السيمر / فيينا / الاحد 23 . 02 . 2020
اشواق مهدي دومان
تلبس الحروب النّاعمة
أزياء مختلفة و متجدّدة و متخفّية لاستهداف المرأة في مراحلها العمريّة
المختلفة و خطورة هذه الحروب أنّ من رياحها عاطفيّة إنسانيّة ، و هنا
الضّحايا من بنات الخامسة عشر من العمر و ما يقارب هذه السّن ؛ ففي ( س ) و
( ص ) ، و…الخ من الحارات يتمّ تسجيلهن لأخذ دورات تمريض ، و تكون
الفرصة متاحة أكثر لبنات الأسر الفقيرة و النّازحة ، و إلى هنا فلا زال
الموضوع منطقيا و لكن يبدأ الخطر : حين تقيم تلك البنات المتدرّبات على فنّ
التّمريض عند الطّبيبات المدرّبات ، و اللاتي ( يا حبّة عيني ) يكون
أزواجهن مسافرين فيطمئن الأهل لتلك الطبيبات فتكون إقامة بناتهم مرضيّا
عنها من كلّ الأطراف ،
و هنا :
لماذا اختيار الضّحايا من الفقراء ؟
و لماذا تلك السّن بالذّات ؟
و لماذا الاقامة بالأسابيع عند تلك الطبيبات ؟
و كيف يصادف أن جميع الطّبيبات أزواجهن مسافرون ، و
الأغرب : لماذا حين تأتي البنات لزيارة أهاليهن يبقين على أحرّ من الجمر و لا تكاد الشّمس تطلع حتى يشتقن لمدربّاتهن ؟
و هل هذا الاشتياق خالٍ من المخدّرات أم هو حبّ حقيقي من تلميذة لمعلمتها ؟
و
لسنا نستبعد أن تُستقطَب تلك الفتيات للدّعارة كما لا نجزم قطعا أن تكون
تلك عمليّات إنعاش للوهّابيّة و مراكز تحفيظ التّكفير خاصّة و قد كانت
بيوت شيوخ إخوانجوهّابيّين مفتوحة في كثير من المحافظات كمدارس لتعبئة
الشّباب ضدّ الزّيديّة و ضدّ الهاشميّين ( خاصّة ) ، و تعليمهم مناصبة آل
البيت العداء ، كما و كان موجودا فيها تدريبهم على كيفية ذبح الإنسان و
التّعلّم في قطط و كلاب ؟؟؟؟
تساؤلات كثيرة لازالت تدور و لاشكّ أنّ راعي مثل تلك الأعمال و الإنسانيّات مخطّط جدّا ،
و هنا من المسؤول عن هذا الغثّ من الفوضى ، و هل يتمّ التّرخيص لكلّ المنظّمات دون تمحيص و تدقيق ؟؟؟
و
لماذا لا تتمّ مراقبة كلّ المنظّمات ( حتّى و إن ثبتت براءتها ) و نحن في
حالة حرب طاحنة مع عدوّ مستكبر محتل معتدٍ و قضيّتنا هي : أن نكون أو لا
نكون ؟
و هل بعد انهزام هذا العدوّ و مرتزقته في الجبهات سينجحون بالمتسلّقين ليوجعونا في أعراضنا ، و يجعلون أعداءنا من أبنائنا ؟
فإن
كانت الحروب النّاعمة المبثوثة فضائيّا عبر القنوات قد مسخت معظم القلوب و
العقول من البنات و النّساء و الرّجال بالمسلسلات المدبلجة ، و تحت غطاء
تعدّد و تنوّع و تبادل الثّقافات ، و الاستهانة بما تبثّه تلك المدبلجات
تحت عنوان : ( احنا بنغيّر القناة لو جت لقطة وسخة ) ،
فهل
هذه المدبلجات إلّا سموم أخلاقيّة تفتك بالعفّة و الحياء و الحشمة ، و
تحلّل الحرام و تحرّم الحلال من تركيّة إلى هنديّة إلى كوريّة إلى
مكسيكيّة إلى حتّى عربيّة محاكية لتلك ، و قد دخلت هذه الحرب بنعومة إلى
معظم البيوتات الفاضلة ، و هتكت الشّيئ الكثير من الشّهامة و عفّة النّفس و
هي من قنوات فضائيّة ، فكيف بالمنظّمات و هي ليست فضائيّة بل واقعيّة روحا
و جسدا بيننا ؟؟؟؟
و ما الضّمانات التي ستمنع مجتمعنا من الانهيار الشّامل للفضيلة ؟
و ما الضّامن و من الضّامن لهذه الأعمال و من تتبع ؟
و هل لازلنا ساذجين حتى نركن على كائن من كان على بناتنا ؟
و هل بناتنا من فولاذ لا يخضعن بكلمة عاطفيّة أو تعامل بحنان ؟
أيّها الضّمير .. أيّها الإيمان .. أيّتها الحكمة اليمانيّة : أين أنتِ ِ لتترصّدي كلّ حركة لشياطين الإنس المتلبّسة باسم منظّمات و بلا حدود ؟
أيّها الضّمير : اللّه اللّه في الإخلاص ، و السّلام .
مجلة العصر