السيمر / فيينا / الثلاثاء 30 . 04 . 2019
أياد السماوي
الظهور المصوّر المفاجيء لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بعد ظهوره الأول عام 2014 عقب سقوط مدينة الموصل وإعلان دولة الخلافة الإسلامية , يحمل رسالة واحدة لا غيرها , رسالة من أمريكا وإسرائيل إلى الحكومة والشعب العراقي , مفاد هذه الرسالة أنّ أبي بكر البغدادي حي يرزق وبكامل صحته , وكما أدخلناه إلى الموصل والمحافظات الغربية في المرّة السابقة , ها نحن جاهزون لإدخاله مرّة أخرى إلى المحافظات الغربية فيما لو قررّ مجلس النوّاب العراقي والحكومة العراقية إخراج القوات الأمريكية من العراق , وقبل ظهور هذا التسجيل المصوّر لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي , صرّح قائد القيادة المركزية الأمريكية كينث ماكينزي الأحد 28 نيسان 2019 أي قبل يوم واحد فقط من ظهور هذا التسجيل ( أنّ مفاوضات تجري مع الحكومة العراقية بشأن الوجود طويل الأمد الذي ستحتفظ به القوّات الأمريكية في العراق لمكافحة الإرهاب ) , وبكل تأكيد أنّ ظهور أبي بكر البغدادي بعد يوم واحد من تصريح ماكينزي يكشف بشكل جلي وواضح الهدف من ظهور البغدادي في هذا الوقت تحديدا , فالرسالة واضحة جدا ولا تحتاج إلى عناء كبير لفهمها وفك رموزها . ومثلما هي رسالة أمريكا إلى العراقيين واضحة من خلال هذا الظهور المفاجيء لأبي بكر البغدادي , فإنّ للعراقيين رسالة هي الأخرى واضحة أيضا , وملّخص رسالة العراقيين هي .. إننا نعلم علم اليقين أن البغدادي موجود لديكم وتحت رعايتكم , وأنّ بقايا شراذمه موجودين في معسكرات تحت رعاية الجيش والمخابرات الأمريكية في العراق , ونعلم أيضا أن تنظيم داعش الإجرامي هو صنيعة المخابرات الأمريكية وأداتها لزعزعة أمن واستقرار البلدان المعادية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة , ونعلم أيضا أن الوجود العسكري والقواعد الأمريكية في العراق ليس لمحاربة الإرهاب وداعش , بل أنّ هذا الوجود العسكري وهذه القواعد المنتشرة في العراق موجودة لحماية أمن إسرائيل واستخدامها كقاعدة لضرب إيران وسوريا والحشد الشعبي في العراق عند الضرورة , ونعلم أيضا أنّ القوّات الأمريكية في العراق هي قوّات مقاتلة وليس خبراء ومستشارين عسكريين لتدريب الجيش العراقي كما تدّعي الحكومة العراقية , وحادثة ضرب الشرطة الاتحادية في كركوك قبل بضعة أيام خير دليل على هذا , ونعلم أيضا أنّ القوّات الأمريكية في العراق هي قوّات معادية للحشد الشعبي وتشّكل خطرا كبيرا على أمن العراق وسيادته واستقراره وأمن المنطقة بشكل عام , وكما هي رسالة أمريكا واضحة , فرسالة العراقيين هي الأخرى واضحة وتحمل مطلبا واحدا لا غيره , هو رحيل كلّ القوّات الأجنبية عن العراق , ولا مطلب للعراقيين غير هذا , والعراقيون قادرون على حماية استقرار بلدهم وأمنه , وإذا كانت هنالك بعض الأصوات التي تدعو إلى بقاء القوّات الأمريكية في العراق , فهذه الأصوات لا تشّكل أي عائق وليس لها أي تأثير أمام جدّية العراقيين برحيل القوّات الأجنبية من العراق , ولتعلم الإدارة الأمريكية أنّ عامة الشعب العراقي يعتبرون الوجود العسكري الأمريكي في العراق لا يختلف عن وجود داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية , كلاهما معاد للعراق وقواته المسلّحة وحشده الشعبي .. وكما أخرج العراقيون القوّات الأمريكية عام 2011 , سيخرجونها هذه المرّة أيضا , وفصائل المقاومة الإسلامية لم تعد كما كانت قبل 2011 , والعراقيون بكلّ أطيافهم ومكوّناتهم وراء الحشد الشعبي .. في الختام نقول لكم .. وصلت رسالتكم وسيأتيكم الرّد قريبا ..