السيمر / الجمعة 23 . 02 . 2018
حسن حاتم المذكور
[نحن شعب نعاني مصائب غيرنا, لا نتدخل في شؤون احد والجميع يحتفلون في بيتنا, افرغونا منا وامتلأنا بمذاهبهم, دخلت شرائعهم من نوافذ صدورنا, فضاق نَفسُنا بغبارها, فهربنا من ابوابها تاركين افراحنا والأغنيات شهيدة في مجزرة الحريات] 1 ـــ لن نخذل اصواتنا ولا انفسنا ولا الوطن, يصفعنا السؤال, مَن سننتخب غداً في 12/05/2018 ؟؟, يجيبنا المشهد الراهن, ان مثلث اغتصاب السلطات والثروات والأعلام, الذي تشكل طائفياً وقومياً من احزاب (التحالف الوطني!!) واحزاب (تحالف القوى!! ) و(الحزبين الرئيسيين الحاكمين) في المناطق الكردية, سيزور كعادته نتائج الأنتخابات ويشكل حكومة للفساد والأرهاب مرة اخرى, فما الذي سيفعله المواطن العراقي بصوته غير تجديد البيعة لِلِصوص.2 ـــ لم نكن يوماً اصواتاً عابرة, لكنها ديمقراطية الأحتلال كما اوهمنا بها (المحرر!!), لم تشغلنا في حينه موجة الغزو لأحزاب الأسلام السياسي لقلة تجربتنا معها, بعد خمسة عشر عاماً عشنا نكبة ديمقراطية المذاهب والأعراق وهي تشرب دماء العراقيين قطرة قطرة, أستيقظنا متأخرون على خراب دولة وضياع وطن وتمزق مجتمع واصبحنا مجرد اصوات تتداول عملتها تحالفات مثلث الفساد والأرهاب للعملية السياسية.
3 ـــ عندما تصبح اصواتنا طريقاً لبناء حاضرنا وضمان مسقبل اجيالنا, علينا ان نحترمها ولا نرميها في سلال النصابين, او نسمح لها ان تلدغنا مرة اخرى, جربناهم وخذلونا فهل من الحكمة ان نبذر وقتنا في التمييز بين تحالف وطني تبعيته لأيران وتحالف قوى يشرب العمالة من مراضع امريكا والجوار وحكومة كردية تجهز العراق في مطبخها وجبة للدافعين بالعملات الصعبة, او بين دواعش اكملت خراب غرب العراق ودواعش مؤجلة لا تعرف محافظات الجنوب والوسط حجم النكبة الموجلة معها, اذن لنحذر الا نكون صحايا اصواتنا.
4 ـــ اذا كانت اصواتنا جسر العبور لوحدتنا وسلامة وطننا, فعلينا الا نهينها علفاً لديمقراطية البيعة الغبية, او نفقد رشدنا في عبثية (هل ننتخب ام نقاطع) والنتيجة محسومة لهم منذ الآن, علينا اذن ان نعيق فوز اللصوص قبل ان تولد كارثة اضافية من صناديق التزوير المسبق ونساعد اصواتنا لتثأر لنا.
5 ـــ عراقيون نستحق انفسنا وجغرافيتنا وثرواتنا وتراثنا وهوية محافظاتنا, ولن نجعل من اصواتنا وثقتنا رصاصات في مسدس فساد العملية السياسية, لا نغير ان لم نتغير, وآن لنا ان نكون, لنلتقي يوم 12/05/2018 عند صناديق الأقتراع, لا لننتخب او نقاطع, بل لنهتف انتفاضة صوتية بأسم العراق ولأجله, انتفاضة يتسع لها الشارع العراقي, حينها سيتأكد العالم, اننا شعب لا زال حياً , كم مرة اخترق الوعي العراقي جدار المستحيل وحقق المعجزات, من لا يثق بنفسه وشعبه, عليه ان يتهجأ العراق.
22 / 02 / 2018