طوني حداد / لبنان
نكتة الموسم بجدارة هو هذا الخبر الذي تناقلته الوكالات نهاية الاسبوع الفائت :
“كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ” ان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز اتصل هاتفيا الاسبوع الماضي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس طالبا منه الموافقة على نقل مباراة المنتخب السعودي والفلسطيني الى خارج مناطق السلطة الفلسطينية لما لهذا الموضوع من احراج للمملكة التي لا تريد لاحد اتهامها بالتطبيع في هذا الوقت التي تعرض فيه السعودية الى ضغوط كبيرة اقليمية ودولية.
وقالت المصادر ان الرئيس عباس جمع الاسرة الرياضية الفلسطينية وابلغها بالاتصال وبنيته الموافقة على الطلب السعودي قائلا ان “السعودية والملك خط احمر” وان لا مجال لرفض الطلب السعودي وتم ابلاغ المملكة بالموافقة الفلسطينية رسميا.
وتابع المصدر “السلطة انتظرت موقف الفيفا لعله يوافق على نقل المباراة المزمع اقامتها في القدس وحفظ ماء الوجه الا ان قرار الفيفا برفض نقلها الى ارض محايدة كان مفاجئا واعاد خلط الاوراق مرة اخرى”
-انتهى الخبر-
الان وبغض النظر عمّا سيحدث بخصوص مكان المباراة , السؤال الأهم هو:
هل يريدنا بهائم آل سعود فعلاً أن نصدق ويصدّق غيرنا بأنهم ضد التطبيع؟
أنا شخصياً أصدق ..
فعلاً هم ضد التطبيع لأن التطبيع عادة يكون بين خصمين قررا الهدنة والشروع بالتعامل بالحد الأدنى , بهذا المعنى آل سعود ضد التطبيع فهم ليسو بحالة حرب مع الكيان الغاصب وبينهما أكثر بكثير من علاقات تطبيع , بينهما تحالف -اذا لم نقل علاقة دم ووحدة مصير – , تحالف حقيقي مفاعيله واضحة على الأرض :
الطيارون الاسرائيليون هم من يشنون غارات العدوان الفاشي السعودي على اليمن بالطائرات السعودية انطلاقاً من قاعدة في “الصومال” مستأجرة من قبل الصهاينة ويتلقون ملايين الدولارات من “التنابل وأصحاب الكروش” كما وصفهم سماحة السيد حسن لقاء تنفيذهم هذه الغارات ..
غرف عمليات الأردن وتركيا التي تقود العدوان على سوريا ويتم من خلالها تحريك قطعان الذئاب المذعورة للهجوم على الدولة السورية يعمل ضمن من يعمل فيها ضباط سعوديون واسرائيليون..
العلاقات الاسرائيلية السعودية لم تنقطع منذ انشاء الكيان الغاصب ..العلاقات التطبيعية بين” إسرائيل” والسعودية قديمة ودافئة منذ الملك المؤسس رأس الأفعى عبد العزيز بن سعود الذي عرض بيع فلسطين لليهود بـ 20 مليون جنيه استرليني في الثلاثينات، وهي مستمرة حتى اليوم ، وعلاقات الملك الأسبق المقبورفهد وإخوته باتت معروفة ومفضوحة بعد أن نشرت وزارة الحرب الصهيونية -عملاً بقانون نشر الوثائق بالتقادم- محاضر كاملة عن اجتماعات بين كبار المسؤولين الصهاينة والملك فهد واخوته في الرياض وأميركا ، ولاننسى الملك السابق النافق عبد الله صاحب مبادرة السلام العربية التي عرضها في قمة بيروت والتي وضعها له “توماس فريدمان” الكاتب اليهودي الأمريكي المعروف .
علاقاتهم -اي عصابة آل سعود – جميعاً وطيدة بالصهاينة ولاجديد تحت الشمس.
ملكهم فهد هو الذي دفع “عدنان خاشقجي” رجله في مجال الاستثمار والمال إلى القيام بنقل يهود الفلاشا إلى “اسرائيل” خدمة لأشقائه الاسرائيليين , وملكهم عبدالله هو الذي دفع بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في أمريكا ومسؤول الأمن القومي السعودي السابق لإقامة علاقات وزيارات وطيدة مع رجال الموساد إبان عدوان تموز على لبنان (2006) للتآمر على المقاومة وحزب الله وعرض كل اشكال الدعم المالي للصهاينة على أمل هزيمة حزب الله لكن الله ردّ كيده الى نحره وانتصرت المقاومة , والمعروف أيضاً أن الشركات الإسرائيلية التي تعمل في الرياض منذ الثمانينات وحتى اليوم وصل عددها (25) شركة وهي تحمل أسماء أمريكية للتمويه ..
ومع تعاظم الدور الاقليمي الايراني ودورها الفاعل في دعم محور المقاومة ضد الكيان الغاصب لم يعد يخفي كلا الطرفين “الشقيقين” الصهاية وآل سعود علاقاتهم وتنسيقهم تحت ذريعة التصدي للخطر الايراني على “اسرائيل” وأمن الخليج..
ولاننسى المصافحات العلنية الوقحة بين الطرفين نذكر منها مصافحة الملك النافق عبدالله للمجرم “شيمون بيريز” في مؤتمر حوارالأديان -نيويورك 2008-
ومصافحة تركي الفيصل مدير الاستخبارات السعودية لشقيقه الصهيوني “داني ايالون” نائب وزير الخارجية الاسرائيلي في مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية 2010 (الصورة).
قد نحتاج لمئات لابل آلاف الصفحات لنعرض تاريخ العار..تاريخ علاقات التحالف والتعاون بين عصابة آل سعود وبين قادة الصهاينة ونكتفي بما ذكرناه اعلاه وبكل الأحوال ففي تسريباتها الأخيرة عرضت “ويكيليكس” لمئات الوثائق التي تثبت تعاون عصابةأبناء وأحفاد عبد العزيزآل سعود مع “اسرائيل” للتآمر على الشعوب العربية عموماً, وحلف مقاومة العدو الصهيوني خصوصاً..
ويريدنا زعيم عصابة “التنابل والكروش” سلمان بن عبد العزيز آل سعود ابن موردخاي من خلال اتصاله الهاتفي بغلامه الوضيع محمود عباس – تبع السعودية والملك خط أحمر- أن نصدق بأنّ ذيل الكلب يمكن أن يستقيم..
وأن العاهرة قد تابت الى الله ..
وأن آل سعود يمكن أن يأتيهم غير الباطل من أمامهم ومن خلفهم ؟.
” أم حسبَ الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يُخرِجَ الله أضْغانَهُمْ”..
بانوراما الشرق الاوسط