السيمر / الثلاثاء 17 . 10 . 2017
اياد السماوي
يحار المرء حين ينظر إلى السماء بأي نجم يبدأ , فكل النجوم في سماء عراق الانتصارات وعراق العز والشموخ والكرامة تقودنا إلى هذا النصر المؤزر الذي تحقق يوم أمس في كركوك , فلم يكن لأحد أن يتصوّر أنّ أسطورة الطاغية مسعود التي يهدد بها بغداد ستنهار بهذا الشكل المخزي والمخجل والمذل , شاء الله تعالى أن يحيق بمسعود ومكره كما قال في كتابه الكريم ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) , فما حصل يوم أمس في كعبة العراقيين كركوك لم يكن أمرا عاديا ولم يكن مجرد معركة ينتصر بها طرف ويهزم بها طرف آخر , بل أنّ ما تحقق هو انتصار الحق على الباطل , وانتصار الخير على الشر , وانتصار إرادة الشعب على إرادة الانفصاليين , وانتصار الدستور على الخارجين على الدستور , وهزيمة نكراء للانفصاليين عملاء إسرائيل , وهزيمة للمشروع الصهيوني في كردستان , أرادها مسعود أن تكون إسرائيل ثانية في شمال العراق , وأرادتها إسرائيل أن تكون قاعدتها الخلفية في المنطقة لمواجهة إيران وسوريا والعراق وحزب الله في لبنان , لكنّ إرادة العراقيين انتصرت في النهاية وسحق مشروع مسعود الصهيوني في الانفصال , وعادت كركوك والمناطق المغتصبة وآبار النفط المنهوبة إلى حضن الوطن , وليرفع علم العراق عاليا خفاقا في سماء كركوك وكل المناطق المحررّة بدلا من علم جمهورية مهاباد البائدة .
وما تحقق من انتصار يوم أمس فرض واقعا جديدا يحكم العلاقة بين بغداد وأربيل , واقع يعيد الإقليم إقليما ضمن حدود الدولة العراقية , ويحصر صلاحيات الإقليم الدستورية داخل حدود الإقليم , فلا تصدير للنفط العراقي بعد اليوم خارج شركة سومو , سواء كان ذلك من حقول كركوك أو من حقول الإقليم , ولا تمثيل خارجي للإقليم بمعزل عن تمثيل العراق كدولة مستقلة ذات سيادة , ولن يسمح للإقليم بعد اليوم بعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية خارج اتفاقات الدولة العراقية , ولن يمنع الجيش العراقي بعد اليوم من التواجد بأي مكان في الإقليم تستوجبه ضرورات الأمن والدفاع عن حدود العراق , وكذلك لن تمنع الشرطة الاتحادية بعد اليوم من ملاحقة المطلوبين للقضاء العراقي داخل الإقليم , وستخضع كل المطارات والمنافذ الحدودية لإشراف السلطات الاتحادية حصرا , وستخضع أيضا كلّ مؤسسات الإقليم لرقابة الهيئات الرقابية الاتحادية , وكذلك تخضع كافة الأجهزة الأمنية في الإقليم لإشراف المؤسسات الأمنية الاتحادية كجهاز المخابرات وجهاز الأمن الوطني , ولن يكون لقوّات البيشمركة وضع مساو ومواز للجيش العراقي , فلا سلاح ثقيل لغير القوّات المسلّحة العراقية , هذا هو الواقع الجديد الذي سيحكم العلاقة بين بغداد وأربيل , وعلى برلمان كردستان أن يشّكل حكومة انقاذ وعزل مسعود بارزاني فورا لحين اجراء انتخابات عامة في الإقليم .