الرئيسية / مقالات / غسيل السياسات العفنة Laundering the rotten policies

غسيل السياسات العفنة Laundering the rotten policies

عبد الصاحب الناصر

هي حالة جديدة من الممارسات التعسفية اخذت الطابع الرسمي و تعتمدها بعض الدول الغربية الديمقراطية بقيادة امريكا لتخريجها و اعتمادها في حواراتها مع قادة دول العالم الثالث، ممارسات كانت تحسب الى وقت قريب جدا من الممارسات المخلة بالشرف و بالعادات، و حتى خارج البروتوكولات الدولية . ثم هي تصرفات مخالفة للعرف الدولي الذي اسسه الغرب بعد الحرب العالمية الثانية حين كان يتفاخر بتلك الحروب و تقسيماتها و اعتمادها، و يدعي انها كآخر حروب الدول المتحضرة الديمقراطية. لكنها في الواقع هي حروب شلت العالم و خلفت ما خلفت من ويلات و دمار، و اسست لتقسيم العالم الآخر الذي لم يكن له لا ناقة ولا جمل بالحروب الاوربية. و لم تنتهي او تتوقف بتقسيم الشعوب و بلدانها و رسم خرائط جديدة مجحفة بحق العالم الثالث، وان كانت نافعة للشعوب التي كانت تتقاتل فيما بينها منذ الحروب الصليبية و حروب نابليون في اوربا، ثم الحملة الفرنسية و هكذا حتى الحربين العالمتين، بل مازالت تلك الدول مستمرة تتعسف و تتغطرس باسم الحريات والديمقراطية. اما حالة اليوم التي لم يعرفها العالم المتحضر من قبل فهي حالة اعتماد غسيل السياسات العفنة التي يقوم بها حلفاؤها في الدويلات المحلية. لا عرف لنا بمثيلاتها في تاريخ الشعوب حتى في أوقات التخلف والطغاة والاستبداد .

و على الرغم من اتساع و تنوع سبل انتشار الاخبار و سهولة التواصل بين الشعوب و المجتمعات، و مع تعدد مصادر المعلومات و سرعة انتشارها و سهولة توفرها في هذا العالم المتطور، عالم العولمة المتسارع ابدا ، و المتنوع ، لم نسمع بمثيلاتها ولا عن لمسة قد تتقارب للتشابه بها. هي حالة وجود قادة مسخ ذو مستويات هابطة و جهل بكل ما يدور في هذا العالم. ملوك لا تتمكن من قراءة سطر واحد بلغتها الام في محافل هم دعوا اليها في بلدانهم، ملوك جهلة في بلد يملك ثلث مصادر طاقة العالم. و آخر لقيط ينقلب على ابيه فينقلب ابنه عليه تقوده “حرمة” تخلت كل الاسماء عنها الا اسم الموزة، هذه ، و ضمن وظائفها، ما يغري بها اصحاب السيرك السياسي و القرود. ( موزة ) و ابنها الذي انقلب على زوجها.

استعرت اليوم مصطلح (غسيل الاموال) الذي تقوم به عصابات الاجرام و القمار والعهر والدعارة، و تتعاون معهم حكومات دول اسست لمنظمات المفيوزا منذ بداية القرن التاسع عشر، هي نفس الحكومات التي تتعاون اليوم بغسل سياسات مفيوزا الارهاب و الدول و الملوك الاقزام و الحكام الجهلة، غسيل اعمال دول و حكام و ارهاب يتوسع بلا الحدود. يعد له بعض الحكام الغربيين واساطيل اعلانها و نفاقها، تموله و تهيأ له كل المستلزمات للسيطرة، و لتوجيه كل التوحش الديني المتطرف لتدمير الحضارة وسحق الإنسان.

