السيمر / الاثنين 31 . 07 . 2017
أياد السماوي
في ختام الاجتماع الذي عقد يوم أمس الأحد في مصيف صلاح الدين , قررّ المجلس الأعلى للاستفتاء برئاسة مسعود بارزاني ومشاركة كوسرت رسول ونيجرفان برزاني وممثلي الأحزاب السياسية والمكوّنات القومية والدينية ومقاطعة حركة التغيير والجماعة الإسلامية , تكليف مسعود بارزاني وكوسرت رسول بتشكيل وفد للتفاوض مع بغداد بشأن استقلال الإقليم , كما قررّ الاجتماع تفعيل برلمان كردستان بهدف تسوية الخلافات ودعم الاستفتاء , ومن الجدير بالذكر أنّ المجلس الأعلى للاستفتاء الذي يرأسه رئيس إقليم كردستان المنتهية رئاسته مسعود بارزاني , هو مؤسسة تشّكلّت مؤخرا لغرض متابعة الإجراءات اللازمة لعملية الاستفتاء في الإقليم المقرر اجراؤها في 25 أيلوا القادم , وكان حزب الاتحاد الوطني قد قررّ باجتماع سابق لهيئته القيادية عقد يوم السبت المشاركة باجتماع المجلس الأعلى للاستفتاء برئاسة مسعود بارزاني بأغلبية أعضاء الهيئة القيادية للحزب , وعن مصدر موثوق من داخل الهيئة القيادية قد ذكر أنّ عددا من القيادين في الاتحاد الوطني الذين تربطهم علاقات ومصالح اقتصادية مع مسعود ونيجرفان قد لعبوا دورا كبيرا ومحوريا في دعم مسعود والسير معه في موضوع الاستفتاء خلافا لمصلحة الشعب الكردي , وعلى رأس هؤلاء القادة محافظ كركوك نجم الدين كريم , بالرغم من قناعة الجميع أن الاستفتاء الذي يسعى له رئيس الإقليم المنتهية رئاسته مسعود بارزاني , هو مصلحة حزبية يراد منها التغطية على موضوع رئاسة الإقليم المنتهية منذ أكثر من سنتين .
أمّا بخصوص قرار المجلس بتفعيل برلمان كردستان خلال مدة أسبوعين بهدف تسوية الخلافات ودعم الاستفتاء , فالهدف من هذا القرار تمديد رئاسة مسعود بارزاني لسنة إضافية أخرى , وهذا ما ترفضه حركة التغيير الكردية كوران والجماعة الإسلامية , وفي حديث خاص معي قالت النائبة سروة عبد الواحد رئيسة كتلة التغيير النيابية أنّ ( الحديث عن تفعيل البرلمان لإقرار الاستفتاء الحزبي فقط , ما هو إلا إلغاء للشرعية ودليل واضح على أنّ من يتناغم مع أجندة مسعود لا يستطيع التفكير بمستقبل الشعب الكردي , وأنّ الاستفتاء لا تشرعنه أي مؤسسة في الإقليم ) , وتصريح النائبة عبد الواحد يحمل في طياته انتقادا غير مباشر لقيادة الاتحاد الوطني التي سايرت رغبات مسعود لأسباب ومبررات بعيدة تماما عن مصلحة الشعب الكردي , فحركة التغيير ترى أنّ الحديث عن استقلال كردستان في الوقت الحاضر غير صحيح وغير ملائم في ظل الخارطة السياسية الحالية للمنطقة , ولا يمكن الحصول أبدا على الاستقلال بدون موافقة بغداد أولا , ودول الجوار إيران وتركيا ثانيا , كما أنّ موقف الحكومة العراقية من الاستفتاء معلن وواضح ويقوم على أساس الدستور العراقي , فالدستور العراقي الذي وافق عليه الأكراد لا يسمح لإقليم كردستان أو لغيره بإجراء استفتاء من أجل الانفصال عن العراق , كما أنّ الحكومة الإيرانية قد أبلغت زعيم الاتحاد الوطني جلال الطالباني في زيارته الأخيرة إلى إيران , رفضها القاطع لإجراء هذا الاستفتاء والانفصال عن العراق , ناهيك عن الموقف التركي المتشدد هو الآخر ومواقف جميع دول العالم الرافضة لإجراء هذا الاستفتاء والتي تقف مع وحدة العراق , ويبدو أنّ الخلافات الداخلية الحادة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني قد دفعت بالجناح المؤيد إلى مسعود بالسيطرة على قرار الحزب , وعلى راس هذه القيادة كوسرت رسول ونجم الدين كريم , بعكس حركة التغيير الكردية التي أعلنت موقفها بشكل واضح وصريح , وأعلنت رفضها لإجراء هذا الاستفتاء , فشتّان ما بين مواقف حركة التغيير المبدئية الثابتة والرافضة للديكتاتورية والتسلّط الحزبي والعائلي , وبين مواقف الاتحاد الوطني اللا مبدئية من قضية الاستفتاء والديمقراطية بشكل عام , خصوصا موقف محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي يريد إجراء الاستفتاء في محافظة كركوك الخاضعة إداريا واقتصاديا للحكومة الاتحادية , ولا زالت الآمال معقودة على حزب مام جلال الطالباني برفض مخططات مسعود وأجنداته الرامية لزرع الفتنة وإشعال الحرب بين العرب والأكراد مجددا .