السيمر / الأربعاء 22 . 11 . 2017
معمر حبار / الجزائر
أنهي قراءة وعرض أول كتاب اشتريته من المعرض الدولي للكتاب، وهو: الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ” آداب الحسن البصري مجموع أقوال وحكم ومواعظ”، تحقيق أبو رياض فارس كعباش، دار أوراق ثقافية، الجزائر، السداسي الثاني 2017، من 162 صفحة، فكانت ملاحظات القارىء المتتبّع.
ايستعمل المحقّق مصطلح “الخليج الفارسي”
يسمي المحقّق الفتوحات الإسلامية بـ ” غزو شرق إيران”.
يتحدّث عن سيّدنا الإمام الحسن البصري رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه بـ: “أصبح حسن”، “وقال حسن” “أصبح حسن” “قرّر حسن” “انتقل الحسن “، “أصبح الحسن”.
الترجمة التي قدّمها المحقّق كانت ضعيفة لاتفي حقّ الإمام الحسن البصري والحافظ عبد الرحمن بن الجوزي.
يبدو لي أن الرأي الذي ذكره المحقّق في صفحة 13 بشأن سيّدنا الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي كان من وراء عدم استعماله للقب الحافظ وهو يتحدّث عن سيّدنا الحافظ.
ذكر المحقّق في صفحة 13 أن سيّدنا الحافظ ابن الجوزي: ” كان ماهرا في التفسير وفي التاريخ والوعظ ومتوسطا في الفقه. وأما بالنسبة إلى متون الحديث فهو واسع الاطلاع فيها لكنه غير مصيب في الحكم على الصحيح والسقيم !”. وكان على المحقّق أن ينقل في مثل هذه التهم أقوال كبار الفقهاء وكبار المحدثين في الحافظ ابن الجوزي عوض أن ينقل تهمة خطيرة دون سند ولا مرجع، ويبقى نقد الحافظ ابن الجوزي قائما ونقد غيره من المفسرين والمؤرخين والوعاظ والفقهاء والمحدثين قائما وسواء كانوا من القدامى أو المعاصرين الأحياء منهم والأموات.
لم ألمس الأدب الذي كان من المفروض أن يتّسم به المحقّق تجاه سادتنا رحمة الله عليهم ورضي الله عنهم وأرضاهم، وأتساءل عن سبب الجفاء وعدم معاملة الإمامين بما يليق من حسن الأدب والتوقير والاحترام مع النقد اللّازم وبأدب.
أعترف أن مقدمة المحقّق خيّبت ظني كثيرا وأرجو أن أكون المخطئ والصفحات.
يشكر المحقّق على الجهد المبذول متمنين له التوفيق والسداد في الكتب القادمة.
إشتريت الكتاب لأنّ الكبير الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي يتحدّث عن الكبير الإمام الحسن البصري.
أكرّر ماقلته حين قرأت كتاب “مناقب سيّدنا أبي حنيفة” لسيّدنا السيوطي، قائلا: من أراد أن يقرأ لكبير فليقرأ له عن كبير.
يذكر أسيادنا الصحابة والأئمة الأربعة والسلف الصالح وكبار الفقهاء والمجتهدين رضوان الله عليهم بالاسم مجردا دون لقب يليق بمقامهم الرفيع، وفي نفس الوقت يقول في صفحة 120: “العلاّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله”، ولم يذكر طيلة صفحات الكتاب هذه الصفة لأحد من الصحابة والسلف والكبار، ولا ننكر على أحد تعظيمه لشيخه وتوقيره لمرجعه، لكن نظلّ نستنكر سوء الأدب مع أهل السّبق والفضل على أمتنا، وللجميع حقّ نقد الجميع.
كلّنا نترحم على العلماء سواء الذين عشنا معهم أو لم نعش فليس هذا هو المشكل ونترحم على الذين لم يترحم عليهم الكاتب، والمصيبة في أنّ الكاتب يذكر أسماء الأئمة الأربعة بالإسم دون الألقاب ويذكر الصحابة دون الألقاب ناهيك عن السّلف الصالح وكبار العلماء إلاّ واحدا فقط ذكر بهذا اللّقب ولو عمّم لأنصف، ونقدنا ليس في تبجيل وتقدير شخص يرى أنّه أهل للتقدير والتبجيل ونؤيده في ذلك ولا نخالفه، إنّما نقدنا نابع من كونه وعبر كلّ صفحات الكتاب هو الوحيد الذي خصّه باللّقب دون غيره بما فيهم الأئمة الأربعة والسلف وكبار العلماء.، ولو أعرف أنّها سقطت سهوا لاعتذرت لناقلها الآن قبل الغد ولما أشرت إليها واتّخذت ألف عذر لصاحبها.
سبق لصاحب هذه الأسطر أن استنكرت العام الماضي على عالم شيعي لأنّه اكتفى بحرف الصاد عوض أن يكتب اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يستعمل ضمير الغائب عوض أن يكتب اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الخلفاء الراشدين الثلاثة بالاسم دون اللّقب، وفي نفس الوقت يعطي الألقاب العظيمة لمراجعه والأسماء الكبيرة للآيات، واليوم أستنكر على محقق جزائري أساء الأدب مع سادتنا الصحابة والأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين والفقهاء والعلماء.
أسأل الله أن يوفّق عبده الذليل لقراءة الكتب التي اشتراها ونقدها وعرضها ويوفّق الجميع للقراءة والنقد.