حسن العمري / باحث وكاتب سعودي
تزامناً مع موجة التغييرات الجديدة الخفية منها والظاهرة في إدارة شؤون العربية السعودية ضد الأمراء الخصماء ذوي الخبرة والتعقل، التي يقودها الأمير “طمطم” وزير الدفاع محمد بن سلمان نيابة عن والده المصاب بالزهايمر وفقدان السيطرة – حسب الاطباء المشرفين ما دفع بنجله بتغييرهم قبل أيام – تصدر التقارير الواردة البيان الصادر عن الديوان الملكي “يعفى الدكتور سعد بن خالد بن سعد الله الجبري وزير الدولة عضو مجلس الوزراء من منصبه..يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه”، دون الكشف عن الأسباب التي أدت إلى عزل الجبري من منصبه.
هذا القرار السريع جاء كصفعة جديدة وجهها بن سلمان لخصمه الخطير محمد بن نايف ولي العهد للآستفراد بالسلطة، خاصة وأن الوزير الجبري من أقرب المقربين لوزير الداخلية ويدير ملفات المباحث والاستخبارات السعودية، وأحيل اليه أخيرا الملف الاستخباراتي لليمن في بعض جوانبه .
التغيير اعاد للذاكرة سلسلة الإقصاءات التي طالت رجال الدولة السعودية من أمراء ومقربين للأسرة الحاكمة منذ اللحظة الأولى لتولي الملك سلمان السلطة وقبل الإعلان عن وفاة سلفه عبد الله حيث حصاد الإقتلاع طال العشرات من الوزراء ومساعديهم وكذا كبار ضباط القيادات العسكرية والأمنية والتي أطلق عليها المراقبون للشأن السعودي آنذاك بالانقلاب الأبيض أو “انقلاب السديرين”، أو”زلزال الفجر”، أو”زلزال القصر السعودي”، أو “عاصفة الفجر”، أو “السديريون ينحرون أخوانهم” وغيرها من التسميات الاخرى التي جاءت مقال للكاتب والباحث السعودي جمال حسن .
وقد طال العزل والطرد من السلطة حتى ولي العهد السابق شقيق الملك سلمان من أم جارية يمنية “مقرن بن عبد العزيز” بعد عشاء عائلي أجبر بموجبه “مقرن” أبن الجارية اليمنية على الأعتزال من ولاية العهد “بناءاً على طلبه” لضعف شخصيته وانه لا يليق بالمنصب الذي يعتليه ودمه ليس “خالصاَ” – حسب المصادر ذاتها، ليلتحق بركبه نجلي “عبد الله” وهما أمير مكة “مشعل” وإعادة “خالد الفيصل” أميراً لمكة و”تركي بن عبد الله” من منصبه كأمير للرياض، وتعيين الأمير “فيصل بن بندر” بدلا منه، فيما أبقى على “متعب” وزيراً للحرس الوطني “فزاعة خضرة”، ثم امتد لإخلاء أطرافه فكان ظهور قائد الحرس الوطني في المنطقة الجنوبية اللواء محمد الشهراني ليلعب دورًا بارزًا بصورة متزايدة خلال الأسابيع الأخيرة؛ باعتباره أحد رجال محمد بن سلمان داخل الحرس الوطني وذلك فور وفاة قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق الركن محمد بن أحمد بن الشعلان جراء قصف انصار الله لقاعدة جيزان الجوية السعودية في 10 يونيو الماضي حسب “جالف ستاتوس نيوز”.
التغييرات المتوالية والخطيرة التي يديرها “الجنرال الطائش” بأسم والده الفاقد للذاكرة أدخل الأسرة المالكة في دوامة فراغ كبير وأنتشر الفزع والرعب في أروقة القصور الملكية من قرب انهيار الدولة الثالثة جراء رعونة وتهور بن سلمان ولابد من العمل على كبح جماحه من قبل شخص يحظى بمقبولية ومصداقية داخل العائلة الملكية خاصة وأن السلطة الحالية في السعودية أثبتت للجميع بأنها “غير رشيدة” ومستنقع اليمن آخذ بها نحو الزوال والانهيار كما وصف ذلك القانوني السعودي الدكتور حسن العمري قبل أيام.
أبناء الجواري= كيش ملك، وغير السديريين = معزولين، وسائر الأمراء على شقين بين موالي لـ”طمطم” وبين معارض والذين يشكلون الأغلبية فكان ولابد من إطلاق نداء إستغاثة خاصة وأن الخوف أخذ يسري في عروق جميع أمراء آل سعود ليس من الآخرين بل حتى من أنفسهم كما جاء في مقال للكاتب “روبرت فيسك” نشرته قبل ايام صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وإزدات المخاوف بعد أن نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تحليلًا لـ”سيمون هيندرسون” المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج، تحدث فيه عن أن كثيرًا من المراقبين السعوديين يعتقدون حاليًا أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، سيعلن تخليه عن الحكم لصالح نجله محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع. فيما كبير الكتاب العرب محمد حسنين هيكل يشدد أن “النظام السعودي غير قابل للبقاء، أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل..”.
فأعتلت الصيحات وجاء النذير العاجل لآل سعود من داخل الأسرة يحملهم مسؤولية العبث بمقدرات البلاد والعباد لصمتهم أمام تخبط ولد سلمان الجاهل .. “وما زال 13 من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة، وبينهم كفاءات و خبرات كبيرة، و نخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز وتركي بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، و خبرات سياسية و إدارية يعرفها الجميع، يجب استثمارها فى صالح الدين والمقدسات والشعب.. وعلى هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة وعلى أبناء المؤسس ال 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وأخوانه و أبناؤهم و أبناء إخوتهم -عندما عزلوا الملك سعود- والقيام بعزل الثلاثة الملك العاجز سلمان بن العزيز، والمُفَرّطْ المستعجل المغرور ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والسارق الفاسد المُدَمّرْ للوطن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليتولى الأصلح والأكبر إدارة شؤون البلاد والعباد”.
الوعي نيوز