السيمر / السبت 09 . 06 . 2018 — لم تعد كندا قادرة على تدريب القوات الكردية البيشمركة، حسبما اعلن جندي في الجيش الكندي.
وتوضح تعليقات الجنرال جون فانس الارتباك بشأن مصير ما كان ذات مرة الدور المركزي الذي تلعبه كندا في القتال ضد تنظيم داعش. ففي شهر تشرين الثاني الماضي، اوقفت كندا تقديم المساعدة لمقاتلي البيشمركة من اقليم كردستان بوقت كانت الصراع بين المركز والاقليم على اشده إثر إقدام كردستان على الانفصال عن المركز.
وكان الصراع في الخريف الماضي هو السيطرة على شمال العراق بعد ان تم انتزاع معظم الاراضي من سيطرة تنظيم داعش. وقال الجنرال فانس، رئيس اركان الدفاع الكندي إن بلاده ملتزمة بالتدريب ولاسيما القوات الحكومية العراقية فقط.
وأضاف “تم ايقاف تدريب قوات البيشمركة لانه بحسب اعتقادنا لم يعد هناك قيمة من تدريبهم بسبب انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش”. وجاء توضيح الجنرال فانس هذا، امام مؤتمر معهد الشؤون العالمية الكندي في العاصمة اوتاوا.
وأشار الجنرال الى اسباب توقف المساعدة العسكرية للاكراد “لقد غيرنا شركاؤنا”. فيما قال ممثل حكومة اقليم كردستان في واشنطن إن “الاكراد يرفضون هذا القرار في الوقت الحالي”. بينما علّق الجنرال فانس أن “كندا تواصل مهامها العسكرية لتقديم المشورة والمساعدة من خلال تقديم المشورة للقوات الحكومية العراقية لضمان امن الموصل بشكل كامل”.
واستعادت القوات الحكومية العراقية السيطرة على مدينة الموصل في صيف العام 2017، لكن المدينة ليست آمنة بشكل كامل. فبحسب الجنرال الكندي فانس، فان هناك متعاطفين مع تنظيم داعش ولايزالون يقومون بعمليات وانشطة مسلحة، ونحن لازلنا منخرطين بشكل كبير في المساعدة لتهيئة الظروف لنجاح عودة السكان.
منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، قدمت القوات الكندية الخاصة المساعدة العسكرية للمقاتلين الأكراد في شمال العراق. لقد كانت مساعدة قيّمة لبعض أكثر المعارضين فعالية لتنظيم داعش الذين اجتاحوا العراق في عام 2014 وهددوا مستقبله.
وشحذت هذه المساعدات الكندية مهارات القتال التي يمكن ان تتحول في يوم من الأيام ضد بغداد اذا مازال السعي الكردي متواصل للانفصال. وقد ادت محاولة الاستقلال الفاشلة عقب استفتاء كردستان في العام الماضي الى وقوع حالات عنف بين الاقليم والمركز.
وفي عام 2014، كانت المنطقة الكردية في شمال العراق بمثابة الحصن الرئيسي ضد انتشار مسلحي داعش،فيما كانت قوات الحكومة العراقية في ذلك الوقت في حالة من الفوضى وفرار جماعي.
ولعب الأكراد دوراً مركزياً في المساعدة على إيقاف تقدم الجهاديين فيتنظيم داعش وطردهم من العراق. كما عرضت قوى غربية أخرى على الأكراد التدريب والمشورة الاستراتيجية خلال هذه الفترة.
وقال ستيفن سايدمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كارلتون “سيكون من الصعب للغاية على كندا مواصلة تدريب الأكراد، خلال مرحلة داعش كتهديد، وضعنا جميع رقائقنا وراء الأكراد لأنهم كانوا في أفضل وضع للقتال والأكثر رغبة في القتال”.
واضاف البروفيسور سيدمان الخبير في الشؤون الدولية “إذا واصلنا تدريبهم الآن، فإننا سنقوم بتدريب حركة انفصالية”.
وأشار الى أن “افضل طريقة لبناء عراق مستقر، منع متشددي تنظيم داعش ومساعدة بغداد في الدفاع عن نفسها”.
لكن البروفسور سايدمان قال إنه من المهم أن تضمن كندا أنها لا تقوم بتدريب عناصر للعراق تريد الانخراط في العنف الطائفي”سنحتاج إلى مراقبة الوضع عن كثب ومعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين نتدربهم سيصبحون فرق موت”.
ولم تكشف السلطات الكندية عن عدد القوات الخاصة الموجودة حالياً في العراق، لكن العدد هو أقل من 200 شخص.
المصدر: غلوب آند ميل
ترجمة: وان نيوز