السيمر / الاثنين 16 . 10 . 2017
محمد الكردي
مع تطور الحياة المدنية، وتعاظم دور السلطة والسياسة, في الحياة الاجتماعية والفردية، ازداد ارتباط المصير الفردي والاجتماعي بالسلطة والدولة, فالدولة ھي التي تتولى مھمة الإشراف على التربية والتعليم، وھي المسئولة عن الأمن والنظام، وھي التي تدير شؤون الاقتصاد والمال، وھي الجھة المعنية بتقديم الخدمات، وھي التي تقرر علاقة الأمة والشعب بغيره من الأمم والشعوب، حرباً أو سلماً، صداقة أو عداء، تعاوناً أو مقاطعة, وھكذا فإن مصير الفرد والجماعة، أضحى مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدولة، والعلاقة بالدولة تعني العلاقة بالسياسة والحياة السياسية، وبذلك أصبحت السياسة، والحياة السياسية، جزءاً ھاماً ومحورياً من حياة الفرد، ومن حقه أن يھتم بمسألة السياسة والدولة، ونوع النظام الذي يحكمه؛ لأنّه يقرر مصيره، ويتدخل في كل شأن من شؤون حياته، ومن المفترض أن يكون الشباب في طليعة المھتمين بالعمل السياسي والحياة السياسية.
إنّ الشباب يحملون طاقة جسدية ونفسية، تؤھلهم للصراع والتحدي، أكثر من غيرهم، لذا يكونوا مھيّئين لمواجھة الإرهاب، والظلم السياسي, والعمل السياسي، يستلزم العمل ضمن جماعات، والشباب في ھذه المرحلة يبحثون عن التعبير عن النزعة الجماعية فيھم، وھي الانتظام مع الجماعة، فيدفعھم نحو العمل السياسي دافع غريزي، بالإضافة الى القناعة الفكرية, في مرحلة الشباب والمراھقة يتجه الإنسان الى التجديد والتغيير، لاسيما وأن ظروف الحياة المدنية تتطور بسرعة ھائلة, في مجال التقنية والعلوم، والاستخدام العلمي، فينخرط الشباب في العمل السياسي، رغبة في التغيير والإصلاح، والالتحاق بمظاھر التقدم والرقي المدني.
لذا فإن إندماج الشباب في مسيرة الإصلاح السياسي مهم جداً وضروري في الوقت عينه وذلك لأنه كما ذكرنا فالشباب يشكلون ثروة وطاقة بشرية لكل بلد, والإيمان بقدرة الشباب في المساھمة بالزحف نحو مستقبل زاھر اقتصاديا, ومستقر سياسيا, يعتبر أساسا للعدالة الاجتماعية, فالمشاركة السياسية للشباب, ھي عنصر من عناصر الديمقراطية, لذلك يجب خلق فرص وبرامج تھتم بھم, ويتوجب على الأحزاب السياسية الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن يساھم به الشباب في السياسة, وتميزت الحركة الطلابية بوصفها جزءً حيوياً من قطاع الشباب, بروح المبادرة والانتماء للمسيرة السياسية الوطنية, واكتساب التجربة والخبرة بالعمل الاجتماعي، كما تساهم التنظيمات الطلابية بتكريس الطابع السياسي الديمقراطي عند فئة الشباب.
لكن و بسبب الواقع السياسي الحالي في العراق, بات الشباب في ظل الثقافة السائدة, ثقافة الفئوية والحزبية والذاتية, وقوداً للاحتقان والتوتر والصراع، بوصفهم ضحايا التقهقر الاقتصادي والتنموي, والاستقطاب الحزبي و الطائفي و المذهبي الحاد, هنا يجب ان نقف عند مبادرات السيد عمار الحكيم الشبابية, والتي نراها تسير باتجاه ضمان حرية الرأي والتعبير, والحق بإنشاء الجمعيات, وبناء المؤسسات, وصيانة مبدأ التعددية السياسية, وهذا يساعد بالضرورة على ضمان حقوق الشباب على المستوى الخاص, لأنه لا يمكن تحقيق أياً من الحقوق في ظل الشرذمة, والكبت والانقضاض على المكتسبات الديمقراطية والقانونية.