أحمد الحباسى / تونس
يقال عن مذيعة الجزيرة الجزائرية خديجة بن قنة أنها تملك حضورا تلفزيونيا أنثويا متميزا ، شاركت هذه السيدة منذ بدايتها الإعلامية سنة 1986 كصحفية في الإذاعة الجزائرية ثم في التلفزيون في بداية الحراك الإعلامي الجزائري ، يحسب لهذه السيدة المثقفة حضورها الجلي و خفة دمها و قدرتها الفائقة على إدارة الحوار مع الضيوف دون السقوط في الابتذال أو البحث عن الإثارة على حساب المهنية ، يضاف لهذه القدرة المهنية طبعا ذلك الحجاب الذي شكل في بداية ظهورها بمحطة الجزيرة صدمة للبعض و “متنفسا” للبعض الآخر بحيث لم ينس الجميع تصريحها الشهير بأن لبس الحجاب أهم بالنسبة إليها من العمل في التلفزيون ، لذلك من المهم اليوم أن نتحدث عن حجاب السيدة خديجة بن قنة ليس من باب التعرض إلى الحرية الشخصية فهذا الأمر قد ولى و انتهى و لكن من باب المهنية الأخلاقية الإعلامية .
ماذا يعنى الحجاب ؟ ما هي الصفات الأخلاقية التي تتمتع أو يجب أن تتمتع بها السيدة صاحبة الحجاب ؟ ما علاقة المثل الفرنسي ” اللباس لا يصنع الراهب ” (l’habit ne fait pas le moine ) بحجاب السيدة بن قنة …؟ ما علاقة حجاب هذه المرأة بالمحتوى الإعلامي لمحطة الجزيرة ؟ كيف “يقبل ” حجاب السيدة بن قنة على نفسه المشاركة اليومية في حملات التضليل المأسوية الكاذبة التي تشنها محطة قطر على الشعب السوري و بقية الدول العربية ؟ لماذا تصر هذه المتدينة المتحجبة على إتباع طريق الخزي و العار بنقل معلومات تعلم هذه السيدة مسبقا أنها معلومات مفبركة و مضللة و قادرة على إيذاء المتابعين و ملايين الشعوب العربية ؟ لماذا تتجاهل السيدة المحجبة صرخات أطفال اليمن و سوريا و العراق الذين يموتون يوميا تحت قنابل إعلام محطة قطر الصهيونية ؟ كيف يمكن للوجدان العربي أن يقبل بهذه المحجبة المنافقة المنفذة للمؤامرة الصهيونية لتمزيق النسيج العربي و هو من عرف المناضلة الأسطورة جميلة بوحيرد ؟ .
تعتبر السيدة بن قنة من مؤسسي محطة الجزيرة أو من أول المذيعات فيها ، هذا يعنى بعد كل ما حصل منذ بداية بث القناة سنة 1996 أن مدام خديجة مجرمة إعلامية مع سبق الإصرار و الترصد كما يقال في القانون ، فهي شريك بالقول و الفعل في “الخط التحريري” للمحطة و في تحرير نشرات الأخبار الملفقة و في مشروع إثارة الفتنة و الحرب الأهلية و الدعوة للتطبيع و إنهاك الأمة العربية ووجدانها بهذا الخطاب الاستسلامي الوضيع ، يضاف إلى ذلك طبعا المشاركة الفعالة في ضرب الوحدة العربية بكل الطرق التضليلية و باستعمال قدرات إعلامية و لوجيستية خيالية وفرتها المخابرات الصهيونية التي تشرف على كل الحملات و المؤامرات و الخطط التي تستهدف الرأي العام العربي سواء لتحييده أو إبعاده أو إرباك مساره أو تحويل وجهته ليصبح أداة طيعة لضرب المعارضة الوجودية العربية للكيان الصهيوني كقوة إرهاب دولية بعثتها القوى الغربية لإنهاك المنطقة و جرها للاستسلام.
