السيمر / الثلاثاء 09 . 02 . 2016
سعد بطاح الزهيري
العراق ذاك البلد العظيم, الذي نورت أرضه وسمائه بنور أهله, العراق البقعة الوحيدة التي يغبطها الجميع, العراق أول مرسى لأبينا آدم (ع) حيث شجرته المعروفة في البصرة, وطني هو موطن نبي الله أبراهيم في مدينة أور الناصرية, فيه أول قانون وُضع, وأول شريعة في التاريخ قانون حمورابي.
فيه نوح وسفينته التي نقذ البشرية, فيه عزرا وعزيز وذي الكفل, فيه يونس وهود وصالح, وفيه الخلافة الأسلامية ومركزها الكوفة حيث الأمام علي بن ابي طالب(ع), الذي أختارها عاصمة الدولة الأسلامية, فيه سبعة من الأئمة المعصومين, فيه الخيرات والبركات فيه الرافدين.
العالم بأسره مدين للعراق, لأنه أول من علّمهم الكتابة, أول من استخدم العجلات, وأول من أستخدم النقل المائي الذي عمل عليه السومريون, فيه الحوزة العلمية المقدسة, تلك المدرسة التي أنبثق نورها أكثر من (400) سنة, منها نأخذ العبر والدروس والمفاهيم, مرجعيتنا هي السند الذي نتكأ عليه دائما.
هذا هو بلدي الذي من حقي أن أفتخر به, توالت علية كثير من الحقب السياسية, حيث لكل منها أسلوب ومنهج, سنتحدث عن عراقٍ ظلم فيه أهله, كما وُظلم فيه التاريخ والإرث الذي يحمله, عراق الذي أُنتهكت سيادته من قبل أهله, باعوا الضمير بالدينار, وباعوا الأخلاق بالمناصب الزائلة.
العراق بهذا الثقل وهذا الإرث التاريخي, لم يحضَ بالقوي الأمين, القادر على حمل الأمانة, في عراق ما بعد (2003)، ثمان سنوات مضت على حكمٍ فاشلٍ فاسد, سياسة الرجل الحاكم, والتفرد بالقرار, وإعادة المجرمين وأصحاب التاريخ الأسود, والتستر على الفاسدين بصفقات فاشلة, وتسخير إمكانات الدولة وتجييرها لحزبه وحاشيته.
هنا لم يغب دور الموجه والمرشد, حيث المرجعية التي نادت وطالبت الى أن قالت بُحت أصواتنا, ولا من مجيب, والمتتبع للواقع والمشهد السياسي, سيجد هناك فرق عديدة, وغير منسجمة القرار, منهم سكتوا خوفا على مصالحهم ومناصبهم, ومنهم المستفيد وهم الأكثرية, ومنهم أذا تحدث دفع ضريبة حديثه التسقيط.
المرجعية أوصدت الأبواب بوجههم, وبقت ترشد وتنادي للإصلاح, وجعلت من الحاكم طريد, إلى أن تمت أزالته لأنه أسس بنيان خاطئ, وغرس مفاهيماً خاطئةُ في نفوس الضعفاء, بحججٍ واهيةٍ بأن لا دخل للمرجعية في السياسة, هنا جريمته الكبرى التي سخّر لها أمكاناته بالأموال التي سرقها من قوت الأبرياء.
الطريد أصبح حلمه الوحيد شق الصف والتفرقة, لكي يحلم من جديد ويسرق ويسفك الدماء, لأنه عاش على هكذا نحو, أعادة القتلة والمجرمين مشعان والعاني والمطلك, كل هذه الأسماء عادها الطريد لكي يحافظ على كرسي زائل, وتناسى من كان ينتسب له حين قال (لو كان أصبعي بعثيا لقطعته).
ما خلفه الطريد هو أمتعاض المرجعية, لأنه لم يسمع لها ولم يأخذ برأيها إطلاقا, والأصلاح الذي نادت به المرجعية بعد تغيير الطريد, ما هو ألا نتاج لفساد, خيّم على كاهل الحكومة العراقية, ولم نرَ النور للإصلاح المنشود, لأن الطريد سخر الإمكانات للإطاحة بالإصلاح, وأستخدم ميزانية 2014للنيل منه.
مرجعيتنا حصننا المنيع, وسندافع عنها ماحيينا, ولا نسمح لأيٍّ كان المساس ولو بكلمة واحدة, على مقامها، وسيعلم الطريد ومن نهج نهجه, أنكم زائلون, أنتم ومن يقف خلفكم, كفاكم ما فعلتموه ببلدي سرقه وقتل وفساد, أيها الطريد صه وقف عند حدودك فقد آن الأوان لنقول لك كفاك تعدٍ.
علينا أن نعيد للعراق تاريخه وهيبته وأرثه الكبير, لنقول: نحن من شق الظلام, ونحن من عُلّمنا منطق الحرف والكلم , ونقول: نحن من وأنتهج بنهج الأنبياء والأصفياء, لدينا الحضارة والمعرفة والعلم, أسلافنا بنوا لنا تاريخاً زاخراً وعمّروه, وطريدنا حاول تمزيق الإرث الكبير, بمرجعيتنا سنعيد تاريخنا وأرثنا الكبير.