متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 09 . 01 . 2016 — نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية ، اليوم السبت ، مقالاً للكاتب “بيل لو” وصف فيه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنّه “أخطر رجل في العالم” ووصفه بأنه “عدواني” و “طموح” ، يضع “أعداءه في الداخل والخارج نصب عينيه”
أمير «عدواني» وأغرق البلاد في «حرب لا نهائية»
“عندما كان عمره 12 عامًا فقط، بدأ محمد بن سلمان يحضر اجتماعات برئاسة والده، الذي كان وقتها محافظًا للعاصمة الرياض. وبعد نحو 17 عامًا، أصغر وزير دفاع في العالم، أغرق بلاده في حرب وحشية في اليمن لم يظهر لها نهاية في الأفق”، كانت هذه مقدمة مقال الكاتب، بيل لو، في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الذي خصصه للحديث عن وزير الدفاع السعودي في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
دعم من والده منذ المراهقة
الكاتب البريطاني الشهير، قال إن المملكة العربية السعودية دخلت الآن في مبارزة خطرة مع عدوها الإقليمي إيران، بقيادة رجل -على ما يبدو- في عجلة من أمره لكي يصبح القائد الأقوى في منطقة الشرق الأوسط في إشارة إلى الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف أن الأمير محمد، كان لا يزال في بداية سن المراهقة عندما بدأ التداول في الأسهم والعقارات، وعندما واجه بعض الأزمات، كان والده قادرًا على معالجة الأمور، وخلافًا لإخوته غير الأشقاء لم يسافر محمد بن سلمان إلى الخارج للدراسة في الجامعة، واختار البقاء في الرياض، حيث درس في جامعة الملك سعود، وتخرج في كلية القانون.
في عام 2011، أصبح والده وليًّا لولي العهد كما شغل منصب وزير الدفاع محمد بن سلمان، كمستشار خاص لوالده أصبح هو رئيسًا لديوان ولاية العهد.
وتابع الكاتب القول “كل خطوة على الطريق، كان الأمير محمد مع والده، الذي عمل على ترقية ابنه المفضل في التدرج الهرمي لبيت آل سعود. فأصبح مفهوما جيدا، داخل النخب الدينية ومجتمع رجال الأعمال، أنه إذا كنت تريد أن ترى الأب كان عليك أن تذهب أولا من خلال الإبن”.
القوة الحقيقية في المملكة
وزعم المنتقدون أنه جمع ثروة هائلة، ولكن القوة، وليس المال، هي ما أوصلت الأمير. فعندما صعد سلمان إلى العرش السعودي في يناير عام 2015، كان قد أصبح مريضا بالفعل، ويعتمد اعتمادًا كبيرًا على ابنه.
وبحسب كاتب المقال، “فإن الملك سلمان (79 عامًا)، يعاني من الخرف كما أنه لم يستطع التركيز لأكثر من بضع ساعات فقط في اليوم. وباعتباره كاتم أسرار الملك ومساعده الرئيسي، أصبح محمد بن سلمان هو القوة الحقيقية في المملكة”.
وزادت تلك القوة بشكل كبير في الأشهر القليلة الأولى من حكم سلمان، وعين الأمير محمد وزيرًا للدفاع، كما أنه أصبح المسؤول عن شركة أرامكو، شركة الطاقة الوطنية، ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يمثل الرقابة على كل الوزارات، وكذلك المسؤول عن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة.
وعين وليا لولي العهد، ولكنه ضمن سيطرته على منافسه محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية، من خلال رئاسة الديوان الملكي.
الإصلاحات الاقتصادية ودعم الشباب
وأضاف بيل لو “في ظل عدم الصبر والبيروقراطية، أصبح محمد بن سلمان متسرعا ليترك بصمته، من خلال مطالبة الوزارات بتقديم مؤشرات الأداء الرئيسية على أساس شهري، زياراته المفاجئة في الصباح الباكر إلى الوزارات سرعان ما صنعت منه أسطورة، كما حاز إعجاب الشباب السعودي”.
وهو أمر هام جدا، إذ إن 70% من الشعب السعودي تحت سن الـ30، كما أن معدل البطالة مرتفع، فبعض التقديرات تشير إلى أنه بين 20 و25%.
