السيمر / السبت 25 . 11 . 2017 — يجلس الزبائن في مقهى الشابندر في منطقة ما يعرف ألان باسم شارع المتنبي وسط بغداد على الطاولات مع اكواب الشاي في قلب منطقة المكتبات شاهدة على 100 عام من تاريخ العراق السياسي المضطرب. منذ افتتاحها قبل قرن من الزمان ، اصبحت هذه المقهى (المؤسسة) مركزا للحياة الفكرية في بغداد حيث يتوجه الشعراء والسياسيين الى مقاعدها الخشبية وجدرانها المليئة بالصور .
وقال عبد الفتاح النعيمي البالغ من العمر 77 عاما بملابسه الانيقة وربطة عنقه البنية انا ” كنت آتي الى هذا المكان طوال 60 عاما الماضية واجلس في المقهى من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الثانية او الثالثة مساء عندما يغادر الجميع”.
عاشت مقهى الشابندر مع ولادة الدولة العراقية الحديثة منذ الحكم البريطاني الى الاطاحة بنظامها الملكي وعقود من هيمنة نظام صدام حسين على الحكم ودراما الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق والفوضى الدموية التي تلت ذلك، وقد تركت كل التقلبات والمآسي آثارها على المقهى .
من جانبه قال مالك المقهى محـمد الخشالي إن ” اخذ مقعد في هذا المقهى هو اخذ مقعد في كتاب التاريخ “. واضاف ” عندما تم تأسيس هذا المقهى عام 1917 كان بناء من الطوب والجص لمؤسسة محلية تضم مطبعة التاجر عبد المجيد الشابندر المأخوذ اسمه من التركية والذي يعني كبير التجار”.
وقد تولى الخشالي الذي يرتدي رداء ابيضا وله لحية من نفس اللون المقهى منذ عام 1963 واتخذ قرارا حينها بحظر جميع انواع الالعاب فيها مثل الدومينو وطاولة الزهر من المقهى .
وفي الوقت الذي فاجأ فيه ذلك القرار بعض الزبائن الوافدين على المقهى ، لكن المالك الجديد لها في ذلك الوقت بقي وفيا لوعده لنفسه منذ ذلك العام قائلا إن ” هذا المكان سيكون للقاء المثقفين من الناس وهذا ما حدث لاحقا”.
على جدران المقهى كانت تنتشر العشرات من الصور وهي تقدم لمحة عن تاريخ بغداد والعراق وتسجل بعض من الاضواء الرائدة من الحياة وغيرها من التي احسرت فيما بعد وفي كتاب ذهبي للمقهى كانت هناك بعض التواقيع التي يحتفظ بها تضم توقيعات لبعض السفراء الاجانب الذين زارو العراق ووصلوا الى المقهى ليسجلوا حضورهم في ذلك المكان العريق .
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية