الرئيسية / مقالات / سلسلة يوم في تلمسان 4 / لا عصمة لصحابي

سلسلة يوم في تلمسان 4 / لا عصمة لصحابي

السيمر / الجمعة 11 . 12 . 2015

معمر حبار / الجزائر

تطرق الزملاء ونحن متجهون إلى تلمسان عبر الحافلة، إلى سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم، وبأن الصحابي غير معصوم، فضربت لذلك مثلا وقلت..
لابد أن نفهم أمرا مؤداه، أن سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم، عاشوا في الجاهلية ما يقارب 40 سنة، إذا أخذنا كمثال سادتنا أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، باعتبارهما من زملاء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه المدة الطويلة جدا في الجاهلية، ليس من السهل التخلي عن بعض عاداتها الضاربة في العمق والمتحكمة في السلوك.
فالصحابي رضوان الله عليه إذا أخطأ فله عذره، نظرا للمدة الطويلة التي عاشها في الجاهلية، وهذا لايعني أبدا أن المتتبع يظل يجد أعذارا للأخطاء إن ارتكبت.
وما يجب التنويه إليه في هذا المقام، أن الصحابة حافظوا على دينهم وعقيدتهم وحب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم طول مكثهم في الجاهلية. فهم إذن ليسوا معصومون من الزلل أبدا، ولا يمكن بحال نكران أثر طول الجاهلية. ومن يريد أن يتطرق لسادتنا الصحابة، فليتذكر أنه..
ولد في أسرة مسلمة وجيران مسلمون ومجتمع مسلم وصديق مسلم، بينما الصحابي رضوان الله عليه، ولد في أسرة لاتؤمن بإله ولا رسول، وكذلك المجتمع والصديق والجيران، فكلهم لايؤمنون بإله ولا رسول.
يحدثنا الزميل مصطفى، وهو من المتتبعين للسيرة النبوية، ويملك باعا في إلقاء الدروس في هذا الجانب، وعبر عدة مناسبات، فقال..
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثناء غزوة خيبر، طلب من سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم، الذهاب خارج المعسكر والتأكد من بعض الحقائق والأخبار، فأصاب الصحابة الخوف ولم يتقدم أحد من الصحابة، خاصة وأن الليلة كانت باردة شديدة الظلمة، إلا بعد المحاولة الثالثة من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الخوف عادي جدا، فهم بشر ويخافون في البداية، ثم ينطلقون ويهجمون كالأسود. وهذه الحادثة تتوجب النظر إلى سادتنا على أنهم..
بشر، يصيب فيهم الواحد ويخطئ، وغير معصوم أبدا ومهما كان. ومن منطلق بشرية الصحابي وعدم عصمته، يكون التعامل والتحليل والاحترام والتقدير.