الابن الطموح وحلم المحارب العظيم
ولكن بنفس الحماس الذي يسعى به للإصلاحات الاقتصادية، فقد جر المملكة إلى حرب الفوضوية في اليمن المجاور. في مارس الماضي، أطلق حملة جوية ضد قوات الحوثيين المتمردة التي أجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي على البقاء في السعودية، وأوضح لو “عقود من الحذر السعودي انهارت من خلال قيادة محمد بن سلمان لحملة عاصفة الحزم”.
“لا بد أنها كانت فكرة جيدة جدا في ذلك الوقت: الشاب، الابن الطموح للملك الطاعن في السن يقود حربا ضد التمرد في الجارة الجنوبية المضطربة، كما أن إيران، التي تدعم المتمردين، جعلت المغامرة أكثر جاذبية”.
وزير الدفاع وجد منافسًا قويًّا في وزير الداخلية، وأراد أن يثبت شجاعته أمام منافسه ومؤيديه.
وكانت الخطة لتحقيق الفوز والانتصار السريع الحاسم لتأكيد مكانته كقائد عسكري، ليضع نفسه في نفس مكانة جده، عبد العزيز آل سعود، الملك المحارب العظيم ومؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة.
خطايا عاصفة الحزم
محمد بن سلمان، حسب كاتب المقال، تجاهل حقيقة أن الحوثيين كانوا “حائط صد ضد التهديد الحقيقي لبيت آل سعود، وهو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويبدو أنه أغفل أيضا أن الحوثيين كانوا منافسا عنيدا كان قد أحرج السعودية في حرب حدودية منذ بضع سنوات”.
كان ذلك في عام 2009، عندما استولوا على ميناء جازان على ساحل البحر الأحمر، الأمر الذي تطلب دفع 70 مليون دولار لتحريره من أيديهم.
وأضاف “حتى الآن لم تثبت عملية عاصفة الصحراء حاسمة أي شيء. ولكن الحرب المستمرة منذ عام تقريبا قد تسببت في بؤس لا نهائي لشعب اليمن، في القصف الجوي المكثف، تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلاد في حين احتفظ الحوثيون بسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومعظم الشمال.
وفي الجنوب، ظل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب محتفظا بأرضه، وقد تعهد الوزير بالاستمرار، مصرًّا على إعادة الحوثيين لطاولة المفاوضات.
معركة “العين بالعين”
عندما أعلن محمد بن سلمان تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب من 34 دولة في منتصف ديسمبر الماضي، بالتأكيد كان يضع إيران في الاعتبار.
إيران تدعم بقوة الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد، سواء بشكل مباشر أو من خلال حزب الله اللبناني الشيعي، كما أن السعودية مصرة على هزيمة الأسد قبل البدء في أي محادثات سلام سورية.
الآن، ومع إعدام السعودية رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر، تتسارع معركة “العين بالعين”، فالإيرانيون سمحوا بمهاجمة السفارة السعودية في طهران، والرياض بجانب دول مجلس التعاون الخليجي ردوا بسحب سفرائهم. كما أن قصف السفارة الإيرانية في صنعاء قد أدى إلى زيادة التوترات.
شبح الصدام العسكري
الكاتب البريطاني أشار إلى الرسالة التي انتشرت على نطاق واسع في الصيف الماضي، لأحد أعداء الملك الحالي من داخل الأسرة الحاكمة، والتي نددت بغطرسة الأمير الشاب، إلى حد وصل للدعوة إلى الإطاحة به وبوالده وبالأمير محمد بن نايف.
“لكن هذه الدعوات لم تفعل شيئا، وما زال محمد بن سلمان مستمرًّا في الصعود إلى القمة من خلال الدعم الشعبي في المملكة السعودية، ولكن يبقى السؤال:
إلى أي مدى ستقوده طبيعته المتهورة في الصراع مع إيران؟”.
واختتم الكاتب بالقول “ليس خارج نطاق الاحتمال أن هذا الشاب المتهور، الذي قدم نفسه في ثوب جده كمحارب سني، أن يفكر في توجيه ضربة عسكرية ضد إيران الشيعية، وهي فكرة مخيفة في منطقة تمزقها الحرب الطائفية بالفعل”.
إدارة الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ينشر من آراء واخبار