السيمر / السبت 26 . 12 . 2015
عمار الحر
من جديد هرج ومرج في أروقة السياسة والثقافة وفي الشارع العربي حول مصطلح الأستخراء الذي أدخله المللك السعودي الى مصطلحات السياسة , لتتمكّن المملكة من الحصول على براءة أستخراء جديدة, رغم حقد كل البغاة الحاقدين الذين يبخسون حق المملكة في براءات أستخراء سابقة مثل داعش والوهابية والتداوي ببول البعير وبناء أهرامات جديدة من الموتى الذين قتلتهم, سواء بأستخراءها الكبير في حربها المباشرة على اليمن, أو في صنع قنابل بشرية على درجة عالية من الاستخراء الوهابي الحاقد, وإرسالها الى العراق وسورية وليبيا ومصر ثم الى جميع انحاء العالم الكافر الصفوي المشرك الصليبي الذي لا يتناغم مع أستخراءهم ويرفضه.
وإن كانت براءات الاستخراء السابقة بأسم بن تيمية وبن عبد الوهاب ومن قبلهم, ويمكن لجميع أشباه البشر استخدامها في بناء قلاع الجهل والتخلّف من أجل خدمة البشرية كل حسب طريقته! فأن هذا المصطلح الستراتيجي الجديد في سياسة المملكة السعودية هو علامة مسجّلة بأسم الملك, سوف تقام دعوى قضائية في الأمم المتحدة على كل من يستخدمه دون تفويض, خاصة وان المملكة تلتزم التزام أستخراءي بالقوانيين والحقوق, مما جعل الامم المتحدة تمنحها قيادة المدافعين عن حقوق الانسان في العالم الأستخراءي.
وعلى كل من يحاول الإساءة للملك واصفاً إيّاه بالخرف والغباء أو بالزهايمر لاسمح الله, ان يقرأ التاريخ ليكتشف دون ادنى ريب خطأه في ما وصف وتطاول! فالمصطلحات تدل على العصور وهي أحد اسباب التطوّر, وهي التي تكتب لنا تأريخ البشرية.
فمثلاً عندما نقول العصري الجليدي يقفز مصطلح الجليد والانجماد والبرد, الذي تسبب في موت الكثير من الحيوانات العملاقة, لتتحول بعد ملايين السنين الى طاقة تنفع الناس.
وعندما نقول العصر الحجري يأتي مصطلح الحجارة وبداية صناعة الأدوات الأولى للحياة والعصر البرونزي والحديدي, ثم حقب تاريخية سُمّيت بأسم عظماءها او دولها لا يمكن الخوض في تفاصيلها الأن.
إذن ( الأستخراء) هو مصطلح حقيقي لعصر تهيّات أسبابه وظروفه في المنطقة والعالم. ومثلما كان لكل العصور بصمة على جبين الانسانية في التطور والتقدّم والأبداع, فان لعصر الأستخراء بصمته التي جعلت العالم المتحضّر المتطّور الأنساني, يشم رائحة الدماء وهي تسيل من النساء والأطفال والشيوخ دون أني يُخنق ضميره, أو يشم رائحة ( العفن) التي فاحت ومازالت تفوح من ممالك الأستخراء في عصرها الذهبي ولا يتقزز منها! بل أنشأ لها المعامل وزوّدها بقطع غيار من أجل أن تستمر وتعيد المنطقة الى العصر الحجري. وهذه مفارقة عظيمة تميّز بها عصر الأستخراء, وهو أنه كالدواء الذي يستخدمه ملوك هذا العصر وعبيدهم (بول البعير). حيث ان كل العصور تقدّمت بالبشرية الى الأمام, إلّا هذا العصر الذي أرجع المنطقة ويريد ان يرجع بالبشرية اجمع الى العصر الحجري.