السيمر / فيينا / الاثنين 23 . 03 . 2020
هاتف بشبوش
السفير التشيلي في المكسيك كان يجلس على كرسيه ، فاقتحم رجلُّ من كولومبيا هذه السفارة طالبا اللجوء قائلاً للسفير ، أنا سياسي هارب من بلدي والشرطة تلاحقني حتى في المكسيك اذ انهم وضعوا صوري في شوارع العاصمة المكسيكية . فما كان من السفير التشيلي الا أن يكون موافقا وقال لهذا الرجل ، سأنقذك واتحمل مسؤولية هذه المخاطرة فأعطاه السفير جوازه الدبلوماسي التشيلي ، وحجز له تذكرة الى فرنسا وطار بها الى هناك وتخلّص هذا الرجل من الموت المحقق وظل يعيش بقية حياته في الأمان حتى مماته . ولكن من هو السفير التشيلي ومن هو الرجل طالب اللجوء ؟؟؟. السفير هو بابلو نيرودا الشاعر الشيوعي العالمي المعروف والذي كان اسمه أنذاك ريكاردو نفثالي حتى أصبح شاعرا معروفا في العالم فأصبح اسمه بابلو نيرودا حتى مماته مع الرئيس الشيوعي التشيلي سيلفادور الليندي بعد إنقلاب بينشويت ألاسود المدعوم من قبل أمريكا . ومن هو طالب اللجوء ؟؟؟ أنه ذلك الرجل الكولومبي الذي اصبح فيما بعد أعوامٍ وأعوام من هذه الحادثة أشهر روائي في العالم أنه الروائي غابرييل غارسيا ماركيز صاحب أجمل رواية (ألحب في زمن الكوليرا). هذه إحدى روائع التضحيات لهؤلاء ألابطال الشيوعيين الذين حفروا اسمائهم في التأريخ النضالي من أجل ألإنسانية .
شاعر وناقد عراقي