السيمر / الأربعاء 31 . 01 . 2018 — فتح انسحاب تيار «الحكمة» من تحالف حيدر العبادي الانتخابي الباب على تكهنات بشأن عمليات انسحاب جديدة يمكن أن تبقي رئيس الوزراء وحيداً في نهاية المطاف. تكهنات تترافق مع سريان أنباء عن مفاوضات يخوضها زعيم كتلة «بدر»، هادي العامري، لاستقطاب كتل ومكونات جديدة نحو تحالفه الانتخابي المسمى «الفتح»
بغداد / يبدو أن الانشقاقات عن تحالف «النصر» الانتخابي الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لن تتوقف عند حدود انسحاب تحالف «الفتح» (الذي يضم فصائل «الحشد الشعبي»)، أو تيار «الحكمة» بزعامة رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، الذي أعلن فجأة، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، انسحابه من «النصر» لأسباب لم تختلف عن تلك التي أعلنها تحالف «الفتح»، وهي «أسباب فنية» تتعلق بقانون الانتخابات.
لكن مقربين من العبادي، وقياديين في «الفتح»، كان لهم رأي مختلف بشأن انسحاب الحكيم، وتلقي تحالفهم ثاني أكبر صفعة خلال أقل من شهر. قيادي في تحالف «الفتح»، رفض الكشف عن اسمه، أشار، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «تيار الحكيم يضم نحو ستة مكونات أو أكثر، وكل واحد منها يريد أن يكون الرقم واحد في المحافظات التي سيترشح ممثلوه عنها». وأكد القيادي أن «العبادي رفض بروز أسماء الأحزاب والمكونات أمام اسم تحالف النصر، مما دفع (الحكمة) للمغادرة .. لأن الجميع يعتز باسمه»، مبدياً ارتياحه لانسحاب الحكيم في هذا التوقيت «منعاً لتفاقم الخلافات»، قائلاً إن «الطلاق بالتوافق أولى من الزواج بلا تراضي».
ولم تكد تمر ساعات على انسحاب «الحكمة»، حتى سرت معلومات عن استعداد حزب «كلنا العراق»، الذي يتزعمه النائب عن الموصل، عبد الرحمن اللويزي، للانسحاب من تحالف «النصر»، بسبب خلافات مع وزير الدفاع السابق، خالد العبيدي. وعلى الرغم من تأكيد اللويزي أنه ما يزال في تحالف «النصر»، ولم ينسحب منه بشكل رسمي، إلا أنه شدد على أن بقاءه من عدمه سيُحسم خلال اليومين المقبلين. وأوضح اللويزي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «العبيدي، الذي ينحدر من الموصل، يتحسس من تحالفه معه؛ كونه كان أحد خصومه إبان إقالته من وزارة الدفاع في 2016». وبحسب اللويزي، فإن العبادي كلف وزير دفاعه السابق بإدارة حملته الانتخابية في الموصل والتفاوض مع حلفاء جدد، وذلك على الرغم من أن العبيدي أصبح خارج التحالف من الناحية القانونية بسبب إغلاق مفوضية الانتخابات باب الترشح وتسجيل التحالفات.
ويضم تحالف «النصر» حالياً تسعة كيانات سياسية، بعد انسحاب تحالف «الفتح» وتيار «الحكمة» منه. ووفقاً لمصدر مطلع على تحالفات العبادي، فإن «النصر» مهدد بانسحاب الكيانات التسعة المتبقية منه خلال الأيام المقبلة، لأسباب تتعلق بخوف ممثلي تلك الكيانات من «عدم تحقيق شيء في الانتخابات»، إلى جانب «إغراءات» يعرضها عليهم اخصام العبادي.
المصدر لفت، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن رئيس تحالف «الفتح»، الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، بدأ «تحركات» باتجاه مقربين من العبادي، بهدف إقناعهم بالانشقاق عن الأخير، والانضمام إلى تحالفه، مثيراً بذلك شكوكاً بشأن تصريحاته التي أبدى فيها استعداده للتحالف مع العبادي بعد الانتخابات. وكشف المصدر عن «وجود خلافات» نشبت أخيراً بين العبادي وبين أبرز مقربيه وعراب صفقاته، عبد الحليم الزهيري، بسبب ما وصفه بـ«تعثر تحالفات» الرجل.
من جهة أخرى، يحضر العبادي اليوم جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الموازنة المالية للعام 2018، والتي ما يزال إقرارها متعثراً بسبب كثرة الخلافات بشأنها. ووفقاً لمصدر نيابي تحدث إلى «الأخبار»، فإن «تحالف القوى العراقية» متمسك بمطلبه بشأن تخصيص مبالغ للمناطق المحررة من «داعش». أما الأكراد فما يزالون مصرين على نسبة 17% من الميزانية بدل 12%، فضلاً عن رفع تسمية «المحافظات الشمالية» من مسودة القانون، واعتماد اسم «إقليم كردستان»، فيما لا تقل مطالب نواب المحافظات المنتجة للنفط، والمنتمين للتحالف الوطني، عن مطالب الكتل «السنية» و«الكردية»، بل تبدو أصعب منها. وبحسب ما أفاد به النائب عن محافظة البصرة، عامر الفايز، «الأخبار»، فإن شروط نواب المحافظات المنتجة للنفط تتمثل بمنح محافظاتهم مبلغ خمسة دولارات عن كل برميل نفط منتج ومصدّر ومكرّر، فضلاً عن خمسة دولارات عن كل 150 متر مكعب من الغاز.
محمد شفيق / الاخبار اللبنانية