الرئيسية / الأخبار / BBC:”أيتام” داعش الأتراك مشردين وبلا عائل في العراق

BBC:”أيتام” داعش الأتراك مشردين وبلا عائل في العراق

السيمر / الأحد 08 . 04 . 2018 — بات مصير المئات من أولاد مسلحي عناصر داعش الأجانب مجهولا بعد هزيمة التنظيم في العراق، حيث أصبح الأطفال أيتاما وبلا عائل بعد مقتل وهروب آبائهم من المدن والمناطق المستعادة.
وسلطت شبكة “بي بي سي” البريطانية، في تقرير لها نشر اليوم الأحد (8 نيسان 2018)، الضوء على أبناء المقاتلين الأتراك في صفوف داعش، والذين اصطحبوا منذ سنوات ذويهم إلى سوريا والعراق، وبعد هروبهم أو مقتلهم باتت السلطات هناك في حيرة من أمرها حيال ما ينبغي أن تفعله مع المئات من الزوجات والأيتام الذين خلفهم المقاتلون.
ونقلت “بي بي سي” عن خالة اثنتين من الفتيات اصطحبهما أبوهما إلى العراق بعد انضمامه لداعش قولها، “كل ما أعرفه عنهما أنهما يتيمتان الآن في العراق”، مضيفة ان والدا الطفلتين غادر تركيا للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا، وهو ما أقدم عليه جدهما وجدتهما وعمهما أيضا.
وأوضحت أن الأب لقي مصرعه في الرقة في سوريا بينما لقيت الأم حتفها في انفجار قنبلة نجت منه الطلفتان في مدينة تلعفر العراقية ولم يبق على قيد الحياة من هذه العائلة سوى الجدة التي لا يمكنها أن تقدم شيئا لهما لوجودها خلف القضبان في أحد السجون العراقية، ولأنهما وحيدتان ليس لديهما مكان تلجآن إليه أو فرد من العائلة في العراق ليعتني بهما، أودعت الفتاتان دارا لرعاية الأيتام في بغداد، وهما الآن في انتظار الترحيل إلى بلادهما.
وأشار التقرير إلى ان دار الأيتام التي أودعت الطفلتان بها تحوي على 15 طفلا من تركيا بدأت السلطات العراقية بالفعل إجراءات ترحيلهم إلى بلادهم، حيث سبق وان اعيد في كانون الأول الماضي، طفل تركي يبلغ من العمر سبع سنوات إلى تركيا بعد أن اصطحبه أبوه، الذي انضم لداعش في العراق، وذلك بعد جهود مكثفة بذلتها وزارة الخارجية والمخابرات التركية.
وتابع التقرير أنه ولدى سيطرة القوات الأمنية على تلعفر من أيدي عناصر التنظيم استسلم 1700 من النساء والأطفال الأجانب، واطلقت عليهم السلطات اسم “عائلات تنظيم داعش”، وواجه أغلب النساء، من ألمانيا وفرنسا وروسيا، اتهامات بمساعدة التنظيم ويواجهن في الوقت الراهن أحكاما مشددة، حيث تسمح قوانين مكافحة الإرهاب في العراق بالحكم بالإعدام على من يساعدون التنظيمات الإرهابية دون اشتراط تنفيذ أعمال إرهابية بأنفسهم.
ويعتقد أن حوالي 300 امرأة و600 طفلا من تركيا محتجزون في السجون العراقية في الوقت الراهن، بينهم 50 امرأة على الأقل حكم عليهن بالإعدام في حين صدرت أحكام بالسجن مدى الحياة على 18 امرأة من حاملات الجنسية التركية.
وتقدمت عائلات هؤلاء النسوة بالتماسات بدعم من حكومة أنقرة لترحيلهن إلى تركيا، لكن السلطات العراقية تعاملت معهن بقدر أقل من التعاطف مقارنة بالأطفال.
وأفادت “فادايم” وهي امرأة تركية تقبع ابنة أخت لها في سجن عراقي مع طفلتها البالغة من العمر سبع سنوات وطفلها البالغ من العمر سنتين، انه “بالنسبة لنا، كل يوم يمر يضيف إلينا المزيد من العذاب. ونتسائل هل ابنة أختي حية أم ميتة؟ وكيف حال أطفالها؟ لا يمر يوم إلا وتدور هذه التساؤلات بداخلنا.”
وأضافت “ينبغي أن يُحاكم الرجال، لكن النساء لم تكن مسلحات كما أن هؤلاء الأطفال أبرياء”، فيما تساءلت “ما الذي يحدث لهؤلاء الأطفال إذا أُعدمت أمهاتهم أمام أعينهم؟ لقد جعلهم آباؤهم ضحايا بأيديهم، ما يحرمنا من النوم كل ليلة من التفكير في مصير هؤلاء الأطفال. نحن نعيش عذابا بسببهم، عذاب وألم وخوف”.
الجدير بالذكر أن الآلاف من الأجانب انضموا لتنظيم داعش وقاتلوا في صفوفه في العراق وسوريا منذ 2014 على الأقل، كما انضمت الكثيرات من النساء الأجنبيات إلى المسلحين.
وأصدر القضاء العراقي في وقت سابق، حكما بالإعدام على امرأة ألمانية في وقت بتهمة الانضمام إلى التنظيم علاوة على تسليم السلطات العراقية أربعة نساء و27 طفلا إلى روسيا يشتبه في صلتهم بالجماعة الإرهابية.

 

اترك تعليقاً