أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الرداء الابيض

الرداء الابيض

السيمر / الثلاثاء 18 . 12 . 2018

أنور السلامي

اوقدتُ سيجارة الحزن , ذات الرداء الابيض , وهي تشتعل بعد كل نفس لتضيء درب الحروف المنسابة على اصابعي لتنتشر, على لوح الكمبيوتر, ثم تصطف على واجهته, لتصبح الكلمات مصحوبة بدخان الاشتعال لتبدأ مشوار الكتابة المتوقف منذ عام ونصف .
وتبقى سحب الانفاس من ذات الرداء الابيض, متنفسا لآهات صدور شاربيها , ولكل نفس واشتعال حكاية تبدأ بشهيق , وتنتهي بزفير وما بينهما ليل غامض , لا ضياء فيه , وداخله “أي الليل “, تسمع اصوات الصراع من جهة مصدر القرارات , الذي اصبح عنوان الفساد المتصدر لصفحات كبريات الصحف العالمية.
الفساد في وطني فخرا وغنيمه , يتباهى بها صناعها, وهي حرفة تحتاج الى ذكاء خارق “اي يعتقدون ذلك” , في معرفة تنظيم وصّولات الصرف , وكذلك تحتاج الى شهادة من كبار اساتذتها البارعين , في فن سرقة الاموال من ميزانية الدولة , وهذه المهنة تحتاج الى تلاميذ ماهرين أي هذا ضنهم , مطعين للفاسد الاكبر ويستمر التصنيف نزولا , الهدف منه الحصول على ما يعادل الشهادة جامعية , في فن السرقة ,ولهذا الفن طرق متطورة , في اسكات الخصوم او رشوتهم او ازاحتهم من مشروعهم الكبير, الذي يحتاج هو ايضا الى طرق متطورة , لغسل ادمغة التلاميذ الجدد عن طريق الايحاء , لهم , بشرعنه اعمال السرقة ” أي انها ضمن اطار القيم الدينية والاخلاقية” , وفق المسار المطلوب , توحي للمتدربين بانهم على الطريق الصحيح , في الكسب الحلال دون غيرة , اما البعض الاخر , لا يحتاج الى غسل دماغه فهو اصلا طموح وغايته الوصول الى مكاسب مادية , لتوصله الى ان يكبر ويصبح عفريتا كبيرا , في مجتمعه وعنصرا مؤثرا فيه , وكلما تزايدت احتياجاته , تضاعفت غطرسته الممزوجة باللطف والحنان على ضحاياه , واذا لم ينفع يستخدم اسلوب التهديد بالبطش , وغالبا ما يكون لهم ذلك , وبيسر بدون مقاومة تذكر , من قبل المعارضين لمثل هذا الاسلوب الرخيص المذموم في المجتمع ” يذمون بألسنهم فقط وإلا ماذا تفسر نهب ثروات البلد منذ سته عشر عاما ” , المحمود عندم وهو غالبا ما يوفر احتياجاتهم كلما تضاعفت.
هكذا يسيرون على جثث ضحاياهم , وهي حيه وجثث اخرى تنزف دما , يضمدونها بأنامل المال الحرام غير مكترثين لصيحات الشعب , ومن الجهة الاخرى, الذين يعيشون , كوْسِادة لنوم كبار الفاسدين , او كحصيره يدوس عليها صغارهم حتى يكبروا , في كل اربعة سنين عند كل دورة انتخابية , لكي لا تتلوث اقدامهم بتراب الفقر.
الخاتمة.. للمقال مشاعر معينه, تبقى تغازل فكر القارئ حتى بعد انتهائه من قراءته, ابقوا معي .

اترك تعليقاً