الرئيسية / الأخبار / سوريا على خطى العراق في معركة داعش.. فاين البغدادي؟

سوريا على خطى العراق في معركة داعش.. فاين البغدادي؟

السيمر / الأربعاء 13 . 12 . 2017 — نشرت وكالة الصحافة الفرنسية ” AFP”، الثلاثاء، تقريرا سلطت فيه الضوء على الخسارة الكبيرة التي مني بها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وتحوله من مشروع “دولة الخلافة” الى مجموعة عصابات متفرقة وخائرة القوى، مع غموض كبير حول مصير زعيم التنظيم البغدادي.
وذكر الوكالة، ان “تنظيم داعش من مشروع دولة الخلافة إلى مجموعة عصابات متفرقة وخائرة القوى في سوريا، التي من المتوقع أن تسير قريباً على خطى العراق مع قرب انتهاء الحرب ضد الجهاديين على أراضيها”.
وأعلنت بغداد السبت الماضي نهاية الحرب على تنظيم داعش بعد عام شهد معارك عنيفة انتهت بخسارة التنظيم مدينة الموصل، معقله الأساسي في العراق، وكامل الحدود السورية العراقية التي شكلت سابقاً صلة
الوصل بين “أراضي الخلافة” في البلدين.
وأضافت الوكالة، انه “لم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سوريا، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقار شرعية أو دواوين اعتادوا أن يديروا نشاط الخلافة منها” مبينة انه “ورغم ذلك، سارعت روسيا الأسبوع الماضي إلى الإعلان بأن سوريا تحررت بالكامل من التنظيم المتطرف”.
ونقلت الوكالة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن قوله، ان “التنظيم بات مجرد مجموعات متفرقة داخل الأراضي السورية” متوقعاً أن “تتسارع العمليات العسكرية في الفترة المقبلة في محاولة من كل طرف لتحقيق نصر قريب بالقضاء على التنظيم”، مرجحاً أن “يواصل التنظيم عمله عبر خلايا نائمة”.
وأضافت، انه “ورغم أن هؤلاء لن يكونوا قادرين على إعادة اجتياح مناطق معينة، لكن باستطاعتهم إحداث أضرار من خلال هجمات مضادة وتفجيرات متفرقة على نمط حروب الميليشيات” موضحة ان “التنظيم المتطرف لايزال ناشطاً في منطقة صغيرة على الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث يتحصن مئات الجهاديين ضد هجمات المقاتلين الأكراد وحلفائهم”.
ولفتت الى ان “التنظيم شن الاثنين الماضي، سلسلة هجمات على مواقع لقوات النظام المتواجدة على الضفة الغربية للنهر، أسفرت عن مقتل 23 عنصراً على الأقل من الجيش السوري وحلفائه”.

بلدات متفرقة وجيوب
وتابعت الصحيفة، انه “على وقع هجمات عدة، سواء تلك التي قادها الجيش السوري بدعم روسي أو قوات سوريا الديمقراطية (فصائل كردية وعربية) بدعم أمريكي، خسر تنظيم داعش مناطق سيطرته في شمال وشرق ووسط سوريا، فيما شكل طرد المقاتلين الأكراد للتنظيم من مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله في سوريا، أبرز خسائره”.
وأشارت الى ان “داعش لايزال يسيطر على أجزاء من مخيم اليرموك وحيي التضامن والحجر الأسود في جنوب دمشق، وعلى عدد من القرى في ريفي حمص الشرقي وحماة الشرقي (وسط)، الواقعين في دائرة العمليات العسكرية التي يقودها الجيش السوري بدعم جوي روسي”.
وأوضحت، انه “على وقع هجومين منفصلين ضده في شرق سوريا، لم يعد التنظيم يسيطر إلا على نحو 18 قرية وبلدة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث يتصدى لهجوم مستمر تشنه قوات سوريا الديمقراطية، كما يسيطر على منطقة صغيرة في ريف الحسكة الجنوبي (شمال شرق) تقع في دائرة العمليات العسكرية للمقاتلين الأكراد” موضحة ان “فصيل خالد بن الوليد المؤيد للتنظيم المتطرف في محافظة درعا جنوباً، يخوض باستمرار معارك ضد الفصائل المعارضة وقوات النظام على حد سواء”.

لا مقار ولا هيكلية
وتابعت الوكالة الفرنسية، انه “على وقع كل تلك الهجمات، يرجح محللون فرار الكثيرين من الجهاديين واختباءهم في مناطق صحراوية نائية أو اختلاطهم بالنازحين وعودتهم الى الحياة المدنية”.
ونقلت عن الباحث في الشؤون الجهادية أيمن التميمي قوله، ان “تنظيم داعش تحول إلى حركة تمرد منذ مدة، رغم أنه حاول أن يحافظ على مشروع الدولة في المناطق التي يسيطر عليها خصوصاً في جنوب دمشق وجنوب البلاد” مضيفا “أنا متأكد أنه لا يزال هناك تراتبية قيادية لكن الهيكلية العامة باتت أقل تماسكاً من قبل، وليس هناك مقار بالمعنى العام للكلمة، ليس هناك سلطة مركزية على غرار ما كانت الرقة تشكله لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.
ولفتت الوكالة، الى انه “بين العامين 2016 و2017، فرض تنظيم داعش شكلاً من أشكال الدولة عبر المحاكم الشرعية والشرطة الإسلامية المعروفة بالحسبة والدواوين الإدارية والسجون، وأثار التنظيم المتطرف الرعب عبر قيود مشددة فرضها على السكان كالامتناع عن التدخين أو اقتناء الصحون اللاقطة وفرضه أزياء معينة، معاقباً كل من يخالف أوامره بالجلد وقطع الأيدي وصولاً إلى القتل”.
ويقول التميمي “صحيح أن مقاتلي تنظيم داعش موزعون في أنحاء البلاد، لكن هذا لا يعني أنه ما من تواصل بينهم”، موضحاً “حين كان التنظيم يسيطر على أراض متصلة ببعضها (من العراق إلى سوريا)، اعتمد نظاماً رسمياً لبعث الوثائق والرسائل بين الإدارات والمناطق” مبينا انه “على الرغم من خسائره المتتالية، ما زال بإمكان التنظيم تهريب الرسائل والوثائق بين مختلف المناطق” مرجحاً أن “يكون عناصر داعش يتبعون نظاماً مشفراً على الانترنت للتواصل”.
وتابعت الوكالة، ان “هزائم تنظيم داعش انعكست أيضاً على إصدارات آلته الدعائية وسجلت تراجعاً لافتاً، وباتت غالبية الأخبار التي ينشرها متعلقة بالمعارك المستمرة والهجمات المتقطعة في محافظة دير الزور”.
وأضافت، ان “الغموض يلف مصير زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي تم بث آخر تسجيل له في 29 ايلول، دعا فيه عناصر التنظيم إلى القتال”.
ويقول التميمي، انه “من الصعب أن نقول أين البغدادي في هذه المرحلة، ولكن كان هناك قلق في بعض دوائر التنظيم لناحية غيابه عن لعب دور قيادي لكنني أعتقد أنه ما زال مهماً للتنظيم رغم خسائره العسكرية”.

المصدر: AFP

اترك تعليقاً