السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / فيينا / الخميس 30 . 01 . 2020
أياد السماوي
أسئلة حائرة تدور على شفاه عامة أبناء الشعب العراقي المنتفض على الفساد .. لماذا لم تتمكن الكتل السياسية الحاكمة حتى الآن من تسمية مرّشح غير جدلي لرئاسة الوزراء ؟ تكون مهمته التهيأة لانتخابات نيابية عامة مبكرّة بالرغم من مرور شهرين على استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ؟ الجميع يتسائل أين الخلل ؟ هل الخلل بعدم وجود عراقي واحد نزيه ومخلص وغير متوّرط بفساد الطبقة الحاكمة ؟ أم أنّ هنالك أسباب أخرى غير معلنة تمنع من ترشيح مستقل لا ينتمي للطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة ؟ وهل الأسماء المتداولة الآن تنطبق عليها المواصفات التي وضعها الشارع المنتفض والمرجعية الدينية العليا ؟ أي من الأسماء المطروحة لا تحمل جنسية أجنبية أو لم تشترك في الحكومات السابقة ؟ على من تقع مسؤولية عدم التوّصل إلى تسمية مرّشح غير جدلي وغير فاسد ولا يحمل جنسية أجنبية ولم يشترك قط في الحكومات السابقة ؟ هل من المنطق أن يطالب الشارع المنتفض الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة أن تقدّم له مرّشح يتمّتع بالمواصفات التي ذكرناها أعلاه ؟ وهل توجد أصلا كتلة سياسية واحدة لم تشترك بعمليات الفساد ونهب المال العام حتى يطالبها الشارع المنتفض بترشيح رئيس وزراء نزيه ؟؟ …
وبالمقابل هل الأسماء التي قدّمتها ساحات التظاهر جديرة بهذا المنصب ؟ هل من المعقول أن ترّشح ساحات التظاهر معتوه ودنيء وعميل قذر كدعبول ليكون رئيسا للوزراء ؟ أليست ساحات التظاهر المتخبطة تتحمّل هي الأخرى جزء من هذه المسؤولية باعتبارها لم تقدّم إلا النطيحة والمتردية ؟ وهل يكفي أن يكون المرّشح لمنصب رئيس الوزراء نزيها من غير خبرة في الإدارة والسياسة والاقتصاد ؟ ولو توّفرت هذه العناصر جميعا هل تكفي لتوّلي هذا المنصب من غير أن يكون المرّشح حازم وقوي وشجاع ومستعدّ لمجابهة المافيات السياسية الحاكمة ؟ لنستعرض كلّ الاسماء التي قدّمت لشغل هذا المنصب سواء المرفوضة منها من قبل ساحات التظاهر أو غير المرفوضة , ونضعها جميعا في ميزان التفاضل من غير تشنج أو انفعال , ونرى أي من هذه الأسماء تصلح لهذه المهمة الصعبة للغاية ؟ وهل من الممكن التنازل عن شرط المشاركة في الحكومات السابقة انطلاقا من القاعدة الفقهية التي تقول أنّ الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها ؟ .. السؤال الأخير موّجه تحديدا لكتلتي الفتح وسائرون .. هل لديكم الاستعداد للتخلي عن محاصصاتكم التي تقف عائقا أمام تسمية المرّشح المستقل محمد توفيق علاوي رحمة بهذا الشعب الذي أنهكه الفساد والفوضى والفقر وانعدام الأمن ؟ …
في 30 / 01 / 2020
