السيمر / السبت 13 . 05 . 2017
حسين أبو سعود
لا شك ان صناعة وبيع التربة الحسينية هي تجارة رائجة لا سيما وان الشيعة يرون وجوب استخدام هذه الترب ذات الاشكال والاحجام المختلفة في البيوت والمساجد ولكن لا احد يسأل نفسه عن مصدر التراب الذي يصنع منه التُرب، هل هو من اطراف القبر الشريف ام من اطراف المدينة، ولا شك بان القداسة تنحصر في القبر واطرافه واما ما بَعُد عن ذلك لا يكون مقدسا لأنه تراب عادي يدوسه الناس بالأحذية وتقام عليها الحمامات والمرافق الصحية والمحلات وغيرها وقد يبصق البعض على الأرض، وعلى أي حال فان هذا ليس موضوع البحث وانما هو الكتابات التي تزخرف بها التربة الحسينية وفيها أسماء الله و الائمة عليهم السلام ، ونحن نعلم بان التربة الحسينية غالبا ما تتعرض للانتهاك كأن تداس بالأرجل دون قصد فضلا عن انها توضع على الأرض بمستوى الاقدام وعليها أسماء مقدسة شريفة ، ويحدث أحيانا في المناطق الحارة وبفعل العرق المتصبب من الجبين ان تلتصق التربة بالجبهة حال السجود فتسقط على الأرض عند القيام او تتدحرج فتذهب بعيدا عن متناول يد المصلي.
لقد رأيت ذات مرة احد الفضلاء على اليوتيوب وهو يتحدث عن رأي السيد السيستاني بالكتابات على التربة فقال انه لا بأس بالكتابات ولكن الأفضل ان تقلب التربة على وجهها والسجود على الوجه الاخر الاملس منها، وانا أقول بان تلك الكتابات فيها بأس شديد وعلى المراجع ان يمنعوا الكتابة على التربة لأسباب منها انها تصرف النظر عن الخشوع والخضوع لله في حال كون الأسماء لمخلوقين من دون الله (ان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)، كما ان هناك اتهامات من البعض المخالف بان الشيعة يسجدون للحجر ويعبدونه من دون الله وهذه الكتابات تفتح لهم المجال اكثر للطعن في عقائد الشيعة ، وفي منع الكتابات سد لباب الذرائع، وقد روج البعض بان اكل هذه الترب شفاء وعندما جوبهوا بنصوص حرمة او كراهة اكل التراب والطين يقولون الا تربة الحسين كما في في حالة الجزع فيقال كل الجزع مكروه الا على الحسين ، ولبس السواد مكروه الا على الحسين وكأن الحسين حالة خاصة منفصلة عن جده الاكرم وابيه المرتضى عليه السلام.
انا لا اريد هنا ان أقول بان مساجد الانسان هي سبعة وإذا كان السجود على التربة واجبة فلماذا يتم حجب باقي المساجد عن التراب والاكتفاء بالجبهة لانها ان وجبت تجب عليها كلها وليس الجبهة فقط اذ ترى المسجد قد فُرش بأفخر أنواع السجاد وتكون مساجد المصلي الستة كلها عليها ما عدا الجبين الذي يستقر على طين مطبوخ عليها كتابات بأسماء المخلوقين لا روحانية فيها ويقال انها من تربة الحسين وهي ليست كذلك وانما تؤخذ من تراب ضواحي المدينة اذ لا احد يسمح بالاقتراب من تربة قبر الحسين.