السيمر / الثلاثاء 29 . 12 . 2015
وليد كريم الناصري
النبوءة من المصطلحات ألتي يتحجم ألتعامل معها بعض الأحيان،بحسب القواعد ألتي تتقبلها البيئة،وما تُملي قراءات ألمجتمع به،وقد تنجح ألنبوءة بأخذِ صدىً أوسع،أذا ما كانت نسيمٌ من خلف جُدران ألبلد،يُداعب ألمذهب أو ألانتماء ألسياسي،في من رفع قامة وجهه لاستنشاق تلك ألنبوءة.وقد يُترجم هذا ألمصطلح في قاموس من يمتعض منه، إلى عدة مفاهيم منها ( تحليل أودراسة ) ويمكننا تكوير هذه ألمفاهيم بشيءٍ أسمه ( قراءة ألواقع )،بما يحمله هذا ألواقع من صفةٍ مجتمعية أوسياسية أودينية،بدلالة ألحديث ألقائل (كَذَبَ ألوقاتون وإن صَدَقوا).
ألسياسةُ في ألعراق بطبيعة حالها لا تخلو من تلك التنبوءات،وقد لاح لنا بأفق ألامس القريب متنبئي سياسة العراق،بعد جلوسهم في إستديوهات ألكذب والتدليس،للضحك على عقول من يسعى حافيا وراءهم،وراحوا يستقرؤن واقع البلد بما تُملي عليهم أهواءهم من نبوءات يتمنونها‘من حيث أيمانهم بقانون(ألجذب)،ألذي تناوله علماء ألنفس والماركسيين،على موائد كتاباتهم،ومفاده (إن كنت تُريد تحقيق ما تريد،ليس عليك ألا أن تُنَضِج فكرةَ ما تطمح أليه بداخلك،لتجده أمامك،أيماننا منهم بأن ألحظ سيجذب لك ما تفكر به،وتطمح أليه)فكان أهم ما شغل متنبئيهم حلم (ألولاية ألثالثة)ألتي أنهكت عقولهم،وأسهبت فكرهم،وأسكبت ماء قيمهم وشعاراتهم في كؤوس حلفائهم ظننا منهم بتحقق تلك ألنبوءة ألشيطانية،لكن تغليب متبنيات المصلحة العامة ألتي صُرح بها من بين أزقة بيوت النجف ألبسيطة،كانت أشبه بعصا موسى،التي أفكت سحر تلك ألولاية،وَقَلَبت ألأمور ألتي كانوا يعتاشون عليها،وبذلك سُرقت تلك الفكرة من على موائدهم، فأختبئ معظمهم خلف ستائر ألفشل،وباتت شعوذتهم في دهاليز تأمرهم،دُخان يعمي أبصارهم،ويقتل فكرة ألتسلط وألتحكم بمقدرات ألشعب ألذي طالما صفق لهم من حيث ألشعارات البراقة ألمغرية التي ملأت الأماكن العامة والأزقة وألبيوت،فبان الانقسام بهم،وراح بعضهم يبحث عن حليف جديد يحفظ به ماء وجهه،إلا من تمسك بموقعه وتشبث،ليعطي صورة واضحة عن ألعزة بالإثم،أو لحماية نفسه من سطوة ألعدالة وألقضاء،ألذي سيرهق كاهله أذا ماتحقق بشكل صحيح،بما أفسد من نتاج جهادَ سنوات في الغربة والمنفى للشركاء ألسياسيين وماعاناه الشعب من تعسف وقتل في زمن طاغية البعث (صدام).
فبدلاً من أن تتحقق نبوءة ألشيطان فيما يريد،تحققت نبوءة الله عز وجل بمصداق قوله تعالى (( وَيَمْكُرونْ وَيَمكُرُ ألله واللهُ خَير ألمَاكرين ))….