الرئيسية / مقالات / بضع ملاحظات حول “عراقيون من هذا الزمان”

بضع ملاحظات حول “عراقيون من هذا الزمان”

السيمر / فيينا / الثلاثاء 26 . 03 . 2019

رواء الجصاني

بعد الجولة الاولى من توثيقات (عراقيون من هذا الزمان) التي شملت محطات واستذكارات شخصية لعشرين صديقاً، هذه جردة سريعة حولها، مع توضيحات وتنبيهات ربما تعطى صورة اكثر شفافية لما اردتُ فكتبتُ، برغم ان هناك في بعض الحلقات، ولأكثر من مرة، ما يفيد تلك الغاية. ولا بدّ اولاً من الاشارة الى سروري البالغ لما حظيت به تلك التوثيقات من اهتمام بصور واشكال شتى …

   والشخصيات العشرون التي تمت الكتابة عنها خلال الاسابيع القليلة الماضية هم، وبالتسلسل التي جاءت به: 1/ علي جواد الراعي، 2/ وليد حميد شلتاغ، 3/ حميد مجيد موسى، 4/ خالد العلي، 5/ عبد الحميد برتـو، 6/ موفق فتوحي، 7/ عبد الاله النعيمي، 8/ شيرزاد القاضي، 9/ ابراهيم خلف المشهداني، 10 عدنان الاعسم، 11/ جبار عبد الرضا سعيد، 12/ فيصل لعيبــي، 13/ محمد عنوز، 14/ هادي رجب الحافظ،، 15/ صادق الصايغ، 16/ صلاح زنكنه، 17/ عباس الكاظم، 18/ هادي راضي، 19/ ناظم الجواهري، 20/ ليث الحمداني… وكل الحلقات كُتبت دون معرفة اصحابها، ولم يكن لهم اي اطلاع على ما أحتوته من تفاصيل، ونشرت جميعها في العديد من وسائل الاعلام..

   ومما يهم ان اشير له ايضا ان التسلسل قد جاء تلقائياً، وبحسب ما جادت به الذكرة، ودون اي اعتبار آخـر.. وكل الشخصيات المعنية كما هو واضح – ومع ذلك انوه اليه هنا – هي ممن لا تشغل الآن اية مهمة او منصب وغيره، سوى تميّزها بالروح الانسانية كما ادعي شخصيا على الاقل. وقد عمدتُ لذلك الاختيار أحترازا من احتمالات تنطع هنا أو تقوّل هناك، مع تأكيدى بأن ثمة شخصيات عزيزة أخرى لي معها – ولها معي – وشائج وصداقات وذكريات، جديرة بالتوثيق والتأرخة، ولكن قد أجلت الحديث عنها لفترات قادمة، والى حين زوال الاسباب !.

 ومن الجوانب الاخرى التي شجعتني على الخوض بهذا المضمار – او المغامرة بحسب تعبير احد الاصدقاء- تصورى، بأن الاعزاء الذين كتبت لهم وعنهم، لم يأخذوا حقهم في التأرخة، أو ان الاضواء لم تسلط عليهم وعطاءاتهم العامة، السياسية والابداعية وغيرها، بشكل مناسب، يرغم تجاربهم الحياتية التي تؤشر لقيم ومواقف ما أشد الحاجة اليها في يومنا لمعاصر، والعراق يمرّ بما يمر فيه، خاصة وأن الغالبية منهم لم يدونوا ذكرياتهم وسيرهم حتى الان.

