* وبالتشابك مع الفقرة السابقة، يحيـر المؤيدون للتظاهرات جواباً – وما علينا بالمناهضين – حين تستفسر عن البديل القادر على ألـ” ألاصلاح” .. ثم يأتي الـرد المفيد، أو غير المفيد، بما معناه: المهم هو تحريك الاجواء… وأظن- وليس كل الظن من الآثام في عالم اليوم- ان المعنيين لم يحسبوا بمثل تلكم الردود، الأثمان الباهضة للتحركات والتظاهرات الاحتجاجية، واحتمالات إزهاق الأرواح ..
* وبات من اللا عجيب في بلادنا ايضا، أن نرى جمهرة فاسدين، يتصدون لمحاربة الفساد الناخر في العراق، وان يتبارون في ما بينهم، في الأعابة والنقد والشتم، وتروح البوصلة نحو المجهول بلا هدى، دعوا عنكم الهداية !! ..
* كما سادت الحال ذاتها – وتسود – بأن يروح بعض “نصف” الاميين، “ناقدين” آراء، و”مقيمين” افكاراً، حتى وإن طالت مشاهير شعراء او كتاب، بل وحتى مفكرين.. وإذا ما تحدثتَ، وأعبـتَ، قالوا – أو قال غيرهم بالتبعية – انها حرية النشر والتعبير، وما اليها من فنون، وفتون …!