و الا كيف تتكلم امريكا عن وحدة العراق و حماية اراضيه و مساعدة شعبه، في وقت تتعاون مع الدولة اللقيطة مثل قطر التي تعقد المؤتمرات مع قادة الارهاب انفسهم، في دولة لم تكتمل شرعيتها بعد كل تلك الانقلابات، امارة فيها اكبر قاعدة امريكية خارج الولايات المتحدة . فمن يخدع من؟ و كيف يتصل رئيس مجلس نواب العراق من قطر مع أياد علاوي هاتفيا في زيارة استمرت ليوم واحد، ليتباحث مع الدون علاوي عن ماذا، و لماذا من قطر يا ترى؟ يعني حصرته الحجاية الا من قطر؟ و هل مازال اياد علاوي البعثي مغترب في قطر ام ملاحق في بريطانيا ام لاجئ سياسي في امريكا؟ ان قادة امريكا و مع الاسف من هم من الديمقراطيين، و معها كثير من حكام البلدان الغربية تساعد على غسيل السياسات المتعفنة لقادة المنطقة باسم حرية الشعوب، و يستمر هذا الغسيل عندما يصمت سياسيو العراق عن التدخل القطري السافر. هل اوكلت او اوعزت امريكا لقطر لتدافع عن العراق وعن شعبه؟ و تلتزم الصمت امريكا عن تعسف االبرزاني و دكتاتورريته و تعنته و تمسكه بالسلطة منذ خمسة و عشرين عاما، في وقت اصرت و اجبرت امريكا السيد المالكي ان يتنحى جانبا بحجة المصالحة التي لم تكتمل و لن تكتمل ، لانها مخلوق عجيب كالطنطل، لا نعرف له شكل ولا طول ولا عرض . ان يتنحى المالكي وهو صاحب اعلى الاصوات الانتخابية ( ٧٢٨٠٠٠) صوت في بغداد لوحده و صاحب اكبر قائمة نيابية .و تشترك مع امريكا في غسيل السياسات القذرة البالية العفنة كل و سائل الاعلام المأجور والموجه.و لم تعد اليوم بين صافي هذا العهد العاهر ، و لا صحفية مثل كايت ايدي ، ذو الباع الوطب في الصحافة الرزينة المخلصة ، و لا بمثل و عفتها عندما وقفت امام بلير و تامره بضرب الطائرات الامريكية التي اقلعت من جنوب بريطانيا لتضرب ليبيا و سقط ارواح ابرياء . بقي القذافي و ماتت النفوس الابرياء ، لم يعد كثير من صحافي الغربي يهتم الكلمة او بانسانية الناس ، اصبح كثير منهم عبيد المال و المنصب و ناشري لغسيل السياسات العفنة .

تكتب و تنشر و تعلق كل محطات الاخبار الغربية، مدعية ان البيشمركة هم الوحيدون من يقاتل داعش ، بينما تسمي الحشد الشعبي الذي يضم سنة و شيعة، بـ”المليشيات المدعومة من إيران”. أليس هذا غسيل عفن لوجهات تبناها ويعتمدها سياسيو الغرب؟ و العراق مفتوح على مصراعيه للمخابرات والاعلاميين و مع ذلك ويتضاعف الكذب يتعمدا هذا الغسيل للاقذار، و لنكران الحقيقة التي يراها كل العالم مصورة و مكشوفه كالسماء امام كل الناس ، و ثمة اجحاف ملوث باسم (الغطرسة الديمقراطية !!!).

و نصبّت امريكا شخصاً من اهل الكهف وهو في حالة سبات عميقة ابدية يتطلع الى صورته اكثر مما يتطلع الى خفايا اسرار وزارته التي تخثر فيها البعث فتساوى مع لبن اربيل، و زقته بالمقويات ليبقى ولو بين حين و آخر يقظا، ليصرح و لكن بعد ثلاثة ايام من انعقاد مؤتمر الدوحة ، انه يطلب ايضاحا، نعم سيدنا، ستستحي قطر اللقيطة و ستعتذر و توعدك بعدم التدخل في شؤون العراق في المستقبل. و هذا الشخص لا هو حي و لا هو ابن يقظان. و الا كيف يصبح شخص تآمر على صاحبه ليقوم بالاصلاح. اي اصلاح هذا اذا كان كبير خارجية القوم مهووس بالتصريحات الفلسفية التي لا يفهمها أحد، ولو اعاد هو نفسه الاستماع إليها لسخر منها و من نفسه .و لكن لله في خلقه شؤون .. اليس هذا غسيل عفن لسياسيين فقدوا العفة قبل يقظتهم .و كيف اصبح شخص تشك البكتريا بما تعفن بين فكيه، كيف يصبح نائب لرئيس وزراء العراق، و ينادي بالاصلاح و هو غير قادر على تعبير جملة واحدة بدون تلكؤ، ناهيك عن تمكنه من اصلاح نفسه .

ثم فصعد بسرعة البرق من بائع كرتات هواتف الى نائب لرئيس وزراء العراق .و بعد ان فطس و صعب عليهم الباسه لباس جديد ، استبدله بالحاكم الزاملي فصح القول عن شن و طبقة .

