الرئيسية / مقالات / لا تقترب من السيد محمد رضا السيستاني

لا تقترب من السيد محمد رضا السيستاني

السيمر / الثلاثاء 29 . 01 . 2019

د . سليم الحسني

أصدقاء مخلصون، كرروا عليّ النصيحة بعدم الكتابة عن السيد محمد رضا السيستاني، والابتعاد عن توجيه أي نقد له مهما كان بسيطاً وحتى لو كان منطقياً ومعقولاً وحقاً. لقد دفعهم الى التشديد على هذه النصيحة، خوفهم من تبعات الكتابة، فالاقتراب من أبناء المراجع يعني تعرض الكاتب الى حملة تشهير مفتوحة الآفاق. حملة يرفع لواءها الحواشي والمعتاشون على بيوتات المراجع، وينضم اليها جند من التابعين لهم بدولار. لكني أجد أن هذا المحذور، يجب أن يكون دافعاً للكتابة، لأن المهم هو الدفاع عن المرجعية وحمايتها من سطوة الأبناء عندما يسعون الى تحويلها الى مجد شخصي من القوة والتأثير والامتيازات في حسابات ذاتية صرفة، فيضيع بذلك دور المرجع ومكانة المرجعية، وهي القيادة الأعلى للشيعة، ومصدر قوتهم وبقائهم وحمايتهم. فهل نترك المرجعية بمنزلتها ورمزيتها وموقعها، تتعرض للتشويه والابتزاز، تحت ضغط الخوف من مجموعة الأبناء والحواشي الذين لا يحرصون على المرجعية مثلما يحرص عليها الشيعي الفقير، ولا يريدون أن يمتلكوا مسؤولية الصالح العام للشيعة والتشيع؟ يضاف الى ذلك أنني لا أتوقع ان السيد محمد رضا السيستاني من طراز أبناء المراجع الذين ينحدرون في استخدام أساليب التشهير ضد الكتابات النقدية التي تريد إلفات النظر وإيصال الرأي وتقديم الفكرة. أقول لا (أتوقع) ذلك، لكني لا أجزم به، فهذه هي المرة الأولى التي أقترب من دائرته، وأضعه أمام مسؤولية الموقف فيما يتعلق بالمخالفات الكثيرة والمكشوفة التي وقع بها السيدان علاء الموسوي وأحمد الصافي. وما كتبته عنهما هو شيء يسير من شكاوى كثيرة وصلته من شخصيات شيعية من داخل وخارج العراق، ومن موظفين قُطعت أرزاقهم ظلماً لأنهم اعترضوا على الصافي أو الموسوي، ولأن عيون الرجلين وشت بهم، فكان مصيرهم الطرد من الوظيفة أو نقلهم الى أماكن بعيدة، لكي لا يعودوا اليها ثانية بالاعتراض أو عدم الخنوع للسيدين الصافي والموسوي، ولكي يكونوا عبرة متناقلة مذكورة بين الموظفين الآخرين. لقد وصلت الشكاوى الى السيد محمد رضا السيستاني، كثيرة موثقة مدعومة بالأوراق والأرقام والشهود، وكان الجواب هو الصمت، أو التبرير بأن الأمر ليس من شؤونه، أو أنه ينتظر الموقف من مكتب المرجع السيد محمد سعيد الحكيم، أو أنه يترك الأمر الى رئيس الوزراء حيدر العبادي. وكل هذه الأجوبة بما فيها الصمت نقلها شهود عيان وتناقلوها فيما بينهم عن أجوبة السيد محمد رضا السيستاني حين يُطرح عليه موضوع الصافي والموسوي، وهو يعرفهم جيداً، وهم يعرفون صحة ما أقول، وكان أحد الشواهد على ذلك رسالة الحاج (عنايت دايا) بخط يده في مقال سابق. عندما تغيب الوقائع عن مكتب المرجع الأعلى، فلا بد من مبادرات لإيصالها، لأن التقصير في ذلك عزل المرجع عن الأمة. وعندما يتحول ابن المرجع الى حاجز بينه وبين الأمة، فلابد من إدانة هذه الظاهرة، خصوصاً عندما يكون هذا الحاجز مدروساً تحت حسابات مصلحية صرفية. وعندما تصل الى ابن المرجع الأعلى قضايا مهمة تتعلق بالفساد والمخالفات القانونية والدستورية لممثلين ومرشحين عن المرجع لمناصب مهمة مثل الوقف الشيعي والعتبة العباسية، ولا يتخذ الموقف المطلوب، فان ذلك يشير الى ظاهرة أخطر، وهي عدم حفظ مكانة المرجعية العليا، والتضحية بسمعتها ورفعتها مقابل المصلحة الشخصية. لن يقول المغرضون وأعداء المرجعية، أن السيد محمد رضا السيستاني يحمي الصافي والموسوي، ويسكت على مخالفاتهما وسرقاتهما، لكن سيطعنون بالمرجع الأعلى للشيعة وبالمرجعية العليا. وهنا مكمن الخطر. لنتحدث ونوجه النقد البنّاء، من أجل قيادتنا الأولى ممثلة بالمرجعية العليا، بعيداً عن حسابات الأبناء والحواشي.

اترك تعليقاً