الرئيسية / مقالات / إزرع نخلة برأسك بدل مطالبتنا بالوقوف بوجه إيران يا تليرسون!!!
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

إزرع نخلة برأسك بدل مطالبتنا بالوقوف بوجه إيران يا تليرسون!!!

السيمر / السبت 28 . 10 . 2017

محمد ضياء عيسى العقابي

بعد أن دمرت أمريكا داعش في سنتين!!! راحت تطالب العراقَ بالثمن لأنه هو الذي أتى بداعش من الرقة وسلمها الموصل ثم سلمها الرمادي اللتين حررتهما أمريكا وحررت قبلهما عدة مدن وأقضية وخاصة جرف الصخر والفلوجة وتلال حمرين بجهودها وأموالها ودماء شبابها تماماً كما أراد ترامب!!! ففي 26/10/2017 وفي نشوة المنتصر طالبت أمريكا العراقَ المتآمر بما يلي:
– على لسان رئيس مجلس النواب رايان طالب الحكومة العراقية الأخذ بعرض البرزاني بتجمـــــــيد نتائج الإستفتاء.
– وعلى لسان وزير خارجيتها تليرسون طالب العراقَ الوقوف بوجه النفوذ الإيراني. وطالبها قبل يومين بإخراج الميليشيات الإيرانية بعد أن قضى الأمريكيون على داعش. وبتأريخ 27/10/2017 صنفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إرهابياً مما إستدعى رداً حازماً من السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي.
بالنسبة للطلب الأول أتى الجواب من رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وهو في طهران في زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية حيث رفض عرض البرزاني وطالب بإلغاء نتائج الإستفتاء تماماً وكأنه لم يكن، كي لا يكون الإستفتاء “المجمد” لعبة بأيدي الطامعين بالعراق يهزونه بوجهه عند الحاجة على قاعدة “هزي تمر يا نخلة”.
وبالنسبة لطلبي تيلرسون اللذين أطلقهما عن بُعد أي بعد أن يفارق العبادي ربما خوفاً من صفعة تنزل عليه كما نزلت ذات يوم على وزير الدفاع الجنرال ماتس الملقب في أمريكا بـ “الكلب المسعور” الذي أرسله ترامب ليُرعب العراقيين يوم أدرج العراق على لائحة الدول السبع التي يمنع رعاياها من دخول الولايات المتحدة. بعد الصفعة رفع ماتس يديه مستسلماً معلناً عدم معرفته وأن الموضوع خارج إختصاصه واعداً بنقل رأي العراقيين الى الإدارة الأمريكية مؤكداً أن أمريكا لا تريد الإستحواذ على نفط العراق. وبالفعل رُفع إسم العراق من قائمة الدول السبع.
وفيما يخص الميليشيات الإيرانية فقد أفهم العبادي تيلرسون أنه لا يوجد على أرض العراق مقاتلون غير عراقيين أي حتى الطواقم الأمريكية هي إستشارية كما الإيرانية وستغادر كلها عند إنتهاء المهمة.
أخيراً نصل الى بيت القصيد حيث يبدو أن ترامب أرسل وزير خارجيته الى الشرق الأوسط لتسويق إستراتيجيته حيال إيران التي أعلنها قبل يومين والهادفة الى المناورة واللف والدوران ليتم أخيراً تسخير العراق أرضاً وشباباً ونفطاً للدخول في حرب مع إيران بدءاً بالحديث عن “النفوذ الإيراني” وذلك فداءً لعيون ترامب الذي يريد تثبيت كرسيه “المطعطع” المهتز، والذي لم يستطع حتى الآن إستكمال طاقمه الحاكم ومستشاريه، وذلك عن طريق إغراء غلاة الإمبرياليين بتحقيق أمرين: حلب أبقار السعودية الحاكمة وقطر وتقديم خدمة مميزة غير مسبوقة لإسرائيل واللوبي الصهيوني بتسخير العراق للإحتراب مع إيران لتتسلل أمريكا وإسرائيل تحت جناح الحرب لتضربا نظام طهران.
النفوذ الإيراني في العراق الذي دوخوا الدنيا به هم والطغمويون(*) هو نصيحة إيران للأحزاب الشيعية في العراق “أن لا تقتلوا بعضكم بعضاً فتذهب ريحكم”.
أسأل تيلرسون: كانت إيران أحب حليف لكم يوم كان الشاه حاكماً فما الذي تبدل لتصبح إيران أخطر عدو؟
أليست هي الثورة الإسلامية التي أصبحت حليفة للشعب الفلسطيني؟
أما تعلم أن العراقيين بجميع أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم يحيوّن الحسين سنوياً منذ أكثر من ألف عام، كل بطريقته الخاصة، إنتصاراً لثورته على الظلم؟
فكيف تريدنا اليوم أن ننتصر للظالم الصهيوني … يا تليرسون؟!!!!
الموقف الصلب بوجه أمريكا مطلوب يا دكتور حيدر ولا تضيرك الأصوات النشاز هنا وهناك لأن ما سمعناه من مطالب خلال الأيام القليلة المنصرمة هي أول الغيث وهي بداية تطبيق إستراتيجية ترامب الجديدة ضد إيران وحزب الله فما بالك بالقادم؟!!
على أمريكا إحترام حياد العراق الإيجابي وهو أضعف الإيمان (حيث أن الحياد في مثل هذه المواقف هو عمل لاأخلاقي وقد قال ذلك، بالمعكوس، جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا في خمسينيات القرن الماضي حينما إنتقد آنذاك حركة عدم الإنحياز لحيادها الإيجابي بين المعسكرين الإشتراكي والإمبريالي وإعتبر الحياد عملاً لاأخلاقياً مما إستدعى رداَ قوياً من نهرو وسوكارنو).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) : للإطلاع على تفاصيل “الطغموية والطغمويون وجذور وواقع المسألة العراقية”، برجاء مراجعة هامش الحلقة الأولى من مقال منشور على أحد الروابط التالية:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=575611

http://www.qanon302.net/?p=97120
http://www.akhbaar.org/home/2017/10/235247.html
http://saymar.org/2017/10/39773.html
http://www.alnoor.se/article.asp?id=328403

اترك تعليقاً