الرئيسية / مقالات / رسالة متأخرة

رسالة متأخرة

السيمر / الاثنين 10 . 04 . 2017

جعفر جون

حين يكشر الغول عن انيابه، ويكشف عن لثامه، ويفصح عن هويته السوداوية، التي كثر الحديث عنها في العقود الاخيرة، ليملأ بغيِّه ارجاء المعمورة، ويتسلق على دماء المغدورين من ابناء جلدته، ممتطياً غباء وسماجة الفكر الرديء وسيلة له، طالق العنان لشره، مبتغياً الوصول في سبيل البقاء، وديمومة سيلان الدماء، نعم…!! فتلك من سجايا الاشرار.
لم يكن مجيئه امراً يستحسنه البعض، لانه لم يأتي على متن طائرة رجال اعمال، او لعله لم يوافق على دفع الجزية، من اجل البقاء على قيد الحياة، او لربما جاء على ظهر الدبابة البريطانية، وهذا مسوغ كافي وسبب مقنع لقتله، وعذر قد تصدقه اغلب العقليات المهترئة، التي تشكل النسبة الكبيرة، والتي تستطيع لعنه متى حان ذكره، لانه شخصية نفعية جاء من اجل مآرب يرموا لتحقيقها.
انه عبد المجيد الخوئي، سليل تلك العائلة الدينية المعروفة، وابن المرجع الاعلى للطائفة الشيعية (السيد ابو القاسم الخوئي)، والراعي الرسمي (لمؤسسة الخوئي الخيرية)، والذي عاد الى العراق ابان سقوط النظام الصدامي، المقتول في النجف بتأريخ ٢٠٠٣/٤/١٠، ذلك التأريخ المشؤوم ، الذي ثقف فيه لثقافة( السحل)، والتمثيل بالاجساد، والرقص على جراح الموتى، من اجل القبح السياسي، والاخذ بزمام السلطة.
حتماً انا لا اريد ان اخوض في كيفية الحادثة، والمجريات التي حصلت وقتها، او تلك الايادي التي كانت ورائها، لكنني اود ان ابين، ان التواريخ والاحداث البعيدة، حازت على بطاقات النسيان، والتحريف المتعمد، ولم تسلم من الايادي الحقيرة، لكن وببساطة ان الحادثة لم يمر عليها ذلك الزمن الطويل، الكفيل بتحريفها و وضعها في الخانات الزمنية المتروكة، حيث تباكى من اجلها الجميع ، خجلاً من الخوئي، ونسوها خوفاً من الجاني، وعلقت على شماعة للأنتظار مفادها( ان ملف الخوئي يشتت الصف الشيعي)، هذه الاعذار التي جائوا بها المنتفعين من دهماء الساسة ورعاعهم، ليصلوا الى ما يريدون، وهم متكئين على دماء الشهداء، وسخافات النضال المسلح.
ان كثرة الاقاويل، والرهانات على طمر تلك الدماء، في غياهب الساحة السياسية، ما هي الا ابشع ما اقترفته الحكومات المتعاقبة من خطايا، قد ظهرت عفونتها للعلن، حيث ان ملف الخوئي، من ابرز الملفات التي يجب ان تنصف، ويأخذ الجاني قصاصه العادل منها، لكن ..!! يجب على الجميع ان يعي ما سوف تؤول اليه الاحداث، فلعل فتح ملف الخوئي، لا يكون بداعي احقاق الحق والوقوف عليه، بل لانه مادة دسمة، يمكن استخدامها كورقة ضغط في سبيل تحقيق غاية ما، وبالتالي سوف يقتل مرة اخرى.

اترك تعليقاً