شاركت السيدة بن قنة سنة 2005 في مؤتمر برلين للحوار بين الأديان ، لكن من المهم اليوم أن نتساءل بإلحاح شديد عن أي دين تتحدث هذه المحجبة ، عن دين جماعة “رابعة ” ؟ عن دين محطة الجزيرة ؟ عن دين الإخوان ؟ عن دين يوسف القرضاوى ؟ عن دين أسامة بن لادن ؟ عن دين أبوبكر البغدادي ؟ عن دين راشد الغنوشى و عبد الإله بن كيران و عباسي مدني ؟ أم عن كل هذه ” الأديان “صبره واحدة ؟ … و إذا كانت هذه المحجبة تؤمن بالدين الإسلامي حقا ، و هذا مشكوك فيه تماما ، فما هو موقفها بالتحديد من جميع هذه ” الأديان” المذكورة ؟ ما هو موقفها من دعوات القرضاوى لضرب الشعب السوري بحجة “كفر” قائده السيد بشار الأسد ؟ ما هو موقف هذه السيدة من “دين” أبو بكر البغدادي الذي يبيح سلخ و نحر و ذبح البشر تحت مسمى الجهاد ؟ ما هو موقف هذه المحجبة المريضة نفسانيا من “بقايا” جهاد النكاح من هؤلاء الأطفال بلا نسب الذين سيضافون لملايين المشردين بلا هوية عبر موانئ و بحور العالم ؟ .
تقدم السيدة بن قنة الأخبار و ما يعرف بالبرامج ” الحية” ، و عندما نعلم أهمية موقع هذه السيدة في عيون إدارة القناة ندرك بالفطنة أن هذه “المقدمة” مشاركة في عملية طبخ الأخبار على طريقة محطة الجزيرة ، هذا مهم لفهم حقيقة الدور الذي تلعبه هذه المرأة الإرهابية في تقديم الوجبات الإعلامية المسمومة لعموم المتابعين عبر العالم ، و عندما ننقل أن هذه السيدة متزوجة بالإعلامي الرئيس السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر نصل إلى قناعة راسخة بعمق الدور الخيانى للأمة العربية التي لعبته و تلعبه السيدة بن قنة منذ احتلال العراق سنة 2003 إلى حرب تموز 2006 إلى استهداف سوريا سنة 2005 إلى ما يسمى بثورة ” الياسمين ” في تونس و ما تبعها مما يسمى بالربيع العربي إضافة إلى صمتها القذر على ما يحدث من مجازر دموية في اليمن على يد النازية السعودية الجديدة و أتباعها في المنطقة ، بحيث لم يعد ممكنا اليوم السكوت على مجازر خديجة بن قنة .
تقول بن قنة أن التلفزيون اقصر طريق للجنون في علاقة بالشهرة و انحسارها في بعض الأحيان ، ما لم تقله السيدة خديجة أن “تلفزيون” محطة الجزيرة أقصر طريق لتعلم و ممارسة الخيانة على الملأ و بالقصد و دون خجل ، فحجاب هذه المرأة يحمل أطنانا من العار و الأدران و الدماء ، و لعل الذين استبشروا خيرا في بداية لبس حجاب السيدة بن قنة قد راجعوا أنفسهم اليوم و كرهوا و تفطنوا إلى غباءهم و باتت هذه المرأة الثعبان أكره خلق الله بالنسبة إليهم لأنها فقدت كامل أنوثتها و شهامتها الجزائرية لتصبح مجرد “قارئة فنجان ” إعلامية تبشر بقرب انهيار الدول العربية في أحضان الصهيونية العالمية ، و من يصدق هذه اللعوب عندما تصرح بأنها هربت من عنف الجماعات التكفيرية في الجزائر و هي من تمارس منذ سنوات الإرهاب الإعلامي التزويرى لضرب الأمة العربية ، كيف نصدق خديجة و هي تضرب المقاومة بلسان المشروع الصهيوني ، كيف نقبل بخديجة المحجبة في نادي العراة الإعلاميين الخليجيين ، يبقى السؤال ، متى تنزع بن قنة هذا الحجاب الوسخ .
خاص بانوراما الشرق الاوسط