السيمر / السبت 25 . 08 . 2018
السيد محمد الطالقاني
ان المرجعية الدينية العليا لما ادركت ان الواقع التي تعيشه المؤسسة العسكرية العراقية، من حيث تعدد الولاءات واستشراء الفساد، وغياب العقيدة القتالية فمن غير الصحيح التعويل عليها لخوض معارك عسكرية مع الاستكبار العالمي بكل قواه في ظل ظروف صعبة ومعقدة، فلا بد من اشراك الحالة الشعبية في هذه المعركة .
من اجل ذلك كانت الفتوى المباركة للجهاد الكفائي والتي لولاها لما انتصر العراقيون على اعتى قوة ارهابية يقودها الاستكبار العالمي وحواضنه في المنطقة .
فلولا قيادة المرجعية الدينية والاستجابة الكبيرة لابنائها واندفاعهم البطولي لما تحقق هذا الانجاز الثوري المهم وحول الهزيمة إلى نصر على أيدي قوات الحشد الشعبي الشجعان, وليس هنالك فضل لاي احد من السياسيين او الجهات الاخرى بتحقيق هذا النصر. فلولا الفتوى الرشيدة لوصلت داعش إلى حدود السعودية.
وخير وصف لتلك الفتوى ماقاله سماحة اية الله العظمى السيد الخامنيء (حفظه الله )حيث وصفها بالفتوى الربانية وانها فتوى انقذت العراقيين والعرب والمسلمين والناس اجمعين من اخطر وباء في تاريخ البشرية اسمه الارهاب الوهابي المدعوم من قبل ال سعود من اخطر هجمة ظلامية وحشية هجمت على الانسانية كانت تستهدف ذبح الحياة والانسان وقتل قيمها الانسانية وكل شي جميل فيها.
ان فتوى الجهاد الكفائي افرحت محبي الانسانية واحزنت اعدائها الذين يحاولون ان يشوهوا صورة ذلك الحشد المؤمن تارة يصفون ابناء الحشد بالطائفية وتارة يصفونهم بالعملاء واليوم بعد ان رجع اصحاب المنصات وحواضن الدواعش الى العملية السياسية واطلق لهم العنان يخرج علينا احدهم ويقول بكل وقاحة انه من اهم مطاليبه في تشكيل الحكومة الجديدة هو الغاء الحشد الشعبي وابعاده من المدن.
ايها السياسي الطريد اين كنت يوم ان اغتصبت بنات الرمادي وتكريت والفلوجة والموصل من قبل الشيشاني والافغاني الذي ادخلتموهم بارادتكم وابتليتم بجرائمهم.
اين كنت يوم ان بيعت نسائكم في اسواق النحاسة , ومن الذي ارجع الهيبة الى مدنكم وعوائلكم ؟
اليس الحشد الشعبي الذي قتلتم ابنائه على الهوية واستبحتم محرماته وانتهكت ممتلكاتهم ولكنهم يوم ان نادى مرجعهم ان هبوا لنصرة تلك المناطق تناسوا ان تكريت التي وقفت خمس وثلاثون عاما تحاربهم طائفيا , وتناسوا ان العوجة كانت مصدر الارهاب لاهلهم ومدنهم .
كل ذلك جعلناه وراء ظهورنا امتثالا لامر مرجعيتنا, فاي خلق هذا؟
واي اباء هذا ؟
واي ايثار هذا ؟
حين يتسابق ابن الثمانين عاما مع ابن العشرين عاما في الوقوف في المواجهة مع العدو. اولئك الرجال الذين تركوا الاهل والاحبة ولبسوا القلوب على الدروع من اجل اعراضكم ونسائكم. فالمفروض ان تخلعوا عقال رؤوسكم وتنحنوا لهم وتخرس السنتكم حياءا مما جرى عليكم .
ان قوات الحشد الشعبي المقدس لن تحل وستبقى تحت قيادة المرجعية الدينية الرشيدة والدولة , ومرجعيتنا هي الوحيدة القادرة على انهائها .
وسيكون رد الشعب العراقي القوي والشجاع بكل اطيافه على الاستكبار العالمي وعلى الاصوات المأجورة من دواعش السياسية الذين يزرعون الفتنة والتفرقة ان الحشد الشعبي سيبقى متسلحا بالفتوى الربانية الى ان يتبدد ظلام الارهاب ويعم النور في كل بقعة من عراقنا الجريح .