السيمر / الثلاثاء 08 . 01 . 2019
اسعد عبد الله عبد علي
كنت اتصفح موقع كتابات مختارة الثقافي, حيث يتم نشر مقولات ذات مضامين عميقة للكتاب والفنانين ورجال السياسة والدين, والحقيقة توقفت طويلا عند مقولة للكاتب جورج اورويل, وجدت فيها تفسيرا لما نعيشه من بؤس حالي, ونص العبارة: ” السياسيون في العالم كالقرود في الغابة, اذا تشاجروا أفسدوا الزرع, واذا تصالحوا أكلوا المحصول”, فان للعبارة انطباق عجيب على الاحزاب والطبقة السياسية عموما, فنتذكر جيدا عند اختلافهم يرتفع سقف الارهاب والعنف, وتحصل فجائع داخل الوطن, ولكن عندما يتصالحون فانهم يقوموا بنهب الخزينة وحسب نسب القوة والنفوذ والتمثيل النيابي! فايقنت اننا في زمن حكم القرود. وقد قمت بنشر المقولة على صفحتي الشخصية منتظرا رأي الجماهير الفيسبوكية, كانت تعليقات عادية ومؤيدة لاعتبار الساسة مجرد قرود, واثار اهتمامي تعليقة على منشوري للسيدة مها الشمري حيث ربطت بين طبائع القرود والساسة, وقد وجدته موضوع يستحق ان يكون مقالا, ويمكن حصر اهم صفات القرود والساسة بما يلي: • الانتهازية ما بين القرد والساسة تعتبر القرود من الحيوانات الانتهازية, فيتحول القرد الى مهرج يرقص ويقفز مقابل كمية موز! حيث تحكمه المصلحة بعيد عن اي شيء اخر, كذلك الساسة فما ان تكثر له العطاء, فانه يكون مستعدا ان يرقص وينافق بل حتى ان يتحول لشاذ مقابل صك بمبلغ كبير! فلا كرامة ولا عزة نفس تبقى للسياسي امام المال, ومصيبة العراق بوصول طبقة سياسية انتهازية اكثر من القرود. • اللصوصية ما بين القرد والسياسي كذلك يتميز القرد بانه لص خطير, بما يملك من صفات السرعة وخفت اليد, كذلك السياسي العراقي وخصوصا الاصنام الكبار فهو بارعون في ( الخمط) والسنوات الماضية تشهد لهم بكل هذه اللصوصية, ولولا قدرتهم العظيمة على السرقة لما بقوا في مكانهم يوم واحد, فالقوى العظمى تفضل اللص القذر على النزيه الشريف, المصيبة العظمى ان نجد من يقدس هذه القرود السياسية فينازع ويتشاجر وقد يقوم بقتل الاخر المختلف بالرأي فقط دفاعا عن القرود! • النفاق ما بين القرد والسياسي يتميز القرد باظهار وجه واخفاء وجه اخر, فقد يكون مبتسما لك, لكن هو في داخله يغلي كي يقضم من لحمك, فيكون الباطن خلاف الظاهر, كذلك السياسي العراقي تجده يظهر بوجه العفة والزهد والتدين, وباطنه خلاف ذلك تماما, فهو الفاسق الزاني اللص, وهكذا نجدهم كالقرود يتقفزون بين الاحزاب والتيارات من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, بحثا عن قطعة اكبر من الكعكة, مقابل ظلم الشعب وتغييب العدل, والغريب ان المجتمع يصدق نفاقهم فهو يحسن الظن دوما باهل الدين. • الجنس ما بين القرد والسياسي حسب الدراسات العلمية فذكور القرود تمتاز بقدرات جنسية كبيرة, فلا تكل ولا تمل من ممارسة الجنس, وتعتبره سلوك يجب ان تمارسه بشكل دائم, والا سقطت من رتبت القرود, وهي ما ان ترى الانثى حتى تهجم وتلبي نداء رغباتها, فليس لها وقت محدد للجنس, كذلك السياسي العراقي فما ان يصل لمنصب حتى ينفتح على عالم النساء, فيغذي مكبوتاته ويصبح الجنس شعاره قبل اي معاملة او موافقة, فالأنثى هدف لا بد من الوصول له, فيتحول السياسي الى زير نساء. لذلك نجد القوادين يصبحون مقربون من الساسة مقابل خدماتهم الجنسية, ونجد مع ارتفاع سهم الساسة تزدهر سوق الجنس لذلك تكاثرت بيوت الدعارة والمساج وتحت حماية وحصانة السياسي. • اخيرا: ادعوا الله عز وجل ان يفتح وعي الامة لتدرك حقيقة ما يقدسون من قرود, وان يخلصنا الله سبحانه من كل قرود السياسة , كي يعود العدل ليشرق في ارجاء هذه الارض المنكوبة.