السيمر / الجمعة 13 . 04 . 2018
حازم إسماعيل كاظم
التنقل في سطور التاريخ لقراءة حدث ما فهو بحاجة لدراية بجميع الظروف الاستثنائية التي احاطت بتلك الحادثة ، و نحن اذ نستذكر ملف السيد محمد باقر الصدر لابد من دراسة الخريطة الزمنية لتسلسل الحدث فضلا عن البيئة السياسية التي ادارت العقل الجمعي الاجتماعي انذاك . فدالة النشاط الفكري للسيد الصدر لم تكن خطية بمعنى ان النضوج الفكري يزداد بمرور الزمن كلا فان لهذا الرجل ملكة تخطت نواميس العمر الافتراضي رجل العلم فهو الذي درس المنطق وكتب رسالة فيه وهو في عمر الحادية عشر. انتقاله من بغداد الى النجف في سن مبكر من عمره و تنقله بين اساتذته لينهي دراسته الفقهية عند السيد الخوئي و هو في سن الثامنة عشر من عمره دليل على ان الرجل لايحده افق و لا يقف على مفترق طرق على الرغم من الظروف السياسية التي عاصرت نشأته و هي التي تأثرت بالثورات العربية فضلا عن الظروف الاجتماعية التي عاصرتها.
تعاقب الحكومات و التغييرات الديموغرافية لعقلية المجتمع الذي تنقل بين القومية والشيوعية انهك الحوزة و شكل هاجسا لدى مرجعية السيد الحكيم . فلسفة و سيناريو الاحداث لم تخضع الى معالم و معطيات واضحة و كان لابد من رؤية تخرج عن اطار التأثر بالحدث و هذا ما قرره السيد بتصديه الى اقسى موجه فكرية انتابت مفاصل المجتمع و هي الشيوعية و ادواتها فكان البطاقة الرابحة التي دعمتها مرجعية الحوزة انذاك و قد نجح السيد الصدر الى حد ما في اعادة بوصلة الشارع باتجاه قطب الرحى و الامر يعود الى عدة اسباب منها :
1- مواجة المد المدني بفكر مدني لم تشهده الحوزة من قبل و قد اجاد استخدامه بحرفية من خلال التنظير الاقتصادي و حقوق الفرد والاستطراد في مفاصل البحث .
2- كان جوابا لجميع هواجس المفكرين المتأثرين حيث ابدع في حكمة الفلسفة دُون التقاطع مع الاطروحات العقائدية .
3- قربه من الشارع البسيط .
4- طهارته من عقد الأنا و نجاحه في تصديه للدفاع عن المرجعية المتمثلة بالسيد الحكيم انذاك بعد اتهامها بالتجسس للعلامة السيد مهدي الحكيم من قبل البعثيين
5- عدم بذل الاهتمام بالاصوات الداخلية و التي طعنت بشخصه
لذلك تمثل شخصية الصدر مطبا فكريا لاي نظرية قد تريد ان يكتب لها النجاح في التصدي لحكم البلد من خارج ضوابط الدين الاسلامي و لان الظرف السياسي العراقي هو برمته جزء من وضع اقليمي نقشت ملامح حكمه بغرف تحكمها نظريات الخارطة الجفرافية النافذة لمئة عام فقط لذا فقد مثل السيد الصدر كاسر امواج لجميع النظريات الفكرية و المجتمعية و الاقتصادية الدخيلة لذلك كان لشخصه محط اهتمام الجهود الاستخباراتية المنظرة لسياسة الشرق الاوسط .انتهت قرارات و استنتاجات تلك الجهود الى اغتيال السيد لكن بطريقة الفعل ورد الفعل حيث تمت بعد عدة اعتقالات لامتصاص ردود الشارع و جس النبض لمرات عدة استهلالا لتقبل الامر و رضوخا للأحداث المستقبلية دون ازعاج فكري.
السؤال الاول /. ما مدى صحة هذا الاستنتاج ؟
يمكن ان نثبت صحته في الاحداث التي عقبت حادثة الاغتيال وهي حرب فرضت بأنامل مخملية و بدعم مادي خصصت له حقول من النفط الخليجي و هي الحرب العراقية الايرانية.
السؤال الثاني / هل شهد التاريخ حدثا اخر مشابه بعد ذلك ؟
نعم , هي حادثة اغتيال شخصية السيد محمد محمد صادق الصدر الرجل الذي جعل من اجهزة النظام السابق سيركا طالما ضربت سياطه قردة البعث …
اختتمت مسيرته الخالدة باستشهاده مع بنيه تمهيدا للحضور الامريكي في حرب عام ٢٠٠٣ و باريحية نسبية
السؤال الثالث /هل شهد التاريخ حدثا اخر مشابه بعد ذلك ؟
نعم و هي حادثة السيد محمد باقر الحكيم تمهيدا لحرب طائفية لم تنتهي بعد لانه كان يشكل عقلا سياسيا قارئ لكواليس المسرح الاقليمي و الدراما التي سيتخذها البعض تسويقا لحضورهم الطائفي
وكلاهما كان الاقرب الى نشاط السيد محمد باقر الصدر
فأدوات و بصمات الجريمة الجنائية لازالت حاضرة في محضر الكشف على الساحة العراقية
على الرغم من حضور مدرسة السيد السيستاني المتصدية لاي خرق في النسيج الاجتماعي العراقي و التي انهكتها الابعاد السياسية الضيقة.