الرئيسية / الأخبار / إنقاذ شبابنا من السموم الفكرية

إنقاذ شبابنا من السموم الفكرية

السيمر / الأحد 21 . 05 . 2017

عبد الحمزة سلمان

يبذل الفلاح مجهود كبير لزراعة الأرض , إبتداء من توفير التربة الصالحة للزراعة, التي تجهز حسب نوع الحاصل الذي يروم زراعته, فيغرس البذور, ويحدد لها نسبة المياه, وعدد ساعات السقي .
قدرة الباري .. تنفلق البذور تحت التربة, لتثبت جذورها للتغذية, وتخرج المزروعات من بين طيات التراب, وتبدأ معاناتها مع الطبيعة القاسية والظروف الطبيعية كسرعة الرياح ودرجات الحرارة والبرودة مما يزيد حرص المزارع وقلقه, لحين يشتد عضدها, وتتمسك بالتربة بجذور قوية .
صباح يوم جديد.. يتفاجأ المزارع, أن هناك نباتا ثانيا, قد خرج من بين طبقات التربة, ينتشر حول المزروعات ليفتك بها, فتعاد معاناته من جديد, في لحظة يعجز عن إنقاذ ما زرع, ولكن لن يستسلم, بل يعمل جاهدا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, رغم الخسارة المادية والمعنوية, وبالجهد الذي بذله, لزمنا مضى بخيبة أمل .
هكذا هم قادتنا اليوم, يعانون لإنقاذ؛ ما يمكن إنقاذه من شبابنا, وسط الأفكار السامة, التي تنخر عقولهم, بتوجيه من الغرب, وبعولمتهم المزعومة, المعروضة وفق مغريات الحياة, لتحطيم البناء الإسلامي العقائدي الشيعي, الذي بات خطرا عليهم, بزعامة مراجعنا الكرام .
تشتد المعاناة.. يوما بعد يوم, والكثير منهم يميلون لسماع ما يهدي, ولكــن عند الفراغ لا يطبق, في حياتهم اليومية, فنجد أن نسبة المخالفين لهداية الإسلام, تفوق ما يطمح إليه الانفتاح الإسلامي, والتطور الإنساني .
لبناء الدولة العصرية الإسلامية, وفق برنامج إسلامي معاصر, يتماشى مع متطلبات العصر الجديد, والتطور الحاصل في متطلبات الحياة, والغزو الإلكتروني, بثورة الإنترنت, التي تقود إلى مواقع التواصل الاجتماعي والثقافي, نجد العالم يوصف كالبناية المتعددة الطوابق, مقسمة لأقسام عدة تفصلها الجدران عن بعض يكثر فيها الخير والشر.
بإمكان أيا كان, أن يطرق أي باب منها, فيجد ما ينوي إيجاده, بدون تعب أو معاناة, فيجب أن تكون الحصانة, والرقي الثقافي, يشده الإيمان بما أنذرنا به الخالق, الذي نظم الحياة الإنسانية لخلقه .
توسط الحال بين حالين في كم أو كيف, وهدر وضياع, يتحتم علينا العمل جاهدين, من أجل ترسيخ الأسس, والعقائد لديننا في النفوس, والحث على تمثلها كأحد القيم الأصيلة, التي يلزم التثقيف على ضرورتها, وأهميتها وممارستها, لثباتها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه منهم .

اترك تعليقاً