معمر حبار/ الجزائر
بعد مقال صاحب الأسطر”رؤساء الجزائر..كما رأيتهم”، بتاريخ الأربعاء 21 رمضان 1436 الموافق لـ 08 جويلة 2015. سيكون الحديث هذه المرة عن حسنات رؤساء الجزائر الذين حكموا خلال فترة حياة صاحب الأسطر المقبلة على عقدها الخامسة، لذلك لايتم التطرق لبن بلة، لأن صاحب الأسطر لايعرفه كحاكم إنما يعرفه كسياسي.
هواري بومدين.. من ميزات هواري بومدين رحمة الله عليه، أنه فرض تأميم الأراضي والثروات، وهذه الميزة ساعدت الجزائري في امتلاك أرضه وخيراته فأمدته بالقوة والمنعة. وكذا مجانية التعليم والطب وموقفه من الاعتداء الصهيوني ضد مصر، وإمضاءه لرصيد مصرفي على بياض لصالح مصر، ضف لها موقفه العلني المتكرر ودون مقابل لصالح فلسطين.
شاذلي بن جديد.. من ميزات شاذلي بن جديد رحمة الله عليه، حرية الإعلام التي أسّس لها، وانتشار وسائل الإعلام، وعدم محاربته للذين شتموه علانية عبر وسائل إعلام الدولة ووصفوه بـ “مسمار جحا”، وتسوية ملف الحدود مع المغرب وإقامة علاقات جد حسنة مع كافة الجيران دون استثناء. وتقريبه لأهل العلم والفكروتقديم كافة المساعدات والدعم المطلوب، وفتح كل الأبواب أماهم حتى أمست الجزائر يومها قبلة للعلماء والمفكرين. والحياة الهنية السعيدة التي عاشها الجزائري في عهده، وإنخفاض الأسعار، وحرية التنقل نحو الخارج، وتكوين الأحزاب المعارضة حتى أنها فازت بالتشريعيات والرئاسيات. وفرض عهدتين رئاسيتين غير قابلتين للتمديد، وهذه الميزة الخالدة لم تكن يومها إلا في مجتمع عربي مسلم ألا وهو الجزائر.
اليمين زروال.. كان كبيرا حين واجه النار وأعد من داخل اللهيب والنار ملف المصالحة الوطنية، فقد كان المهندس الحقيقي لها. وكان عظيما حين قدّم إستقالته من كرسي الرئاسة وخرج قويا نظيفا نقيا، وظلّ كبيرا حين عرضت عليه الرئاسة مرات ورفضها لمرات.
ولا أعرف في دنيا العرب ولا المسلمين، رئيسا خرج من الحكم وهو القادر على الحكم إلا إثنين.. اليمين زروال الجزائري و سوار الذهب السوداني. فلهم التحية والتقدير والاحترام.
عبد العزيز بوتفليقة.. من أبرز ماميّز فترة عبد العزيز بوتفليقة، أنه أقام جنائز رئاسية لرؤساء جزائريين سابقين توفوا أثناء فترة حكمه. وكما ذكرت في مقالات سابقة أثناء التطرق لجنائز رؤساء الجزائريين، فإن هذه الميزة يحلم بها رؤساء دول كبرى، وفي حياتهم عاملهم معاملة تليق بمكانة الرئيس السابق. وكان حكيما في تعامله مع أزمة الأرجل في أم درمان، فلم ينساق وراء الإغراء ولا التهديد، وكانت النتيجة أن جاءه الرئيس مبارك شخصيا، وعبر رحلة خاصة يطلب العفو والصفح، فكان العفو والصفح من بوتفليقة.
هذه إيجابيات رؤساء الجزائر كما عاشها صاحب الأسطر وظهرت له أنها إيجابيات، وحين تحين الفرصة سيكون لقاء آخر مع سلبيات رؤساء الجزائر.