السيمر / الخميس 14 . 02 . 2019
أياد السماوي
احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي , صاحب النفس العفيفة , صاحب اليد النظيفة , جاب هالثروة المخيفة , من معاشه في الوظيفة , وصار في الصف الأمامي … ليس لدينا إلا أن نقف إجلال للسيد الحرامي .. الذي تفننّ وأبدع في سرقة ونهب ثروات شعبنا وأجياله القادمة .. فالحرامي يا سادة هو القانون , وهو القضاء , وهو الحكومة , وهو البرلمان , وهو المؤسسة الدينية , وهو الصحافة والإعلام , وهو المواطن الذي سلّم أمره للحرامي , وهو الكاتب والصحفي الذي باع ضميره من أجل المال , وهو المثقف الذي جلس في بيته متفرجا , وهو العابد الذي اتخذ من المسجد ركنا له ينتظر من الله أن يستجيب لدعائه وينتشله من هذا الفساد المرعب .. فكلّنا حراميون وإن لم ننتمي . لم يكن لأحد من العراقيين أن يتصوّر أنّ عهدا للفساد والسرقة وانحلال للقيم والأخلاق سيخلف نظام البعث الديكتاتوري المجرم , عهد تموت فيه القيم والأخلاق ويموت فيه الوطن في ضمير الحاكم والمحكوم . لا أحد من العراقيين يتوّقع أنّ ذهاب حكومة فاسدة سيفتح عهدا جديدا للخلاص من الفساد , بل هي بداية دورة جديدة من الفساد بإدارة وجوه جديدة من الفساد ألعنّ وأكثر فسادا من التي سبقتها , وربّ قائل يقول وما الجديد في هذا الأمر وهذه ( الجنجلوتية ) ولماذ هذا الانزعاج من السيد الحرامي ؟ فأقول له أنّ سبب الانزعاج هو ( البوري ) المعدّل الذي تلّقاه الشعب العراقي من الذين جاؤوا بهذه الحكومة الفاسدة , وربّ قائل آخر يقول وهل قطعت أنّ هذه الحكومة فاسدة ؟ أقول له حين تكون وزارة النفط التي هي المصدر الاساس للدخل والثروة في البلد فاسدة وعبارة عن عالم مظلم ومتشّعب ومافيات تحكم بقبضتها على هذه الوزارة , فاقرأ على البلد السلام .. وأخشى ما أخشاه أن يكون السيد الذي فرحنا وهللّنا لقدومة هو السيد الحرامي الذي قصدته آمال ظاهر في أغنيتها الشهيرة .. في الختام أقول .. احترامي للحرامي صاحب القصر الرخامي ..