و كيف يصرح نائب من نواب هذا الشعب و من على القناة العراقية قبل اربعة ايام عن التظاهرات و مسيرات الشعب العراقي، فيقول بالحرف الواحد، خريط، خريط، خريط ، ثم يقول ،،، لنعيد الثقة بالشعب العراقي !!! يا سلام ، على هذا الفكر النير !. إذاً الشعب العراقي هو المتهم؟ و هو عديم الثقة؟ وانت من سيعيد لك اي ثقة ان كنت تملك احداها ؟ . من اختار مرشحين من هذه النمايم ونماذج ليصبحوا نواب في البرلمان العراقي؟

الا يجب على اذكى شخص في البرلمان العراقي ، دكتور و لا نعرف باي مادة اطروحته، الا يجب عليه ان يؤجل سفره الى قطر و يسافر الى ايران اولا ثم قطر بعدها؟ و بغداد اقرب الى طهران من الدوحة.ثم و بكل صلافة و غطرية يحاول تبرب ما لا يبرر ، بانه لم يجتمع مع الاشرار ، هنا اما هو غبي او تغابا ، فالموضوع ليس فقط الاجتماع مع الاشرار ، بل التواجد في قطر و في وقت مؤتمرهم . و يتغابا اكثر و هذا من فضل الله علينا عندما يشهرهم ، فيفسر لنا انه ذهب ليقنع قطر بمساعدة العراق . من هي قطر ليتوسل شخص عراقي بها لتساعدنا ، هل فقدتم حتى المرامة العراقية . ام توحدتم انتم و الغباء لتشتيت الشعب العراقي و تقسيمه .

اصبح سياسيو امريكا يستعيرون طريقة غسيل الاموال من المافيات و يطبقونها في العالم الثالث لغسيل سياسيين متعفنين منذ تجفيف الاهوار، و تشريد ال ازيرج . و نقول لامريكا ، ان غسيل سياسات فجة موبوءة ، ترفضها حتى فايروسات جنون البقر ، لن تمر على العراق و العراقيين .

ثم عن اعلان يوم التدريب ، اقامت امريكا حلقة تدريب لمعارضة “مدنية” في سورية. اقامت معسكر لأربعة و خمسين شخص فقط ، صرفت عليهم اكثر من 41 مليون دولار، وعند عودتهم إلى سوريا انضموا إلى القاعدة و الى النصرة، و سحب المشروع و بقى متطوعو المعارضة “المدنية” ضمن مقاتلي النصرة. (عن صحيفة النيويورك تايمس) . و الأنكى أن الأمريكان مازالوا يفكرون بارسال مجموعة اخرى و لكن الى مناطق اخرى من سورية. و الاكثر سخافة و اثارة انهم سيرسلوهم الى شمال سوريا، اي الى ( قوباني) المنطقة التي يسيطر عليها الاحرار من اكراد تركيا، الذين اتفق مسعود و اردوغان على محيهم من الوجود. فاية سياسات عفنة تغسلون؟ ان العالم يراقبكم و يعرف كل اسراركم و سخافاتكم و تلونكم.

اما في اليونان و كانها ليست غارقة بالوحل الاقتصادي و مشاكل تسديد فوائد للقروض، تدفعها الولايات الامريكية اليوم لتضعها في موقف حرج او موقف تصادم مع روسيا، كمن يزيد النار حطبا، تأمرها بعدم السماح للطائرات الروسية لعبور الاجواء اليونانية بحجة ايقاف السلاح الروسي الى سورية. بينما تستمر امريكا بارسال السلاح الى العصابات الارهابية بدون خجل او ماء حياء لغسل وجها.و تستمر في التدخل في كل بقاع الارض من اوكرانيا الى صاحبهم ابو سياف و بوكو حرام و شباب الصومال .

و يتنوع غسيل السياسات العفنة ليشمل اشتراك و استشارة و اعتماد على موردي الاخبار . ومن هم موردي هذه الاخبار التي تعتمدون عليها ؟ أليسوا هم جواسيسكم و حلفاؤكم و مرتزقتكم كقطر التي حدث فيها ثلاثة انقلابات في وقت قصير فأصبحت بقدرة العم سام و محلاته لغسيل سمعة الارهاب ،. اصبحت قطر حامي للديمقراطية و غيور على مصلحة الشعب العراقي و وحدته. و على مصلحة مصر و السودان و تونس و ليبيا ، و تستعد لتتدخل لمصلحة الهنود الحمر في امريكا قبل انقراضهم .

و تبقى مسألة واحدة ، ستتعثرون انتم بها و ستسقط كل الاقنعة والمؤامرات والتدخلات السافرة و كل اوساخ الارض التي تحاولون غسيلها ، يبقى ابطال و متطوعي الحشد الشعبي كالشوكة في عيونكم و عوين ازلامكم و اوساخ من تحاولون غسل خطاياهم و تامرهم على الشعوب.

لقد ، فقدت امريكا حقها و ادعائها بان الوقت لصالحها لتحكم العالم كاي امبراطورية سابقة حكمت العالم.