ومن الملاحظات والتعقيبات التي اباح بها متابعون محترمون أني لم اتطرق لجمع كريم آخر، وكان ردي بأن هناك كتابات اخرى عنيّت بأحباء عديدين، ونشرت في وسائل اعلام مختلفة، وكذلك في كتابي: الاول “الجواهري .. بعيون حميمة” الصادر عام 2016 في بغداد، والثاني “تاريخ وشهادات ورؤى” الصادر هذا العام 2019 .. ومن بين اولاء الاعزاء: عبد الرضا علي، عبد الكريم كاصد وعواد ناصر يحيى بابان “جيان” وجمع كريم آخر.. اما الراحلون الاحبة فثمة ستٌ واربعون كتابة او ايجازا لهم وعنهم، ووعن العلاقة معهم، جلّها في كتابي الثاني المشار له اعلاه، وهم : 1/ آرا خاجودور، 2/ أسعد خضر اربيلي، 3/ بشرى برتو، 4/ تالي المالكي، 5/ ثابت حبيب العاني- ابو حسان، 6/ حسين العامل، 7/ جمعة الحلفي، 8/ جميل منير العاني، 9/ خالد يوسف متي، 10/ زكي خيري، 11/ زهير عمران، 12/ سامي العتابي، 13/ سعدون علاء لدين البياتي، 14/ سعود الناصري، 15/ شذى البراك، 16/ شمران الياسري- ابو كاطع، 17/ صالح دكلة- ابو سعد، 18/ صالح محسن الجزائري، 19/ صفاء الحافظ، 20/ صفاء الجصاني، 21/ عادل الربيعي، 22/ عادل مصري- ابو سرود، 23/ عادل وصفي، 24/ عامر عبد الله، 25/ عباس عبيدش، 26/عزيز سباهي، 27/ عزيز محمد، 28/ علي حسن- ابو حيدر، 29/ غانم حمدون، 30/ فائق بطي، 31/ فائزة باقر الجواهري، 32/ فالح عبد الجبار، 33/ فرات الجواهري، 34/ محمد حسين الاعرجي، 35/ محمد سعيد الصكار، 36/ محمود البياتي، 37/ محمود صبري 38/ مصطفى الدوغجي، 39/ مصطفى عبود، 40/مدي الحافظ، 41/ مؤيد نعمة، 42/ هادي العلوي، 43/ وصفي طاهــر، 44/ نزار ناجي – ابو ليلى، 45/ نضال الليثي، 46/ نضال وصفي طاهر.

     ومن المؤكد – كما اخطط وأسعى – ان هناك في الفترة القادمة جولة جديدة، وربما أكثر، في السير على ما تمت كتابته، لتضاف الى الباقات السابقة، باقات أخرى من المعارف والاصدقاء والاحباء، دعو عنكم الصديقات والزميلات والرفيقات ممن “زنَّ الحياة بوعدهنَّ، وشننها بوعيدهنَّ” وكم أتمنى ان لا أقصرّ في الاتيان بجميل الذكريات والتأرخة بذلك المسار برغم بعض تعقيداته، وأعني مراعاة بعض ظروف، وربما بضعة اسرار ايضا!!..

     وبحسب ملاحظات بعض الأعزاء فأن ثمة ايجازات في التوثيقات والاستذكارات التي نعني بها هنا، كما هناك تركيز على الجوانب الجميلة فقط… ومع أني أشرت لأكثر من مرة بأن المقصود والهدف ليس كتابة سير ذاتية، أكرر مرة اخرى لمزيد من التوضيح بأن جميع المنشور جاء بشكل أو آخر بقدر ما توفر لي من مشاهدات مباشرة، أو علاقة بتلك الشاكلة وغيرها. مع التنويه مجددا بأن كل ما تم توثيقه جاء وفق الذاكرة، ودون اي تداول مع الاحبة الذين تمت الكتابة لهم وعنهم.

   أخيراً، وايضا حول ما تستهدفه هذه الاستذكارات والتوثيقات، أشيـر الى انها جاءت للتعبير عن بعض وفاء، وتأرخة موجزة لكثير من العطاءات التي لا اجد تفسيرا مناسبا لتركها الى المستقبل، دون ان تكون شهادات عيان ليضيف لها اصحابها ما يعتقدون بأهميته، ويصححون ويزيدون وينقصون، وخاصة ان ثمة الكثير مما ينشر هنا وهناك بات مليئا بغير الدقة على اقل وصف، الى جانب استقاء المعلومات التاريخية من غير مصادرها، مما يشوه بعضها عمداً، او بدون قصد.

     اما على الجانب الشخصي فلن أتردد في القول هنا ان هذه الاستذكارات والوقفات التاريخية تأتي ايضا لأشهار علاقات وصداقات شيئت لي مع مناضلين وشخصيات وطنية وعامة، كما محبة وتعارف مع غيرهم، وفي كل ذلك وهذا: رصيد حياتي، ومعنوي، هو كل ما توفر لي في العالم المادي وعلى مدى اكثر من نصف قرن، اي بعد مرحلة الصبا والفتوة الجميلتين. وليست بجديدة على الكثيرين حكمة أو مقولة ” ان الانسان يُعرف من اصدقائه” وها أنذا سائر على تلكم الطريق! .

  * براغ/ آواخر آذار 2019

اترك تعليقاً