السبت 05 . 12 . 2015
عمار الحر
مازال بعض السياسيين يتحدّثون عن سايكس – بيكو وكأنها هي سبب كل المأساة التي يمر بها وطننا العربي. فهي التي قسّمت الوطن الواحد ورسمت حدود أستعمارية لم تكن من قبل, لكن التأريخ اليوم يثبت خطأ هذه النظرية. إلّا استثناءً واحداً هو قيام الاستعمار السايكس بيكي, بزرع السرطان الصهيوني في فلسطين كدولة موعودة لليهود, وحتى هذا العمل كان له حسنة لأمة العرب لم يفكّر فيها المستعمر (او فكّر)!
فلنا ان نتصوّر ان لم يكن الكيان الصهيوني قد احتل فلسطين, فبماذا تحجج الطغاة من الحكام في قتل معارضيهم على مدى عقود مضت, وتبريرأخطاءهم القاتلة بحق شعوبهم ؟ والنافق صدام مثال على ذلك. أليس بالقضية الفلسطينية التي هم حماتها وكل من يعارض سياساتهم هو عميل للصهاينة؟
أما هذه الأمة فهي منذ اللحظة التي رحل فيها النبي محمد( ص) عن الدنيا, وحتى قبل أن يدفن. طفت كل شوائبها وقذاراتها على السطح. فالمنافقين ( حزب ابو سفيان) الذين كانوا يدبّرون المكائد بليل, بدءوا يديرون مؤامرات في عين الصبح وهي التي شوّهت الاسلام المحمّدي الاصيل وفرّقت المسلمين الى طوائف وملل, أكثر مليون مرّة من سايكس- بيكو وما جلبته على هذه الأمة.
أما عندما دخل الاتحاد السوفيتي الى أفغانستان فقد وُلدت إتفاقية جديدة ومن نوع أخر. سعود – أمريكو ( السادة والعبيد) والتي بموجبها أصبح آل سعود تحت عباءة الولايات المتحدة الامريكية, بعد خروجهم من حضن الام الكبرى بريطانيا, التي لم تسلّم وليدها المسخ الى أمريكا, إلا بعد التأكد من الحفاظ على مصالحها.
وبموجب تلك الاتفاقية المطاطة جداً والتي بدأت بدعوة الفكر الوهابي (الذي يتبنّاه آل سعود) كل مريديه والمستفيدين منه من شيوخ الضلالة, الى أعلان الجهاد في أفغانستان ضد المستعمر الشيوعي الكافر! كذلك أصبحت مليارات سعود تحت تصرّف بنوك أمريكو من اجل إرضاء سيده الامريكي ( المؤمن بالله)!الذي عاهده بالمقابل على حماية تلك العائلة طالمة هي مطيعة لسيدّها, أما تغاضي الشيطان الاكبر عن أنتشار الفكرالوهابي المخرّب, فهو جزء من الامن القومي الامريكي.
وما جرى بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر من تواجد للقوات الامريكية, على وجه المعمورة وما جلبه من ويلات على المسلمين. من تدمير بلادهم وجيوشهم بالاسلحة المتطوّرة, حتى تدمير حياتهم بالنفخ في نارالطائفية التي لم تخمد يوماً منذ السقيفة حتى لحظة صنع آل سعود, الذين جعلوا من الطائفية العمياء دين وفكر ونهج تسيرعليه أجيال من الناس, في كل خطوة لهم إرهاب وتخلّف وجهل وحقد أعمى أكل كل ما هو أخضر في هذه الأمة وليس اليابس لأنهم اليابس- كان المستفيد الوحيد من تبعاته هو الشيطان الأكبر وعصابته .
ناهيك عن الفائدة الأنية التي جاءت على طبق من ذهب لأسرائيل العدو الاول للمسلمين والعرب, بعد الربيع الاسود السعودي القطري التركي !
وعلى الرغم من سوء معاهدة سايكس بيكو, وكل ما فيها من سرقة لموارد الدول وأذلال لكرامة شعوبها ناهيك عن ما أرتكب من مجازر على يد المستعمرين, ثم تتويج كل ذلك بزرع سرطان اسرائيل في جسد العرب والمسلمين, إلّا ان هناك جوانب ايجابية قام بها المستعمرين في نقل الحضارة الى تلك الدول, بسلبياتها وايجابياتها.
لكن أتفاقية سعود – أمريكو هي الأخطر من سابقتها. فبالرغم من كل مآسي الأمة الاسلامية والعربية من إتفاقية سعود – أمريكو, من قتل وإرهاب وجهل وتخلّف وسرقة لموارد الشعوب المادية والمعنوية, فأن الكارثة الكبرى هو هذا السرطان الوهابي الذي كان موجوداً في قلب الأمة الأسلامية منذ السقيفة , حتى اللحظة التي صبغوه ولمّعوه ليقدّموه الى المسلمين على طبق من أموال النفط , التي أشتروا به ذمم رجال دين ومثقفين وسياسيين.
الخلاصة وبعد ما جرى ويجري على الأمة, على الجميع أن يعلم أن آل سعود وحلفهم المشؤوم, أشد خطراً علينا كمسلمين وعرب من دولة الصهاينة (السرطان الأصغر) لأن الوهابية هي السرطان الأكبر الذي يجتاح جسد ديننا وحياتنا. وما حدث من دمار وخراب للأمة في العشر سنوات الأخيرة, أوعلى الاقل منذ الربيع الوهابي يعادل مليون مرة ما أصاب الامة منذ عقود على يد الدولة اللقيطة أسرائيل.
والسؤال المطروح اليوم على قادة الأمة الأحرار بكل مواقعهم, هل يجب تغيير الأولويات في مواجهة الأعداء؟
وهل السرطان الأكبر هو الذي يجب أن يُقلع أولاً ام السرطان الأصغر؟ مع العلم أن السرطانين هم صنيعة الشيطان الأكبر الذي يتحكّم بهما. وحربنا معه هي حرب الأجيال الحرة على مدى الدهر.